الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعن نضال المرأة الإيرانية

عن نضال المرأة الإيرانية

0Shares


 
بقلم: فريد أحمد حسن

تؤکد المعارضة الإيرانية أن «النساء في إيران تحت حکم الولي الفقيه أکثر الأشخاص تعرضاً للتعذيب والاضطهاد وأنهن محرومات من أبسط حقوقهن»، ويبين الکاتب والمحلل السياسي الخبير في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي في مقال نشره أخيراً وتناول فيه أحوال المرأة الإيرانية في إيران ودورها في الحراک السياسي أن النساء في ظل النظام الحالي «ليس لديهن الحق في اختيار ملابسهن وغطاء رأسهن، وليس لديهن الحق في حرية التعلم واختيار اختصاصهن أو حق الحصول علی الطلاق، أو حق الترشح لرئاسة الجمهورية، أو حق أن يصبحن قاضيات»، لافتاً إلی أن الرئيس روحاني لم يجرؤ علی إشراک امرأة واحدة ضمن تشکيلات حکومته، وأن المسؤولين في النظام الإيراني ومن أجل فرض الحجاب الإجباري علی النساء قاموا بإنشاء 26 وزارة ومؤسسة قمعية خصيصاً لذلک وأنه يتم في کل يوم اعتقال أکثر من 2000 امرأة. کما أنه يتم في سجون هذا النظام تطبيق أشد صور التعذيب والقمع ضد النساء، وأنه قتل حتی الآن عشرات الآلاف من النساء علی يد الأجهزة القمعية الإيرانية، مذکراً بإعدام السيدة ريحانة جباري التي اعتدی عليها أحد عملاء وزارة المخابرات التابعة للنظام، ومذکراً أيضاً بالسيدة فريناز خسروي التي ألقت نفسها من شقتها وتوفيت علی الفور.

مهابادي نبه إلی أن عدداً کبيراً من النساء الإيرانيات ينتحرن سنوياً في إيران کي يفلتن من حکم الملالي الذي يعانين خلاله من الظلم وعدم المساواة، ويقول إن المرأة الإيرانية في کل الأحوال خاسرة أمام محاکم هذا النظام الذي کرس التمييز الجنسي واهتم بالفصل بين الجنسين ووضع الکثير من القيود التي کبلت المرأة الإيرانية وأن النظام فعل کل هذا وأکثر بعدما أضاف إلی الدستور الإيراني ما شاء من مواد تبرر له معاملته الدونية للنساء.

في مقاله المهم اعتبر عبدالرحمن مهابادي اختيار المعارضة الإيرانية منذ 22 عاماً السيدة مريم رجوي لقيادة النضال ورمزاً لمواجهة «ولاية الفقيه» التي يمثلها النظام سبباً لانزعاج نظام الملالي وزيادة جرعة غضبه من المرأة، مبرراً ذلک بأن انتخابها کان نقطة البداية في الطريق المؤدي إلی انهيار أيديولوجية الملالي المعادية للنساء، ولافتاً إلی أن المرأة الإيرانية تقف بقوة في وجه هذا النظام الذي يسعی علی الدوام إلی تکبيلها وتهميشها وأنها قدمت الکثير من التضحيات.

مهابادي استشهد في مقاله بعبارات من کلمة ألقتها رجوي في الاحتفال بيوم المرأة العالمي أکدت فيها أن النساء الإيرانيات لعبن دوراً رائداً في خطوط المعرکة الأمامية مع الأصولية التي هي عدوة لکل نساء العالم، وأنهن لم ينتفضن من أجل المطالبة بحريتهن فقط ولکن من أجل تحرير إيران من هذا النظام، فالمرأة الإيرانية تريد أن تطوي هذه الصفحة المظلمة والمؤلمة من تاريخ بلادها وهي تقوم بدور تاريخي مهم إلی جانب الرجل الإيراني الذي هو الآخر ضاق من ممارسات النظام وقرر التخلص من هذه الأيديولوجية المدمرة.

عن مستقبل المرأة في ظل ما تبشر به المعارضة الإيرانية ذکر الکاتب أن مريم رجوي أعلنت في عام 1995 عن خطتها فيما يتعلق بحريات المرأة وقالت «نحن نؤمن بالمساواة الکاملة للنساء والرجال في کل الحقوق السياسية والاجتماعية وکذلک المشارکة المتساوية للنساء في القيادة السياسية، وأن النساء سيتمتعن بحقوقهن في حرية اختيار اللباس وغطاء الرأس وحق الزواج والطلاق والتحصيل الدراسي والعمل….». ولعل هذا أيضاً کان سبباً لزيادة ممارسة النظام الإيراني ظلمه علی المرأة التي هي في نظره تابعة للرجل ولا يمکن أن تکون متساوية معه وأن مکانها -کما قال خامنئي خلال زيارته لأحد بيوت الإيرانيين الذين قتل ابنهم في الحرب العراقية الإيرانية- هو البيت وليس خارجه.

نقلا عن الوطن البحرينية

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة