الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتفاقم الأزمات الداخلية لنظام الملالي

تفاقم الأزمات الداخلية لنظام الملالي

0Shares

المسرحية الحکومية في 11 فبراير حيث کان خامنئي قد قال انها ستکون ردا علی جميع الصعوبات الداخلية والخارجية ، کانت بالمناسبة مسرحية لفشل النظام وعملت کعامل في تفاقم الأزمة الداخلية للنظام. إن إثارة موضوع عام وغامض باسم «الاستفتاء» من قبل روحاني في هذه المسرحية، تسبب في تفجير التوترات والأزمات الداخلية للنظام الذي کان يحاول التستر عليها، بحيث اعترفت بعض عناصر النظام بالطريق المسدود الذي يواجهه النظام. 
وأثارت صحيفة «کيهان» الموالية لخامنئي سؤالا عن نوع الاستفتاء الذي يريده روحاني؟ وکتبت الصحيفة الناطقة باسم قوات الحرس (جوان 12 فبراير):
 «هذا السياسي القديم وصی في ذکری الثورة اجراء الاستفتاء لمبدأ 59، ولکن لم يقل لأي غرض؟ هل لاتفاق شامل مشترک آخر؟».
وقد أظهرت وسائل الإعلام التابعة للنظام هذه الکلمات إلی قضية الإشراف الاستصوابي ضد مجلس صيانة الدستور.
وکتبت صحيفة «آرمان» الحکومية 13 فبراير: «الواقع أن قضية الإشراف الاستصوابي علی انتخابات مجلس الشوری وانتخابات الرئاسة ومجلس الخبراء هي کانت قضية مثيرة للتساؤل». و«العديد من المحللين والنشطاء السياسيين يتحدثون عن عدم جدوی بعض مؤسسات النظام».
وهکذا، کانت نفس کلمات روحاني الفضفاضة، مبطنة بکل هذه التوترات والمجادلات التي برزت بسرعة عن طريق العصابة المتنافسة وأصبحت أزمة أخری. ويجب النظر إلی سبب هذه الأزمة في الاختناقات الداخلية والإقليمية والدولية المتزايدة التي تمر بالنظام، والآلم الذي کان يريد خامنئي تخفيفه عن «طريق استعراض القوة» في مسرحية 11 شباط / فبراير ويستهلکه للرد علی الانتفاضة والرد علی الولايات المتحدة والعزلة الإقليمية لنظامه.
بدورها کتبت صحيفة «رسالت» الناطقة باسم عصابة «مؤتلفة» التابعة لخامنئي في 13 فبراير:
«کل شيء لاستعراض قوة لم يسبق لها مثيل ضد أعداء النظام کان مهيئا، ولکن جزء من خطاب الرئيس الخارج عن المنطق في هذا الحفل جاء بمثابة الماء البارد لهذا الدفء والنار. وتحدث الرئيس عن ”طريق مسدود“ و ”استفتاء“ و 40 عاما من الحقد والضغينة مما انعکست نفس الکلمات بعد التضخيم فی وسائل الاعلام الاجنبية ووسائل الاعلام التابعة للرئيس».
إن السبب الأساسي لهذه الأزمة التي تفجرت بعد اثارة موضوع «الاستفتاء» داخل النظام، يعود الی أن النظام وفي نهاية العد العکسي للمهلة المعلنة من قبل ترامب 120 يوما يجب أن يوضح الی أن تتجه بوصلته. هل نحو تجرع کأس سم وقف انتاج الصواريخ وکأس سم التخلي عن أعماله في المنطقة أم عدم التخلي عن سياساته والإصرار علی نهجه، والوقوف ضد إرادة المجتمع الدولي وتحمل العقوبات.
وقال قاسم سليماني، «هذا السم يقتل الإسلام ويقتل روح إيران والشيعة بالکامل».  يعني أن قوات الحرس تقف بالضد من تجرع کأس سم  وقف انتاج الصواريخ والتخلي عن تدخلاته الاقليمية وهو شرط لمواصلة الاتفاق الشامل المشترک بينما جناح روحاني يری انها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تهدد النظام الحالي ويصر علی أن هذا ”السم“ يجب أن يجري من قبل خامنئي في عروق النظام، وإذا کان خامنئي أو غيره يعارضونه، فمن الأفضل أن يتم حل ذلک بالاستفتاء.  لکن روحاني يظن أنه يستطيع أن يفرض کلامه علی الجناح المنافس له من خلال التمسک بما قام به خلال مسرحية الانتخابات من رکوب موجة الغضب والکراهية لدی الناس حيال ولاية الفقيه واللعب بالبطاقة المحروقة بالتشدق باتخاذ موقف المعارضة في محاولة منه لکسب مزيد من السلطة.
من ناحية أخری، أحمدي نجاد وأمام عدلية النظام، کشف عن ممارسات النظام في حملات الاعتقالات وأعمال التعذيب وقتل الشباب الأبرياء في السجن بزعم الانتحار، وشن هجوما هذه المرة علی شخص خامنئي بالذات، وقال: «نحن نريد أن نشکو من هذا السلوک ، أين يجب أن نشکو؟! لا توجد جهة نشکو لديها.  وبخصوص الزعيم يقولون  إنه ليس مسؤولا عن أداء الجهاز القضائي وبقية الأجهزة. ماذا يجب أن يفعله الشخص المضطهد في جهاز الدولة والحکومة؟».
وهذا يمثل ذروة الأزمة داخل نظام ولاية الفقيه. تصريحات أحمدي نجاد وغيره من اولئک الرجال الذين کان لديهم لحد يوم أمس الولي الفقيه خط أحمر لا يمکن تجاوزه، هم الآن قد تجاوزوا ذلک في الکلام علی الأقل، مما يبين أن «عمود خيمة النظام» قد اهتز أکثر من أي وقت أخر. 
هرم ولاية الفقيه مصاب بالرعشة والتوتر والأزمة والانقسامات والتساقط من الأسفل إلی الأعلی. إن قاعدة الهرم، في کل سلطة هي الشعب، ولکنها الآن هذه القاعدة مليئة بالکراهية والعداء للنظام الحاکم. من ناحية أخری، بلغ صراع السلطة بين الأجنحة المفترسة ذروته.
وفي ظل هذه الظروف، فإن الضغوط العالمية وتعرض الاتفاق الشامل المشترک لخطر الزوال من الوجود  وإمکانية عودة العقوبات النووية سيعجّلان مباشرة الانهيار الاقتصادي ويدفعان جيش المحرومين والجياع إلی التفجر والطغيان، کما من ناحية أخری، الرضوخ إلی اتفاقات شاملة مشترکة جديدة، «سينزع روح النظام».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة