الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيسنة العراق يرفضون الانسحاب الأميرکي خوفا من المليشيات الشيعية

سنة العراق يرفضون الانسحاب الأميرکي خوفا من المليشيات الشيعية

0Shares

أهالي المدن المحررة يجدون في بقاء القوات الأميرکية عنصرا محايدا لعدم عودة التنظيمات الإرهابية ومنع الفصائل الشيعية من الانتشار بالمدن السنية.

 

 

الأنبار (العراق) – يراقب سکان المحافظات السنية بقلق الجدل الدائر منذ أيام في بغداد حول مصير بقاء القوات الأميرکية في العراق، فهذه المدن ما زالت تشعر بالقلق من المستقبل، وتری في بقاء القوات الأميرکية ضرورة لحمايتها من الأخطار المقبلة.
عند ضواحي بلدة هيت غربي الأنبار ينهمک عبد الحميد النمراوي مع فوج مسلح من مقاتلي العشائر تحت إمرته في تنفيذ عمليات تمشيط ليلية لحماية المدينة من محاولات المتطرفين التسلل وتنفيذ عمليات إرهابية، وبرغم أن الوحدة القتالية تمتلک أسلحة أميرکية خفيفة من الرشاشات إلا أن النمراوي ليس راضيا عن تسليحها ويسعی إلی المزيد.
ويقول النمراوي إن “الحکومة في بغداد تخلت عنا بعدما وعدت بتسليحنا وتوفير مرتبات لمقاتلينا، أرسلنا عشرات الطلبات إلی بغداد حول مشکلاتنا والإجابة هي نفسها في کل مرة، الحکومة تواجه أزمة مالية، بينما تقوم القوات الأميرکية الموجودة في قاعدة عين الأسد بتدريبنا وتسليحنا بشکل بسيط بموافقة الحکومة العراقية، وذلک أفضل من لا شي”.
والأنبار هي أکبر المحافظات وتمثل ثلث مساحة العراق، يبلغ حجمها (138500) کلم من مساحة البلاد البالغة (437072) کلم، وهي أکبر من جميع المدن الخمس التي تحيط بها مجتمعة (نينوی وصلاح الدين وبغداد وبابل وکربلاء والنجف)، أما حدودها مع سورية فيبلغ طولها أکثر من (600) کلم.
في (27) من الشهر الماضي نفذت القوات الأميرکية غارة جوية خاطئة في بلدة البغدادي في الأنبار أدت إلی مقتل 8 عناصر من قوات الأمن المحلية، ورغم أن “التحالف الدولي” قال إن الغارة تمت بموجب معلومات أمنية عراقية، وأکدت ذلک أيضاً وزارة الدفاع العراقية، إلا أن الحادثة فتحت الباب أمام سجالات محتدمة بين السياسيين العراقيين حول مصير القوات الأميرکية في البلاد بعد انتهاء مرحلة الدولة الإسلامية.
الفصائل الشيعية الموالية لإيران، “بدر” بزعامة هادي العامري و”عصائب أهل الحق” بزعامة قيس الخزعلي و”النجباء” بزعامة أکرم الکعبي و”کتائب حزب الله” طالبوا جميعا بعد الحادثة بخروج القوات الأميرکية في أسرع وقت، ووعدوا بتحشيد الأصوات في البرلمان العراقي لمساءلة الحکومة عن ذلک.
“کتائب حزب الله” الفصيل الأقوی والأشد ولاءً لإيران ويعتقد أن زعيمها أبو مهدي المهندس، اعتبرت أن القوات الأميرکية هي قوات احتلال، وقال المتحدث الرسمي باسمها جعفر الحسيني في بيان الأسبوع الماضي إن “المواجهة مع الأميرکيين قد تنطلق في أي لحظة، ولن ينفع الأميرکيين هذه المرة أي وساطة کما في المرات السابقة”.
وليس فقط الفصائل المسلحة بل إن الأحزاب الشيعية في البرلمان بدأت تطالب بخروج القوات الأميرکية، إذ قال منصور البعيجي النائب عن “ائتلاف دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالکي أن “علی الحکومة توضيح کم عدد القوات الأميرکية ومتی ستخرج، لان بقاءهم في البلاد هو مخطط لتقسيم العراق”.
وحتی الآن تلتزم الحکومة العراقية الصمت حول هذه القضية الحساسة، ويلجأ رئيس الوزراء حيدر العبادي إلی لغة محايدة عند الحديث عن هذا من اجل عدم إثارة غضب إيران وحلفائها، وتجنب خسارة الدعم العسکري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
لکن المحافظات السنية الأنبار وصلاح الدين والموصل القابعة تحت وطأة الدمار ويعيش سکانها في منازل مدمرة ومخيمات النزوح، لها رأي آخر، وهي تری في وجود القوات الأميرکية عنصراً محايداً لعدم عودة التنظيمات الإرهابية، ومنع الفصائل الشيعية من الانتشار في المدن السنية بحجة حفظ الأمن، کما يقول مسؤول محلي کبير في مجلس محافظة الأنبار.
ويقول هذا المسؤول مشترطا عدم الإشارة إلی اسمه لحساسية الموضوع: “لنتکلم بصراحة، في اليوم الذي ستخرج القوات الأميرکية من مدننا سيکون يوم فرح لبقايا مقاتلي داعش، لأنهم يعرفون جيدا خطر الطائرات المسيرة والغارات الجوية للتحالف الدولي”.
ويضيف إن “الحکومة في بغداد تعرف جيدا أن داعش لم يدخل إلی الأنبار فجأة في العام 2014، بل سعی لتنظيم صفوفه منذ انسحاب القوات الأميرکية من العراق نهاية العام 2011 عندما توقفت الطائرات الأميرکية عن مراقبة الحدود مع سورية، وبدأ الإرهابيون يتسللون في الصحراء الشاسعة ويتخذون من الوديان الطبيعية مقرات لهم دون أن يراقبهم احد، حتی حانت الفرصة للهجوم علی الفلوجة ومن ثم باقي المدن”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة