الثلاثاء, أبريل 23, 2024

قلب ايران النابض

0Shares
بقلم:مثنی الجادرجي  
في الوقت الذي تتصاعد فيه المطالب الشعبية العراقية و العربية و الدولية المتتالية بضرورة إبتعاد العراق عن دائرة النفوذ الايراني لما تسبب من إلحاق أضرار کبيرة جدا بمصالح العراق من نواحي مختلفة، فإن تصريحات القادة و المسؤولين الايرانيين التي تؤکد علی تمسک نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بهذا النفوذ وعدم تخليها عنه، إذ وبعد أن أکد نائب قائد الحرس الثوري بأنه يعتبر الجيش العراقي و الجيش السوري عمقين استراتيجيين له، فقد جاء وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف ليؤکد هو الآخر بأن العراق يمثل القلب الايراني النابض في المنطقة!
هذه المواقف تأتي بعد إدراک النظام الايراني بخطورة الاوضاع في المنطقة و من إن النفوذ الايراني في المنطقة عموما و في العراق خصوصا لم يعد مرحب بها إقليميا و دوليا کما إنه بات يعتبر مشکلة داخلية عويصة في نفس الوقت تحتاج الی حل مناسب لها، وإن تمسک طهران غير العادي بنفوذها في العراق يدل علی مدی الاستفادة الکبيرة التي تکسبها من ورائها علما بأن هذا النفوذ وکما أشرنا ألحق و يلحق أضرارا بالغة بالعراق من مختلف النواحي
مسار الاوضاع في إيران علی أثر إندلاع إنتفاضة کانون الثاني 2018، لم تعد کسابق عهدها وإن الاخطار و التهديدات المحدقة بالنظام ولاسيما من جانب الشعب الايراني و المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، صارت کثيرة و متنوعة وإن التوجس و القلق صار يهيمن علی طهران أکثر من أي وقت مضی، ويبدو إن الادلاء بهکذا تصريحات وفي هذا الوقت له دلالات عديدة أهمها إرسال رسالة لکل من يقف بوجه هذا النفوذ، ولکن يجب علی النظام الايراني أن يعلم جيدا بأن المعارض الاکبر و الاهم و الاکثر فعالية لتدخلاته في المنطقة عموما و العراق خصوصا، هو الشعب الايراني و المقاومة الايرانية.
السعي لإدخال ميليشيات الحشد الشعبي ضمن عملية الانتخابات في العراق وفي هذه المرحلة تحديدا، لعبة من جانب النظام الايراني من أجل ضمان استمرار النفوذ الايراني في المنطقة، خصوصا بعد أن صار هذا النفوذ ضمن دائرة الاستهداف، وکعادة النظام الايراني دائما، فإنه يستخدنم دائما عملائه و أدواته في داخل البلدان التي تخضع لنفوذه، رغم إن إدخال الميليشيات اساسا في عملية الانتخابات تؤثر سلبا ومن نواح عديدة علی مصداقية و إعتبار هذه الانتخابات وتجعل منها مسرحا للجماعات المسلحة و لتصفية الحسابات ولذلک فإن هذه المسألة أي ‘دخول الميليشيات للإنتخابات’، هي خطة إيرانية مشبوهة يجب التصدي لها عراقيا و عربيا و دوليا
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة