الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيأب محاصر في الغوطة يروي تفاصيل الرعب الذي عاشه أطفاله+ فيديو

أب محاصر في الغوطة يروي تفاصيل الرعب الذي عاشه أطفاله+ فيديو

0Shares
أغمض عينيه وهو يستمع إلی الرسالة الصوتية التي أرسلها أخوه أبو إبراهيم(48 عاماً)، يطمئنه أنه ما زال علی قيد الحياة، أنفاسه تتسارع وهو يبکي، لم يسمعه باکياً قبل ليلة 21 فبراير/شباط، ولکن منظر الأکفان التي لفت أجساد 250 شخصاً خلال يوم واحد کان “مرعباً”، ونجاته هو تحديداً لا يستطيع إلا أن يعتبرها “صدفة”!
يقول أبو إبراهيم بصوته المرتجف “20 طائرة تحلق في الأجواء، البراميل المتفجرة في کل مکان لا نعرف متی ستصيبنا علی رؤوسنا”، لم يکن وقع تلک الکلمات الصفعة التي تلقاها أخوه أمجد (25 عاما) الذي يعيش الآن في السويد، بل خوفه أن تکون تلک آخر مرة يسمع صوت أخيه.
حاول أمجد أن يتخيَّل شکل أخيه، فهو لم يره منذ 5 سنوات، أي منذ العام 2013، عندما وقعت الغوطة الشرقية تحت الحصار، وعلی الرغم أنها لا تبعد سوی بضعة أميال تجاه الشرق من العاصمة دمشق، فإن المشهد بين هاتين المنطقتين يحمل تناقضاً کبيراً، نقطة التشابه الوحيدة هي القذائف المتبادلة.
وبحلول يناير/کانون الثاني من هذا العام، کانت تکلفة سلة المواد الغذائية الأساسية في الغوطة الشرقية أعلی بنسبة 780%، مما هي عليه في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام علی بُعد أميال قليلة.
الأسعار وقلة المواد الغذائية أجبرت نسبة کبيرة من الـ400 ألف شخص المحاصرين علی طبخ الأعشاب، منهم أبو إبراهيم، الذي کان يمازح أخاه بوصفته “السرية” التي لن يخبره کيف يحضرها!
کان کل من تواصلت معهم “هاف بوست عربي” من المحاصرين في تلک البقعة الممتدة علی مساحة 110 کم مربع، يتحدث بصوت “مخنوق”، يجعلک تدرک حالة البکاء التي دخل بها صاحبها خلال يومه الذي أنهکه حتی ساعات الليل المتأخرة، کلهم تعبوا، إلا القذائف التي لم تتوقف للحظة!
يقدمون معلومات متفرقة عن الوضع، تلتقي في نقطة واحدة وهي “الموت” أو “الخوف منه”، منهم المصور الشاب بسام خبية (32 عاماً)، الذي تصدرت صوره کبريات الصحف العالمية والعربية.
يقول لـ”هاف بوست عربي”، التي تواصلت معه عبر فيسبوک، إنني “أعيش الموت في کل صورة ألتقطها، أری نفسي مکان کل أب يحتضن طفله الذي مات، أبکي معه بحرقة، وأقول بيني وبين نفسي طفلي حمزة محظوظ، فهو ما زال علی قيد الحياة”.
 
 فعلی عکس کثيرين، کلما اشتد القصف اختار خبية الحائز عدداً من الجوائز العالمية، اختار الخروج إلی الشارع کي يصور ما يجري، “کل شخص بالنسبة له يستحق أن يوثق، وأن يکرم، وأن يبکي العالم کله موته”.
يقبل طفله البالغ من العمر عامين، يودع زوجته ويترکهما في أحد الأقبية، الملاذ الأخير لهم من القصف، ويهرع حاملاً کاميراته علی کتفه، يلتقط صوره وقلبه معلق بذاک الکائن الصغير “لا أريده أن يموت”!
في ملجأ آخر، ليس بعيداً جداً عن الملجأ الذي خبَّأ فيه خبية کنزه الصغير، کان أبو قصي جالساً يتصفح هاتفه المحمول، يکتب رسالته التي تداولها کثيرون عبر واتساب، يتحدث هو الآخر عن طفليه “مايا وقصي”، يخاف أن يکون ظلم أحدهما علی حساب الآخر.
 
 يدان لا تکفيان لصمِّ 4 آذان عن سماع دوي القصف ومساعدتهما علی النوم، يقول “أنهکتني أسئلة مايا الطفولية، هي لم تستطع النوم خوفاً من القصف، قالت لي “لماذا يقصفوننا؟ الله يحبنا أليس کذلک ولا يحبهم؟!”.
المستقبل مجهول بالنسبة لهؤلاء المحاصرين، ففي الوقت الذي دعت فيه الأمم المتحدة، صباح الأربعاء 21 فبراير/شباط، إلی وقف فوري للقتال في الغوطة، التي وصفها الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش بـ”جحيم علی الأرض”، لا يعلق أهلها الأمل بتلک التصريحات الدولية.
وليس فقط المحاصرون مَن يئسوا من تلک التحرکات الدولية، بل السوريون في الخارج أيضاً، منهم أحمد وردة، الذي يعيش في العاصمة الفرنسية باريس، الذي لم يکن أمامه سوی تحضير فيديو إرشادي للمحاصرين تحت القصف.
الفيديو الذي تصل مدته إلی قرابة الدقيقتين يظهر فيه أحمد وزوجته وابنته، فيه نصائح حول التعامل مع القصف الشديد، وفرص النجاة الأخيرة التي “يتمنی أن تکون من نصيب أکبر عدد ممکن”.
يقول “ابقوا علی قيد الحياة أحبائي”.
وطالب البيت الأبيض في بيان صحافي، أمس، بضرورة توقف نظام الأسد عن ارتکاب أي أعمال شائنة تجاه الشعب السوري، وضرورة أن تتوقف روسيا وطهران عن مساعدة الأسد. وأضاف البيان أن الهجمات المروعة التي يقوم بها النظام السوري تؤکد الحاجة الملحّة للالتزام بعملية جنيف، برعاية الأمم المتحدة، للوصول إلی حل سياسي يحترم إرادة الشعب السوري، وذلک بالتطابق مع الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم «2254»، والبيان المشترک للرئيسين الأميرکي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وعبر من البيت الأبيض عن قلقه من استهداف المنشآت الطبية في شرق الغوطة والاستمرار في استخدام أساليب الحصار من قبل نظام الأسد لتجويع الشعب السوري ومنع وصول المساعدات الإنسانية. وأکد أن الولايات المتحدة تدعم طلب منظمة الأمم المتحدة في التوقف عن العنف وتطبيق هدنة لمدة شهر حتی يمکن تقديم الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية للمدنيين في شرق الغوطة.
وکانت هيثر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأميرکية قد قالت إن ما يحدث في شرق الغوطة حالياً هو تکرار للفظائع التي حدثت في شرق حلب.
وأضافت، خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس (الأربعاء)، أن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف للوقف غير المشروط للعنف في سوريا، وتدعو روسيا إلی وقف دعمها لقوات الأسد وحلفائه، مشيرة إلی أن النظام السوري هو المسؤول عن الکارثة الإنسانية في شرق الغوطة وعن الخسائر البشرية للمدنيين هناک.
وقالت نويرت إنه لا يمکن التکهن بما قد تقوم به الإدارة الأميرکية في ذلک الشأن، مشيرة إلی أن دعم روسيا للأسد لا يثير قلق الولايات المتحدة وحدها، ولکن الکثير من الدول الأخری في العالم.
نقلا عن هاف بوست عربي
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة