الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرأخبار العالمحقوق الإنسان أصبحت حزينة

حقوق الإنسان أصبحت حزينة

0Shares


بقلم: المحامي عبد المجيد محمد

 


في الاحد الموافق لـ ١١ فبراير تناقلت وکالات الانباء ووسائل الاعلام الخبر الصادم حول رحيل السيدة عاصمة جهانغير وفورا بعد انتشار هذا الخبر تدفق سيل من التقديرات المشهودة من جانب الشخصيات السياسية والحقوقية لهذه الناشطة المتقدة والتي لا تعرف الکلل ولا الملل في مجال حقوق الانسان. هي استحقت بکل جدارة هذا السيل من هذه التقديرات. 
 امرأة شجاعة في الکفاح من أجل تحقيق المثل السامية لحقوق الإنسان وما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقياته وبروتوکولاته الإضافية والمکملة وذلک لإرساء حقوق الإنسان بدلا من الظلم وعدم المساواة.
إن فقدان السيدة جهانغير کان أمرا مؤثرا ومؤسفا للغاية بالنسبة لجميع أصدقاء و المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين في مجال حقوق الإنسان، وجميع الذين کرسوا حياتهم للدفاع عن المثل العليا لحقوق الانسان.
ذکرت رويترز حول فقدان السيدة جهانغير: بطلة حقوق الإنسان الباکستانية، عاصمة جهانغير توفيت. مناضلة في مجال حقوق الإنسان، ناشطة متقدة، لا تعرف الخوف في التعامل مع السلطة، انسانة ذکر اسمها مرادف لحقوق الانسان.
وعلی الرغم أن السيدة جهانغير قد تم ذکر اسمها تحت عنوان بطلة حقوق الانسان الباکساتنية ولکنها هذا الامر في الواقع لا يتعلق فقط بالباکستان وشعبها هناک بل يتعلق ويرتبط بکل العالم وان انخراط السيدة جهانغير في النشاطات الخاصة بمختلف المجموعات والهيئات الدولية الراعية لحقوق الانسان تثبت هذا الادعاء. 
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريس، بالسيدة عاصمة جهانغير، المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان في الباکستان، وبشجاعتها في السعي إلی تحقيق العدالة والمساواة العالمية. وأعرب السيد غوترز عن أسفه العميق وقال: “لقد فقد العالم وجها إنسانيا کبيرا”.
کما أشاد رئيس الوزراء الباکستاني بالسيدة جهانغير و”بمساهمتها الکبيرة في دعم وارساء سيادة القانون والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان”.
وکانت السيدة جهانغير أحد مؤسسي وأمينة اللجنة الباکستانية لحقوق الإنسان، حيث کانت تعمل في منصب الأمين العام، وفي وقت لاحق کرئيس لمجلس إدارة اللجنة.
کما کانت أيضا عضوة في مجلس أمناء مجموعة حل الأزمات الدولية، وهي منظمة غير حکومية ترکز علی مسألة منع اتساع الأزمات الدولية وحلها.
وفي الفترة من 2004 إلی 2010، کانت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الأديان والمعتقدات. وکانت أيضا عضوة في مجموعة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق وکانت حاضرة في فريق التحقيق في مجال انتهاکات حقوق الإنسان في سرلانکا.
وقد انتقلت إلی جنيف في عام 1986 وأصبحت مساعدا لنائب رئيس الدفاع عن الأطفال الدوليين ثم عادت إلی الباکستان في عام 1988.
وقد أمضت السيدة عاصمة جهانغير حياتها المهنية في مجال حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة، وحقوق الأقليات الدينية، وحقوق الأطفال، وبفضل أنشطتها الواسعة في مجال حقوق الإنسان، حصلت علی العديد من الجوائز الدولية في مجال حقوق الإنسان، منها:
“في عام ٢٠١٠ منحت جائزة الحرية (فريدوم Freedom Award) وهلال الامتياز (Hilal-e-Imtiaz) و سيتارا امتياز (Sitara-e-Imtiaz) وفي عام ٢٠١٤ حصلت علی جائزة رايت لافلي هود (Right Livelihood Award) ”
عاصمة جهانغير حلت محل أحمد شهيد في سبتمبر 2016 کمقررة خاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران. وطالبت بزيارة إلی إيران لدراسة حالة حقوق الإنسان فيها. ولکن لم تتم الموافقة أبدا علی هذه الرحلة وهذه الزيارة. وذکر النظام الإيراني في بيان أنه لا يعترف بشئ اسمه المبعوث الخاص المعني بحقوق الإنسان في بإيران ويعتبره عدوا للنظام الإيراني.
وبطبيعة الحال، فإن اعتماد مثل هذا الموقف من قبل نظام معروف بانتهاک حقوق الإنسان بشکل منهجي ومدان لـ 64 مرة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ويملک اعلی معدل اعدام في العالم مقارنة لعدد السکان هو أمر طبيعي جدا، وليس من المستغرب أبدا.
في تشرين الأول / أکتوبر من العام الماضي، قدمت السيدة جهانغير تقريرا شاملا الی الجمعية العامة للأمم المتحدة عن حالة حقوق الإنسان في إيران وعمليات الإعدام واسعة النطاق التي تمت خلال فترة رئاسة الملا حسن روحاني والانتهاکات المتزايدة لحقوق الناشطين في مجال حقوق الإنسان والصحفيين والأقليات الدينية وانتهاک الحقوق الأساسية للمرأة.
وفي مؤتمر صحفي عقد في نيويورک في مقر الأمم المتحدة بشأن مذبحة ثلاثين ألف سجين سياسي في صيف عام 1988، دعت السيدة جهانغير السلطات الإيرانية إلی إجراء تحقيقات شفافة ورسمية بشأن المجزرة التي قتل فيها آلاف الشبان والنساء والرجال وتم تصفيتهم في وقت قصير.
وبعد أسبوعين تقريبا من الاحتجاجات الواسعة في مختلف المدن الإيرانية في أوائل يناير/ کانون الثاني، أکدت السيدة عاصمة جهانغير يوم الخميس 11 يناير/ کانون الثاني أنه “لا يوجد أي نظام في العالم يمکن أن يستمر إلی الأبد، في ظل هذا الظلم والاضطهاد والتعدي الذي يمارسه”.
وفي مقابلة لها مع (إذاعة فردا)، دعت إلی نشر أسماء جميع المحتجزين خلال التظاهرات الواسعة في إيران.
وفي معرض حديثها أشارت إلی البيان الذي أصدره مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، هذا البيان الذي دعا السلطات الإيرانية إلی إجراء تحقيق نزيه ومستقل علی خلفية الأشخاص الذين ماتوا في السجن.
تجدر الاشارة الی انه تم إلقاء القبض علی 8 الاف شخص خلال التظاهرات الضخمة التي جرت في يناير فی 142 مدينة ايرانية. وذکرت التقارير ان حوالی 12 سجينا قد قتلوا اثناء التعذيب. ولکن النظام الإيراني فيما يتعلق بعدد من هؤلاء المعتقلين ينکر ذاک ويدعي أنهم قد انتحروا.
وکتبت السيدة مريم رجوي بخصوص فقدان السيدة عاصمة جهانغير علی حسابها علی التويتر:
رحيل السيدة عاصمة جهانغير المقررة الخاصة المعنية بحقوق الانسان في ايران، ثلمة کبيرة في عالم المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم. وتبقی ذاکرتها في الأذهان ماثلة بسجلها الرائع للدفاع عن حقوق الإنسان وبتقاريرها الشجاعة بشأن جرائم النظام الإيراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة