الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانجمهورية الموت

جمهورية الموت

0Shares


بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

لازال نظام الملالي في إيران يواجه إنتقادات و مؤاخذات واسعة بشأن إنتهاکاته لحقوق الانسان و الانتهاکات الشنيعة التي يرتکبها بهذا الصدد، ولئن حاول دجالوا طهران مرارا و تکرارا الادعاء من أن حقوق الانسان مصانة وان مايشاع و يقال انما هو من جانب”أعداء الثورة الاسلامية”، لکن هذا التبرير الممجوج و السخيف و الذي بات لايقنع حتی السذج من الناس، صار جملة مکررة لابد لکل مسؤول إيراني ترديده منذ قرابة أربعة عقودمن تأسيس نظام الدجل و الشعوذة في طهران.
الانتهاکات الفظيعة و الواسعة لحقوق الانسان و المرأة في ظل هذا النظام الذي يصفه معارضوه بأنه”معاد للانسانية”، ليست وليدة هذه الايام بل هي ممارسات تتکرر علی الدوام منذ تأسيسه، وان توجيه قرابة 66 إدانة دولية أکثرها من جانب الامم المتحدة و منظمات دولية معنية بحقوق الانسان لطهران علی خلفية إنتهاکاتها المستمرة لهذه الحقوق، يؤکد الاوضاع بالغة السلبية لحقوق الانسان في ظل هذا النظام، لکن الذي يثير السخرية و التعجب معا هو أنه کلما إزدادت الانتقادات الموجهة لهذا النظام کلما إزدادت الانتهاکات، ويکفي أن نشير هنا إن النظام يصبح اکثر حزما في تنفيذ الاحکام الالهية”کمايصفونها” وهي تعني أحکام الاعدام و الجلد و الرجم و فقء الاعين و قطع الاذان و الاصابع!
المجتمع الدولي و الامم المتحدة و المنظمات المعنية بحقوق الانسان، وجهت إنتقادات قاسية للنظام الديني القائم في إيران تعلقت بأوضاع السجناء السياسيين و الاقليات الدينية خصوصا البهائيين و المسيحيين، وکذلک بتصاعد حملات الاعدامات و حرية الصحافة و الانضمام الی الاتفاقية الدولية ضد التعذيب، لکن الموقف الاهم و الذي لفت الانتباه أکثر من غيره، هو النقد الذي تم توجيهه من جانب منظمات غير حکومية بشأن عدم حصول أي تقدم في إيران بصدد تحسين اوضاع حقوق الانسان لأن الاوضاع تسير دائما نحو الاسوء ولم يصادف أن شهد المجتمع الدولي تحسنا بهذا الصدد منذ تأسيس هذا النظام ولحد هذه اللحظة.
بعد مضي أکثر من خمسة أعوام علی إنتخاب الملا روحاني، وبعد کل تلک المزاعم و التأکيدات المختلفة عن الاصلاح و الاعتدال و تحسين الاحوال و الاوضاع علی مختلف الاصعدة، تبين بأن هذا العهد وخصوصا فيما يتعلق بحقوق الانسان، هو الاسوأ وإنه يزداد سوءا عاما بعد عام، وهذا بحد ذاته تأکيد قوي و واضح علی عدم وجود أي إصلاح في إيران وان حقوق الانسان تمتهن فيها بشکل صار روتينيا، ومع أن النظام الديني يزعم بأنه”دولة المستضعفين”، لکن إزدياد الفوارق الطبقية و زيادة نسبة المواطنين الايرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، أکدت بأنه نظام معادي للإنسان من مختلف النواحي، وفي هذا الخضم، تجدر الاشارة الی أن الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي، وفي ضوء إستمرار إنتهاکات حقوق الانسان و تصاعد الاعدامات في بلادها، قد طالبت و بإلحاح بضرورة إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الی مجلس الامن الدولي، مؤکدة بأنه الحل الوحيد لهذه المشکلة بالاضافة الی تأثيراتها الايجابية علی موقف الشعب الايراني تجاه النظام، أو بإشتراط العلاقات السياسية و الاقتصادية الدولية مع النظام بتحسين أوضاع حقوق الانسان و إنهاء الانتهاکات.
علی الرغم من قرارات الادانة الدولية ضد إنتهاکات طهران لحقوق الانسان، لکنها لحد الان لم تسفر عن شئ، وان الشعب الايراني الذي طالما قام بتظاهرات و إنتفاضات عارمة لکن ولکون عدم دعمه و تإييده دوليا، فقد بادر النظام الی قمعه بمنتهی القسوة کما حدث في الانتفاضة الاخيرة، التي تم خلالها إحراق صور المرشد الاعلی و إطلاق شعارات تدعو بالموت له و السقوط للنظام، وان هذا الشعب لو تيقن بأنه مدعوم دوليا بقرارات أممية، فإن مواقفه مع النظام ستختلف جذريا، وقد تکون أية قرارات أممية بهذا الخصوص أقوی تأثيرا حتی من قرارات العقوبات الدولية، لأنها ستکون کالنار التي ستحرق النظام تماما.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة