الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربي"عصابات" أهل الحق.. رعب مسلح في شوارع بغداد

“عصابات” أهل الحق.. رعب مسلح في شوارع بغداد

0Shares

انتهت الحرب علی “داعش” عسکريا في العراق، إلا بوابة حرب جديدة کان الجميع يخشاها ويحذر منها، فتحت علی مصراعيها، بعد أن تحول العديد من مسلحي ميليشيات الحشد الشعبي إلی عصابات خطف وابتزاز وسطو مسلح.
حي الحرية في بغداد، الحي العريق بقدمه وتاريخه بات أخطر أحياء العاصمة، وأکثرها تسجيلا لحوادث السطو المسلح في وضح النهار، بفعل انتشار عناصر ميليشيات “عصائب أهل الحق” هناک، المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي.
و”عصائب أهل الحق” ليست الميليشيات الوحيدة في حي الحرية، لکن مسلحيها الأکثر سطوة هناک.
وبفعل الأجواء الطاردة للسکان في الحي، انخفضت أسعار العقارات هناک إلی أکثر من النصف، فيما تشهد الحياة التجارية فيه ما يشبه الشلل، رغم زوال خطر الإرهاب.
ويقول عماد الصافي، أحد سماسرة العقارات في حي الحرية، إن سعر المتر المربع للعقار في هذا الحي بلغ 900 ألف دينار بعد أن کان قبل عامين مليوني دينار، ومع ذلک، يتابع الصافي، فإن عمليات البيع والشراء شبه متوقفة.
ويضيف لـ”سکاي نيوز عربية”: “لا يجرؤ سمسار علی إتمام صفقة بيع أو شراء بيت أو أرض سکنية، إلا وتسارع عصابات الابتزاز إلی تهديده أو حتی خطفه، لتکون لهم نسبة من الصفقة”.
ويقول الصافي إن سماسرة الحي يتعرضون لعمليات ابتزاز، ويخضعون لتهديد عصابات الميليشيات العائدة من القتال لإجبارهم علی دفع مبالغ مالية تصل إلی ملايين الدنانير، ويضطر السماسرة، بعد التوصل لاتفاق مع العصابات في الحي عبر وسطاء، إلی دفع إتاوات شهرية لحفظ أرواحهم.
شهادات سکان الحي
وبعد أن عقد سماسرة الحي اتفاق دفع الإتاوة، حذا أصحاب محال الصرافة حذوهم، فباتت بحسب علي الشحماني، وهو أحد سکان الحي، عصابات الابتزاز تنشر مسلحين للمراقبة أمام محال الصرافة لتعطي إشعارا لأفراد العصابة المتوارية عن الأنظار، عند قيام أي شخص بدخول المحال لاستبدال العملة، لتتم متابعته والانقضاض عليه وسرقة أمواله.
ويروي الشحماني حادثة وقعت مؤخرا، عندما هاجمت عصابة سطو مسلح سيارة عائلة مکونة من زوج وزوجة وابنهما حال ابتعادها عن أحد محال الصرافة بعد استبدال ما قيمته 6 آلاف دولار.
ويضيف الشحماني: “بادر أفراد العصابة الملثمون بضرب الأب بقبضات المسدسات التي يحملونها ليطرحوه أرضا مضرجا بدمائه، ومن ثم توجيه فوهات المسدسات صوب رأس الطفل الصغير لإجبار والدته علی تسليمهم الدولارات، وبالفعل حدث ما يريدون”.
ويقول الشحماني: “في هذه الأثناء خرج سکان الحي علی صراخ الزوجة ليبادر أحد الشباب ممن تعاطف مع الفاجعة، بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه الشخصي باتجاه سيارة أفراد العصابة مجبرا إياها علی الهرب برفقة الأموال وترک العائلة بسلام”.
ولم تکن هذه نهاية القصة، إذ عادت عصابة الابتزاز، حسب الشحماني، لتفجر عبوة ناسفة أمام منزل الشاب الذي دافع عن العائلة، لتبعث برسالة لسکان الحي أن من يعترضها مجددا سيواجه إما القتل أو العبوات الناسفة.
أما أبو کاظم، الرجل السبعيني الساکن منذ الطفولة في حي الحرية، فيقول: “کنا نعرف ونلمس الواقع الذي نعيشه، ونخشی نهاية الحرب لأننا علی يقين من أن انتشار الميليشيات في حينا سيتحول إلی کابوس، إذ لا يمکننا اللجوء إلی الشرطة أو القانون رغم أننا نعرف أفراد عصابات السطو المسلح”.
ويضيف: “ما کنا نخشاه حصل من وراء تشکيل مجاميع الحشد الشعبي، وکنا علی يقين أن سلاحها سيمثل تهديدا للأحياء الشيعية أکثر من غيرها بعد نهاية الحرب علی داعش”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة