الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانانتفاضة 2018 نهاية النظام الايراني

انتفاضة 2018 نهاية النظام الايراني

0Shares


بقلم:مثنی الجادرجي 

   

 
بعد إنتفاضة کانون الثاني 2018، هناک الکثير من المؤشرات و المدلولات التي تؤکد بأن نظام ولاية الفقيه في إيران يمر ليس بأصعب مرحلة له في تأريخه وانما حتی آخر مرحلة له، وهو مايدفع بالنظام و الزبانية المسيطرة عليه حاليا للشعور بالذعر و الهلع و السعي لأية عملية إنقاذ او إنعاش لهذا النظام المتهاوي المترنح بين الوجود و العدم.

إلقاء نظرة سريعة علی قرابة أربعة عقود من عمر هذا النظام و ماقام و يقوم به من أعمال و إجراءات و ماينفذه من مخططات و مشاريع سياسية و أمنية و عقائدية موجهة ضد الشعب الايراني في المقام الاول و ضد الشعوب الاسلامية و العربية في المقام الثاني، تبين بوضوح کيف أن هذا النظام قد إستخدم کافة الوسائل و السبل المتاحة من أجل الوصول الی أهدافه وانه فاق الميکافيلية في وصوليته و إنتهازيته للإستفادة من کل شئ و إمکانية متوفرة’إيجابا او سلبا’من أجل تحقيق أهدافه.

ضرب القوی الوطنية و المخلصة و الصادقة مع الشعب الايراني، کان المشروع السياسي الاساسي الذي شرع به النظام من أجل تثبيت دعائم النظام الاستبدادي و الشمولي الذي أقامه علی أنقاض نظام الشاه، والذي يمکن القول بأنه قد فاق النظام الملکي قمعا و إستبدادا و مصادرة للحريات و الحقوق الاساسية للشعب کمجتمع و کأفراد تحت يافطة الدين، لکن الذي يجب التوقف عنده هنا مليا، هو أن هذا النظام قد بذل جهودا و مساع إستثنائية من أجل القضاء علی منظمة مجاهدي خلق و إقصائها من المشهد السياسي الايراني و إيجاد فاصل و عازل بينها و بين الشعب الايراني، ذلک أن منظمة مجاهدي خلق التي کان لها قصب السبق و الباع الاطول و الاکبر في إسقاط نظام الشاه’نظريا و عمليا’، يتخوف منها النظام منها کثيرا و وجد فيها الخطر الاکبر الذي يهدد نظامه ولاسيما وان هذه المنظمة قد جعلت من الحرية و العدالة و الکرامة الانسانية حجر الزاوية في مبادئها و منطلقاتها الفکرية و لم تکن مستعدة للمساومة عليها أبدا، علما بأن النظام قد حاول جهد إمکانه إغراء المنظمة عبر وسائل الترغيب و الترهيب من أجل قبولها بنظام ولاية الفقيه القمعي الاستبدادي، لکن المنظمة رفضت و بإباء و عزم و مبدأية راسخة کافة عروض النظام و تمسکت بمبادئها و أهدافها النابعة اساسا من معاناة و طموحات الشعب الايراني، ولاغرو من أن المنظمة قد دفعت ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا بحيث طال ليس بناها الفکرية و السياسية و التنظيمية وانما حتی تأريخها المجيد الذي يعتبر من لبنات التأريخ السياسي الحديث لإيران، وان الحملة المسعورة التي قام بها نظام الملالي من أجل تشويه و تحريف التأريخ النضالي المجيد للمنظمة و التشکيک به، تجسد في واقع أمرها ماذا کانت تعني منظمة مجاهدي خلق علی أرض الواقع، ومن هنا فإن إنتفاضة کانون الثاني 2018، کانت بمثابة صدمة کبيرة للنظام لأنها جمعت المنظمة و الشعب في جبهة واحدة ضد النظام.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة