الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعالم يتجهز لسقوط الدکتاتور في إيران

العالم يتجهز لسقوط الدکتاتور في إيران

0Shares

بقلم:عبدالرحمن مهابادي

 
هل سألت نفسک لحد الآن أنه اذا سقط النظام الديکتاتوري الديني الحاکم في إيران ماذا سيحدث ؟؟ وماهي انعکاسات هذا الأمر علی المنطقة والعالم؟
وإذا کان لدينا القليل من المعرفة بالثورات العظيمة التي شهدها القرن الماضي (بما في ذلک ثورة أکتوبر في الاتحاد السوفياتي السابق أو الثورة العظيمة في فرنسا، وما إلی ذلک) والآثار الهائلة التي کان لکل منها علی المجتمع الدولي، يمکننا أن نقترب إلی حد ما من الإجابة علی هذين السؤالين.
عادة، کتابة تاريخ حقيقي وشامل للثورة يأتي بعد حدوث تلک الثورة، ولکن بالاعتماد علی البيانات الحالية يمکننا الوصول إلی مثل هذه النقطة وتسهيل وتسريع کتابة تاريخ الثورة الإيرانية للأجيال اللاحقة.
في نظرة عامة علی هذه الثورات، نجد أن العنصرين الاقتصادي والسياسي هما عنصران أساسيان في تکوين ثورة اجتماعية. فعندما يصبح الوضع الاقتصادي والسياسي للمجتمع في حالة من الخطر من جانب النظام الحاکم، بحيث يحرم الناس من الحياة الحرة والصحية، فإن قيام الثورة في ذلک المجتمع أمر لا مفر منه. خاصة عندما يکون لدی الشعب قيادة أو منظمة قيادية الدليل الموضوعي والذهني والمدی الکامل لهذا الأساس في هذه المرحلة من تاريخ الشرق الأوسط، هي إيران.
الان بعد مضي ٣٩ عاما من الحکم المشؤوم للدکتاتورية الدينية الحاکمة في إيران ليس خافيا علی أحد السجل الاسود لافظع دکتاتورية عرفها القرن.
عندما يکون استمرار حياة الناس الذين يعانون من الجوع الشديد هو مرادف للقبول بالعمل المضني والمهلک من اجل الحصول علی لقمة الخبز أو بيع أعضاء الجسم أو حتی بيع أطفالهم. إيران، التي لديها أکثر من 10 ملايين عاطل عن العمل. أکثر من 20 مليون إيراني تعرضت أموالهم لغارات النهب والسرقة من قبل العصابات الحکومية وعلی مدی أکثر من عام، هم يطالبون باستمرار بأموالهم المنهوبة. إيران التي لديها ملايين المتقاعدين وأطفال الشوارع والأناس الذين يمضون حياتهم يعيشون في الشوراع أو في القبور أو داخل بيوت مصنوعة من الکرتون . إيران التي انتشر فيها الإدمان والفاحشة والغلاء و … وقلما يمکن العثور علی عدد من الأسر التي لم تذهب ضحية هذا البلاء المدمر خراب البيوت الذي لم يؤسسه ويجني أرباحه الملالي الحاکمون. فالناس الذين يرون بأم عيونهم أن کل ميزانية بلادهم وثرواتهم الوطنية ينفقها “عدد قليل” علی المسائل الأمنية وبقاء النظام أو الحرب وتصدير الإرهاب والأصولية لحکام إيران إلی بلدان المنطقة، في حين يعيش شعب إيران تحت خط الفقر أو يموتون علی شکل مجموعات بسبب الافتقار إلی الخدمات العامة و بسبب الکوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الطقس البارد.
أما في وصف الوضع السياسي في إيران تحت حکم الملالي، يکفي أن نقول أن أي معارضة لسياسات ومطالب الملالي ستکون عاقبتها هي القتل. وتستمر عمليات الإعدام علی أساس يومي، وحتی الآن أکثر من 000 120 شخص من أبناء الشعب الإيراني أعدم أو اغتيل من قبل هذا النظام. وبالإضافة إلی ذلک، قلما يمکن العثور علی عدد من الأسر التي لم يعدم أحبائها من قبل هذا النظام. وعدة ملايين من الإيرانيين في بلدان أخری يعيشون “حياة المنفی”.
الآن، نتيجة لهذين العنصرين الأساسيين للثورة في إيران وفي بداية الذکری الأربعين لظهور هذا النظام المناهض للشعب الإيراني ، انتفض الشعب الإيراني من اجل الإطاحة بهذا النظام و من أجل الوصول بالثورة التي بدأت في عام 1979 ضد نظام الديکتاتوري لمحمد رضا شاه بهلوي والتي سرقها الخميني واتباعه وبقاياها وحولوها الی دکتاتورية أکثر دموية إلی الانتصار.
الان من وجهة نظر موضوعية وفکرية فان المجتمع الإيراني يقترب من تحقيق ثورة أخری. ثورة توجهها وتقودها المقاومة الإيرانية تحت رئاسة السيدة مريم رجوي. وليس خافيا علی أحد سعي النظام الحثيث من خلال اعترافاته الواضحة بدور قيادة المقاومة في الانتفاضة الأخيرة لمحاولة جر الانتفاضة الی سيناريوهات مضحکة مثل “عقد استفتاء ” أو “الحوار الوطني ” أو انتشار الشائعات التي لا أساس لها من الصحة مثل ” استمرار الانتفاضة سيجعل من إيران تتحول الی سورية ثانية ” و…غيرها من السيناريوهات التي يريد النظام من خلالها التخلص من الحرکة الشعبية الهادفة لاسقاط النظام.
والآن هناک اجماع في الرأي علی حقيقة دامغة وهي أن الوضع لن يعود الی ما کان عليه قبل الانتفاضة الأخيرة وأن إسقاط النظام أصبح قاب قوسين أو أدنی.
هذه الحقيقة يمکن مشاهدتها في أحدث المواقف ووجهات النظر حول شأن إيران. أحمد جنتي أمين مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس الخبراء يوم الاثنين ٥ فبراير ٢٠١٨ في إشارة منه الی تسارع التطورات في إيران قال : ” منذ الآن أخشی من العام القادم ” وقال أيضا : ” يجب أخذ مسألة اسقاط النظام بشکل جدي” إن التصريحات التي أدلی بها هذا المسؤول الکبير في نظام الملالي في حين أن التطورات في إيران تتسارع کل يوم، وأي خطوة لا يمکن التنبؤ بها يمکن أن تطيح بهذا النظام ليست بعيدة عن التوقعات ابدا. مثل الانسحاب المفاجئ لقوات النظام الإيراني من سوريا أو العراق أو هروب قادة النظام من إيران إلی بلدان أخری …
وقد زادت العقوبات المفروضة علی النظام وأصبح الاتفاق النووي بين النظام والبلدان الغربية عشية حسم ملفه والتوافق عليه يصب في حساب خسارة وضرر هذا النظام فالدول الاوروبية، رغم کونها فی وضع اقتصادی سيئ، لکنها تميل مع الولايات المتحدة لمحاربة هذا الاتفاق. الشرکات العالمية الکبری ليست علی استعداد لمواصلة الاستثمار في إيران کما کانت من قبل والبنوک الإيرانية مفلسة والناس يأخذون أموالهم من البنوک. لأن قيمة العملة الإيرانية تنخفض کل يوم. وفقا لأحدث المعلومات، تم تسعير مبيع وشراء کل دولار أمريکي حوالي 5000 تومان.
وقد أکدت الحکومة الأمريکية والعديد من الدول القوية الأخری دعمها للشعب الإيراني من أجل تغيير النظام في البلاد. إن مشهد دعم الشعب الإيراني اليوم، خلافا لفترة رئاسة باراک أوباما، الذي أدار ظهره للشعب الإيراني واختار أن يقف بجانب نظام الملالي هو خيار قوي جدا.
هذه الأدلة وغيرها الکثير تقودنا إلی حقيقة أن الظروف علی جانبي حدود إيران، داخل إيران وخارجها، يجري تجهيزها للإطاحة بدکتاتور القرن الکبير وهذا ما يشعر به قادة النظام، ولکنهم يسعون جاهدين إلی أن يقفوا في وجه هذه الحقيقة والواقعة التاريخية في العالم وهم يسعون جاهدين بعد ادخارهم لمليارات الدولارات في بنوک بعض دول المنطقة أو الدول الغربية النجاة بأرواحهم.
وما من شک في أن انتصار ثورة الشعب الإيراني قريب جدا، ومع انتصار ثورة الشعب الإيراني، مثل الأمثلة المذکورة أعلاه، سيخضع العالم لتغيرات جدية وخطيرة. ويعتقد الکاتب والمؤلف أن انعکاس هذه الثورة لن يکون اقل شأنا من سابقاتها.

کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة