الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعنتريات إيرانية علی حساب العراق!

عنتريات إيرانية علی حساب العراق!

0Shares

 

بقلم:علاء کامل شبيب

في ذروة تراجع المواقف الايراني علی مختلف الاصعدة بسبب السياسات التوسعية التي يفرضها المشروع السياسي ـ الفکري لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد أن صار واضحا للعالم کله مدی الرفض الشعبي العارم له و تزلزل شعبيته و تراجعه الی الحضيض، فإن طهران تسعی لإرسال رسائل نارية و حادة اللهجة لأمريکا و البلدان الغربية علی حساب العراق و شعبه، من أجل إبراز عضلاتها و إثبات قوتها.
علي أکبر ولايتي، مستشار المرشد الاعلی الايراني للشؤون الدولية، صرح مؤخرا خلال زيارة له لبغداد برفض النظام الايراني للتواجد الامريکي و حلف الناتو في العراق وإن الحشد الشعبي سيکون لهم بالمرصاد! ولايتي و نظامه لم يکن بالامکان أن يکون لهم هکذا دور و نفوذ في العراق لولا الغزو الامريکي للعراق و الذي کان النظام الايراني بمثابة”أبرهة”له مثلما أدی نفس الدور بالنسبة للغزو الامريکي لأفغانستان، واليوم وبعد أن تتضارب المصالح بين الامريکان و الايرانيين، فإن طهران تسعی للتصعيد علی حساب العراق مرة أخری، وهي إذ تتراجع وعلی مختلف الاصعدة أمام واشنطن و تقوم بتقديم التنازلات تلو التنازلات خلف الکواليس للأمريکان و الغرب، فإنها تطلق تصريحات عنترية شعواء يمنة و يسرة من أجل التغطية علی تراجع دورها الاوضاع السيئة التي تعاني منها داخليا و إقليميا و دوليا.
هذا النظام الذي يسعی لإظهار نفسه کقوة عظمی و يناطح الدول الکبری، لکنه في الواقع لايستند علی بناء تحتي متين من جانب ولاعلی شعب مؤيد له ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار کون أکثر من نصف الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر بإعتراف مسؤولين إيرانيين الی جانب وجود قرابة 12 مليونا يعانون من المجاعة، بل وإن الانتفاضة الاخيرة التي إندلعت بوجه النظام و طالبت بإسقاطه، فقد کان السبب الاساسي الاوضاع المعيشية الرديئة التي يعاني منها الشعب الايراني منذ أکثر من ثلاثة عقود.
وإذا ماوضعنا کل شئ جانبا و تجاهلنا مزاعم النفخ و التحديات الايرانية الفارغة، فإننا نجد إن تصريحات ولايتي هذه، هي في غير محلها وإنه ليس بمسؤول أو ممثل للشعب العراقي حتی ينوب عنهم و يحدد مستقبل بلادهم، بل إن تصريحه هذا يمثل منتهی الصفاقة و عدم الاحترام للسيادة الوطنية العراقية و لإرادة و موقف الشعب العراقي، لکن الذي يثير السخرية و التهکم أکثر هو إن ولايتي قد قام بإطلاق هکذا تصريحات عنترية أمام نوري المالکي، نائب رئيس الجمهورية و حليفهم الاقوی في العراق، ولهذا الامر أيضا أکثر من معنی إذ طالما سعی الاخير لجعل النظام الايراني مهيمنا علی کل شئ في العراق.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة