الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلو قدم الساسة العراقيون و الايرانيون إستقالاتهم بسبب الکذب!

لو قدم الساسة العراقيون و الايرانيون إستقالاتهم بسبب الکذب!

0Shares


بقلم:محمد حسين المياحي


عندما يقدم وزير الخارجية الهولندي إستقالته من منصبه عشية إقراره أنه کذب بشأن حضوره اجتماعاً مثيراً للجدل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل سنوات، فإن ثمة تساؤل مشروع جدا يطرح نفسه بقوة وهو: کم وزير و مسؤول عراقي و إيراني بارز کذبوا مرات و مرات علی الشعبين العراقي و الايراني ولايزالون في مناصبهم معززين مکرمين، ولو حذا هؤلاء الوزراء حذو الوزير الهولندي هل کانت ستبقی السلطتان التنفيذيتان في العراق و إيران واقفتان علی قدميهما؟
المشکلة إن الکذب الذي يتم مضغه کالعلک من قبل الساسة العراقيين و الايرانيين لايقتصر علی الوزراء بل وليس محصورا في السلطة التنفيذية وانما يتعداه الی باقي مفاصل النظامين السياسيين العراقي و الايراني، بحيث يکاد أن يکون الکذب جانب و جزء أساسي من العملية السياسية في البلدين.
الکذب المستمر الذي مارسه الوزراء العراقيون و الايرانيون وکذلک رؤساء الوزراء و الجمهورية طوال الاعوام الماضية في مختلف الامور وخصوصا في وعود الاعمار و التنمية و المشاريع الوهمية التي إختفت بجانبها مئات المليارات، قد لاتکون کذبة الوزير الهولندي تعني شيئا، حيث إنه لم يسرق ثروات بلده ولاخان سياساتها و حرف الامور أو شوهها کما يفعل أقرانه العراقيون و الايرانيون، وهنا من المفيد جدا أن نذکر ماقد أکده حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي قبل أيام من إن النفوذ الايراني في العراق يبلغ صفرا!! أو کما ذکره وزراء إيرانيون و مسؤولون بارزون في طهران من إن الانتفاضة الاخيرة لم يکن لها جانب سياسي، أي لم تتعرض للنظام وکأن شعارات( الموت لخامنئي، الموت لروحاني، استح يا خامنئي واترک الحکم، وووو)، ليست سياسية رغم إن خامنئي بنفسه قد إعترف بأن الانتفاضة کانت من عمل منظمة مجاهدي خلق کليا، هذا الی جانب إتهام الجناحين الايرانيين لبعضهما بالفساد و نهب ثروات الشعب الايراني وکلاهما يمارسان الکذب في تنزيه نفسيهما إذ أن کلاهما متورطان من قمة رأسهما الی أخمص قدميهما في عمليات الفساد و سرقة ثروات و موارد الشعب الايراني.
يقولون هناک لجان نزاهة و مسائلة في البلدين لمحاسبة الفاسدين و المقصرين، لکن المعروف عنهما إنهما يبادران عندما تشتد الضغوط و يصل أصوات الاحتجاجات الی عنان السماء، الی تقديم أکباش فداء هزيلة فيما تترک الحيتان و الثيران و الديناصورات لشأنها، فمثلا ليس هناک من يحاسب مسؤول السلطة القضائية في إيران، صادق لاريجاني، رغم إن الجميع يعلمون بأنه قد جنی ثروة طائلة(مع أخوته الآخرين)بسبب من إستغلاله لسلطته، والذي يثير السخرية و التهکم أن لاريجاني هذا مقرب من خامنئي و موضع ثقته!!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة