الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانأحذروا من المياه العکرة

أحذروا من المياه العکرة

0Shares

 

 بقلم:حسيب الصالحي

 

طالما کان هناک أمن و إستقرار فإن المساحة و الفرص تضييق و تقل أمام الذين يسعون للتصيد في المياه العکرة، ذلک أن الثبات الامني و حالة الاستقرار للشعوب تجعلها قوية و متماسکة أمام أية أخطار أو تحديات، ومن هنا فإن تعکير المياه لن يتم إلا بالعبث بثبات الامن و الاستقرار و خلخلتهما کي ينشغل الشعب بأمور وتقوم القوی المتربصة بتنفيذ خططها، کما فعل و يفعل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع بلدان المنطقة طوال ال39 عاما المنصرمة.
التطرف الديني الذي هو بمثابة أساس و قاعدة الارهاب، صار معروفا للمنطقة بشکل بصورة خاصة بإن بؤرته و المهد الذي إنطلق منه بإتجاه دول المنطقة و العالم کان ولايزال في إيران و الذي وجد في مسألتي قمع و إضطهاد الشعب الايراني من جانب و تصدير التطرف الديني و الارهاب للمنطقة من جانب آخر، بمثابة الرکيزتين الاساسيتين اللتين يبني علی أساسهما مشروعه، وإن الاحزاب و الميليشيات المتطرف المنتشرة في المنطقة او تلک التي تضدها و تعاکسها إنما هي حاصل تحصيل إفرازات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل أن تکون في المنطقة حالة من الفلتان الامني و عدم الاستقرار حتی يتصيد في المياه العکرة و يحقق أهدافه المشبوهة کما أسلفنا آنفا.
التطرف الديني و الممارسات و الاساليب الارهابية المتبعة من أجل جعل أفکار و منطلقات التطرف الديني أمرا واقعا وخصوصا فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بحرية التعبير و حقوق الانسان و حقوق المرأة التي يستهدفها التطرف الديني، لايجب أبدا تجاهل خطره و التهديد الذي يمثله علی الامن الاجتماعي لشعوب المنطقة، ولذلک فإنه وفي ضوء ماقد دعت إليه زعيمة العارضة الايرانية مريم رجوي مرارا و تکرارا بضرورة قيام جبهة من دول المنطقة و المقاومة الايرانية من أجل مواجهة التطرف الديني و الارهاب القادمين من طهران، فإنه من المهم و الملح أن يتم تقوية دعائم و رکائز جبهة مواجهة التطرف الديني و الارهاب هذه بإسنادها بعمق شعبي و ثقافي من أجل جعل جبهة المواجهة واسعة و محاصرة الفکر المتطرف المشؤوم هذا بثقافة شعبية ليس فقط تمنعها من التعشعش في بلدان المنطقة وانما تجتثها من جذورها و تحسم أمرها خصوصا بعد إندلاع الانتفاضة الايرانية الکبيرة التي أکدت رفضها القاطع للنظام القائم علی أساس الفکر الديني المتطرف و دعت الی تغييره.
مقاومة و مواجهة التطرف الديني و القضاء عليه ليس بمهمة رسمية لدول المنطقة فقط بقدر ماهو أيضا واجب شعبي ثقافي بالغ الضرورة من أجل عدم السماح لفکر ظلامي مشبوه معادي للإسلام نفسه قبل غيره بأن يجد له موطئ قدم في الالفية الثالثة بعد الميلاد في دول المنطقة، وإن القضاء علی تنظيمات متطرفة و إرهابية نظير داعش و الميليشيات الارهابية و غيرها لايمکن أن ينهي الفکر الديني المتطرف مالم يتم إجتثاثه بحملة شعبية واسعة النطاق مع التأکيد و بصورة خاصة علی ضرورة و أهمية إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تزامنا مع ذلک لأنه يعتبر بمثابة بؤرة التطرف و الارهاب و الحاضن الاکبر لهما في العالم وإن إسقاط هذا النظام کفيل بحسم هذه المشکلة من الجذور.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة