الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمريم رجويحوار خاص قناة أورينت مع السيدة مريم رجوي -9 شباط 2018

حوار خاص قناة أورينت مع السيدة مريم رجوي -9 شباط 2018

0Shares
اهلا بکم إلی هذا اللقاء الخاص والذي نستضيف فيه السيدة مريم رجوي رئيسة مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية زعمية المعارضة الإيرانية لنستعرض وإياها آخر التطورات في إيران
… السيدة مريم رجوي أهلا بکم.
سؤالي الأول عن الانتفاضة
مرة أخری ينتفض الشعب الايراني، بعد انتفاضة العام ٢٠٠٩الکبيرة، الآن هناک انتفاضة العام ٢٠١٧-٢٠١٨ مستمرة حتی الآن. لماذا يثور الشعب الإيراني؟ ماهي أسباب هذه الانتفاضة الحالية ؟
ج.
قبل کل شيء اسمحوا لي أن احيي الشعب السوري البطل. أهدي أسمی تحياتنا إلی الشعب السوري البطل الذي قاوم وصمد في جه ديکتاتورية بشار الأسد طوال هذه السنوات، وبشکل خاص بسبب نضالهم وقتالهم في وجه تدخلات قوات الحرس وخامنئي. قد قلت مراراً في السابق وأکدت المقاومة الإيرانية بشکل مکرّر أن أبناء الشعب الإيراني بريئون من حرب قوات الحرس وخامنئي في سوريا دعماً لبشار الأسد، لا يؤيدون هذه الحرب ويرون أنفسهم بجانب الشعب السوري. والانتفاضة التي عمّت 142 مدينة و31 محافظة إيرانية وفي جميع أنحاء إيران أثبتت أن الشعب الإيراني يرفضون تدخل نظام الملالي في سوريا دعماً لبشار الأسد.
لکن في ما يتعلق بالانتفاضة ولماذا انتفاضة الشعب الإيراني في 142 مدينة و31 محافظة فيمکنني الإشارة إلی ثلاثة أسباب:
1. قبل کل شيء هذه الانتفاضة نابعة من سخط وغضب الشعب الإيراني ضد الکبت والقمع، ضد الظروف الاقتصادية المتأزمة جدا جدا، أي الفقر والجوع وانهيار الحالة الاقتصادية في المجتمع الإيراني. وبصريح العبارة کانت عصياناً ضد الأزمات الاقتصادية في المجتمع.
2. وکانت مؤشراً واضحاً جداً لوجود حرکة منظّمة، أي المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق،خاصة بعد نقلهم بشکل جماعي وبهيئة منظمة من العراق إلی خارج العراق، حيث استطاعوا بعد ذلک من ترکيز نشاطاتهم علی داخل إيران أکثر من السابق وعلی توسيع شبکة واسعة من معاقل النضال وتنظيمها ليتجاوبوا بذلک لمطالب شعبهم في هذه الظروف من  خلال دعم انتفاضة الشعب.
3. والعامل الثالث هو الظروف السياسية الدولية التي تغيّرت علی حساب نظام الملالي، أي سياسة  المهادنة التي استفاد منها نظام الملالي کثيرا حتی العام الماضي، وکانت الدول الغربية تقف بجانب النظام بسبب هذه السياسة، فإنها فشلت، ولم يستطع النظام من أن ينتفع منها کثيرا خلال العام الماضي ولم يعد له هذا السند الدولي.
مجمل هذه الأسباب وضعت النظام في ظروف متأزمة جداً وفتحت المجال أمام شعب مستاء من النظام، الشعب الذي يبحث دائما إنهاء الاستبداد الديني، ليبرز احتجاجاته وعصيانه بهذا الشکل في 142 مدينة.
 
س. لما ذا تسمّونها «انتفاضة» ولا تسمّونها «ثورة» طالما أن هناک أسباب قوية، طالما أن هناک تنظيم وأن هناک قيادة، لماذا لا تسمّونها ثورة؟
ج. في الثقافة السياسية الإيرانية ليس هناک فارق کبير بين الانتفاضة والثورة. لکنني أريد أن أؤکد لکم بأن هذه الانتفاضة من خلال توسيع رقعتها ومواصلتها ستتحوّل إلی ثورة وإلی إسقاط النظام. إذا کانت الثورة بمعنی إسقاط النظام فإن هذه الانتفاضة ستؤدي إلی إسقاط الاستبداد الديني دون شک.
 
س. هناک بعض التحليلات التي تقول أن ما جری ليس انتفاضة ولا ثورة وإنما مجرد لعب ما بين أجنحة النظام. هناک جناح من النظام يريد أن يوجّه ضربه لجناح آخر خاصة استعدادا لخلافة خامنئي فسمح بهذا التحرک. هل هناک إمکانية لان ما يحصل هو مجرّد لعبة بين أجنحة النظام؟
ج.
کلا. أبداً. ليس هذا هو الواقع. والسبب أن الجناحين في النظام متفقان تماماً في قمع هذه الانتفاضة. الواقع هو أن هذه الانتفاضة تحمل شعاراً واضحاً وهو إسقاط الديکتاتورية الدينية وإسقاط نظام ولاية الفقفه. شعار الموت لخامنئي والموت لروحاني. وهذه الشعارات کانت واضحة وبارزة في جميع المدن في مختلف أرجاء إيران. إذن هذا فهم خطأ، خاصة وإننا نشاهد قمعاً واسع النطاق تمارسها قوات الحرس ضد المنتفضين: أکثر من ثمانية آلاف معتقل، عشرات الشهداء سقطوا أثناء الانتفاضة. عند الآن صور 11 منهم. هذه الحقائق تشير إلی أن قوات الحرس والقوات القمعية دخلت الساحة بکل ما لديهم من قوة لقمع الانتفاضة. وبودّي أن أعرض عليکم خريطة إيران و142 مدينة فيها المدن التي کانت ساحة الانتفاضة من شرق إيران إلی غربها ومن شمالها إلی جنوبها.
 
س. هناک من يقول أيضا بأن هذه الاحتجاجات هي شيئ يومي حتی وزير الداخلية الإيراني قال بأن في يوم واحد تصل الاحتجاجات إلی حوالي 150 عملاً احتجاجياً. ولکنها احتجاجات يستطيع النظام الإيراني أن يتعايش معها، ليست من النوع الاحتجاجات التي سوف تسقط النظام، هي شيء مزعج للنظام ولکن يمکن أن يعيشه معه؟
ج.
اعتقد انه لو استطاع أن يتعايش معها لما کان مضطراً لإبداء هذه الردود الهمجية. وکما شاهدنا خلال هذه الفترة قد استخدم النظام کل ما لديه من قوة من أجل تحجيم الانتفاضة وقمعها، وأشرت إلی عدد المعتقلين وعدد الشهداء وعدد الأشخاص الذين استشهدوا تحت التعذيب. إضافة إلی ذلک فأن مجموعة من قادة النظام بينهم أئمة الجمعة جاؤوا إلی الساحة واعترفوا بأن مکاتب أکثر من ستين من أئمة الجمعة کانت هدفا لهجوم المنتفضين. کما أن المنتفضين هاجموا عدداً کبيراً من مراکز قوات البسيج. هذه الحقائق تشير إلی النظام يخاف بشدة من أن هذه الانتفاضة وتوسيعها ومواصلتها تسحب بساط الدکتاتورية الدينية من إيران. لهذا السبب أعتقد أن هذه الأقاويل تبريرات تأتي لتقول أن النظام لايخاف؛ لکن الواقع يقول أن زعماء النظام کل يوم يظهرون في وسيلة من وسائل الإعلام، في التلفزيون الحکومي أو الصحف، ليعلنوا عن مدی خوفهم من هذه  الانتفاضة الواسعة التي هزّت أرکان النظام، إنهم يعترفون بهذه الحقيقة.
 
س. أيضا هناک من يقول بأن النظام الإيراني فيه سلبيات کثيره ولکنه ذکي وبراغماتي، بمعنی أنه يستطيع أن يستمع إلی مطالب الناس ويحقق بعضها خاصة وعنده مائة مليار دولار بعد الاتفاق النووي وأنه يستطيع أن يسکت الانتفاضة بتحقيق بعض المطالب لتجنب السقوط. هل هذا ممکن؟
ج.
الحقيقة هي أن من أسباب هذه الانتفاضة ومن مفارقاتها أيضاً أنها جاءت بشرائح وطبقات إلی الساحة کانت مضطهدة وفقيرة ومحرومة جداً. الشرائح التي موائدها وطبقها باتت أصغر خلال هذه السنوات ولم يضاف إليها شيئ جديد بل نقص منها بانتظام. اقصد المفارقة الکبيرة هي أن الطبقة الاجتماعية التي کان النظام يدعي تؤيدها، هذه الطبقة هي التي جاءت إلی ساحة الانتفاضة. إذن لو کان لدی النظام قوة وامکانية حل المشکلة الاقتصادية لهذه الطبقة لما تحدث هذه الظروف ولما تتوفر الظروف للمنتفضين. وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي فيمکنني أن أقول لکم إن الشعب الإيراني لم يجن منه سوی مزيد من القمع داخل إيران ومزيد من تدخلات النظام في المنطقة وتأجيج نيران الحروب في بلدان أخری کسوريا وتدفق الأموال إلی سوريا لحفظ بشار الأسد. هذا کان حصيلة الاتفاق النووي. نعم يجب أن تعرفوا بأن هذا الاتفاق کانت نتيجته للشعب الإيراني مزيداً من القمع والسرقات والنهب لزعماء النظام. لم يصل شيئ إلی الشعب، والظروف المعيشية تساءت.
 
س.  أين ذهبت ال ١٠٠ مليار دولار؟ لم تذهب کلها لبشار الاسد. منها مبلغ راح في ايران وصرف في ايران، أين ذهبت مبلغ مائة مليار دولار التي حصل عليها النظام الإيراني بعد الاتفاق النووي؟
ج.
کما تعرفون الاتفاق النووي جاء بفعل الضغوط الدولية وبفعل العقوبات وکذلک خوف النظام من اندلاع الانتفاضات. لهذه الأسباب اضطر النظام إلی التراجع خطوة واحدة، ونحن قلنا إنه تجرّع السمّ النووي. لکن  الظروف الجديدة في إيران کانت بسبب أن النظام وعد بالانفتاح الاقتصادي وکان أبناء الشعب بانتظار الانفتاح لکن لم يصلهم شيء، لم يجن الشعب منه شيء بالعکس ما جنی الشعب من مائة مليار دولار کان تعزيز آلات القمع ضد الشعب وتم وضعهم في مضايق بالاضافة إلی الحروب في المنطقة ومساعدة بقاء بشارالأسد، وأيضا للسرقات والنهب وملء أکياسهم. والمجتمع الإيراني أصبح افقر وتحت مزيد من القمع. 
 
س. إعلامياً وبالظاهر يبدو وکأن انتفاضة عام ٢٠٠٩ کانت أعمق وأشمل وأخطر علی النظام من الانتفاضة الحالية. هل هذا صحيح اولا، ولماذا إذا کان صحيحاً ؟
ج. کلا، هذه النقطة ليست صحيحة. أوکد بان انتفاضة هذا العام اي عام 2017 کانت اخطر بکثير بالنسبة الدکتاتورية الدينية والسبب يعود إلی انه اولا ان هذه الانتفاضة کانت انتفاضة واسعة شملت 142 مدينة في 31 محافظة بينما کانت الانتفاضة في ذلک العام في طهران بدرجة الأساس اضافة إلی مدينتين أخريين. ثانيا کان شعار هذه الانتفاضة منذ يومها الأول هو ضد النظام برمته: فليسقط مبدء ولاية الفقيه والموت لخامنئي والموت لروحاني، وشعار آخر لعبة الإصلاحي والأصولي قد انتهت دون رجعة. هذه هي الحقيقة اي انها شعارات راديکالية من أجل إنهاء النظام برمته. بينما عام 2009 کان هناک جناح من النظام يعارض جناحًا آخر وعندما تصاعدت الشعارات إلی المطالبة بإسقاط النظام فسرعان ما تخلی الجناح المعارض صفوف المتظاهرين وانقلب عليهم، وهذا کان أحد أسباب توقف الإنتفاضة. غير ان هذه الانتفاضة انطلقت بشعار اسقاط النظام ووصل إلی عمق المجتمع الإيراني بسرعة فائقة وفي اوسع النطاق مطالبة باسقاط النظام برمته. واما الفارق آخر فيعود إلی الظروف السياسية الدولية في الوقت الراهن التي باتت مختلفة تماما. لان سياسة المهادنة والمسايرة باءت بالفشل ولا يوجد مثل هذا الدعم للنظام. ومن جهة أخری هناک دور وحضور للمقاومة المنظمة في عملية الإسناد والتنظيم وفي اطلاق المناشدات لهذه الإنتفاضة کما اعترفت به سلطات النظام انفسهم. فبالنتيجة ان هذه الموجبات جعلت الإنتفاضة الحالية أخطر بکثير جدا بالنسبة للنظام.
 
س. هناک نوعين من الثورات التي تؤدي إلی إسقاط الأنظمة. إما ثورة استنزاف تسير بخط مستقيم متواصل تستنزف النظام حتی يسقط وإما ثورة متصاعدة تظل تتصاعد حتی تسقط النظام. هذه الثورة، هذه الانتفاضة، طالما تقولين أن ما فرق بين الثورة والانتفاضة بلغتکم، هل هي من النوع المستمر حتی تستنزف النظام ام المتصاعد؟
ج. کما أکدت انها هي انتفاضة متجذرة في المجتمع. هناک شعب ضاق ذرعا من ممارسات النظام، وأعلن العصيان ضد الظروف الراهنة، سواء بسبب الممارسات القمعية اولاسباب اقتصادية. وهي ظروف يعجز النظام عن تغييرها، لا توجد مقدرة اقتصادية لدی النظام لمعاجلة المشکلة ولن يستطيع تخفيف حدة القمع حتی في لحظة واحدة، لانه اذا فعل لن يکون في السلطة في اليوم بعده. من جهة أخری وکما شرحت هناک حضور لحرکة ومقاومة منظمة. وهناک ظروف سياسية دولية مستعدة للوقوف بوجه هذا النظام بشيء من الجدية. ان هذه الإنتفاضة سوف تدوم من وجهة نظري وانها ستستمر وستؤدي إلی إسقاط النظام. کما واننا نشهد ذلک بانه رغم ممارسة القمع ضد المتظاهرين، ورغم الأعداد الهائلة من المعتقلين وأعداد الشهداء والذين استشهدوا تحت التعذيب لکننا شاهدنا من جديد خلال الأيام الأخيرة بان الانتفاضة اندلعت مرة ثانية في مختلف المدن ومنها طهران العاصمة ومدينتي مشهد واصفهان ومدن أخری.. فلذلک اؤکد بانها هي انتفاضة ذات استمرارية وسوف تؤدي إلی اسقاط هذا النظام.
 
س. تغيّرت إيران بعد هذه الانتفاضة؟ لأن انتفاضة عام 2009 لم تغيّر النظام الإيراني ولم تغيّر ايران. هل هذه الانتفاضة غيّرت إيران وأجبرت النظام الإيراني علی التغيّر؟
ج. نعم بالضبط. فاقول بان الظروف لن تعود ابدًا إلی ما کانت عليه قبل 28 ديسمبر اي لن تعود إلی ظروف کانت سائدة قبل الانتفاضة. لقد غيّرت الانتفاضة النظام کما غيّرت المجتمع وقد تغير کل شي. ومن أهم الأمور التي تغييرت هو ازالة الخوف عن شباب الانتفاضة. فانهم خرجوا إلی ساحات المواجهة رغم جميع اساليب القمع المستخدمة وهم يواصلون الانتقاضة. وبالعکس، لقد دبّ الرعب في اوصال جبهة العدو. وها هو العدو الذي بات يخاف بشدة. وانه يعبر عن خوفه کل يوم بشکل أو بآخر. وکما تعلمون وخلال هذه الفترة يطلّ علينا يوميا أحد من رموز النظام بدءًا من خامنئي نفسه ونزولا إلی رموز أخرين واحدًا تلو الآخر الشخص الثاني في قيادة قوات الحرس، والمقام الأول في قوات الحرس و… ليصرّحوا ويعترفوا بان المجاهدين هم الذين کانوا ينظمون من قبل وهم الذين ناشدوا بهذه المظاهرات ودعوا إلی هذه الإنتفاضة. انهم يعربون عن خوفهم وهلعهم بطريقة وبشکل. ومنها من خلال منابر صلوات الجمعة ظهر فيها عدد کبير من ائمة الجمعة المکلفين من قبل الولي الفقيه الذين اعلنوا رسميا بتجريم الذين وقفوا وراء هذه الانتفاضات حيث طلبوا تنفيذ حکم الإعدام بحقهم. اود القول بان هذه التصريحات تعبر عن خوف النظام وهلعه من الإنتفاضة حيث يعرب عنها کل يوم بشکل ويصعّد من قسوة تعامله معها.
 
س. ولکن الانتفاضة لم تستطع أن تهّز صفوف النظام الإيراني. يبدو أن النظام الإيراني متماسک ومجمع ولم يحصل فيه أي علامات من علامات الانقسام او التشتت؟
ج. کما اخبرتکم انها هي البداية، بداية لمرحلة جديدة. ويجب ان لا نتوقع (غير ذلک ) من نظام مدجج بالسلاح يستخدم جميع الامکانيات من أجل الحفاظ علی بقائه في السلطة. وهو يستفيد من إثارة الحروب وتأجيجها في بلدان المنطقه ويتدخل في شؤونها الداخلية إلی ممارسة القمع في الداخل وذهب بشعب إيران يعيش في بلد غني إلی المستوی الحالي من الفقر والعوز. فانني اعتقد بعکس ما يقال بأن النظام الآن محاصر في أزمات متعددة. من أزمة الانتفاضة التي يخاف النظام من استمرارها، الأزمة الاقتصادية التي يعجز عن تقديم اي حل لمعضلاتها الاقتصادية. من غير ذلک لو کانت لدی النظام حلول فهذا هو الوقت الانسب لتقديمها والإعلان عنها ويطلق وعودا للمواطنين حولها. کما أن أزمة الحرب في سوريا وفي المنطقة قد حاصرت النظام عمليا وحرمت النظام من امکانية التقدم والتراجع بحيث اذا انسحب النظام من الحرب في سوريا فانها هزيمة تولد أزمة بعينها. وازمة خلافة الولي الفقيه تلقي بظلالها بصورة ثقيلة في قمة السلطة. ومهما حاول النظام أن يظهر بصورة مختلفة فان هذه الأزمات هي التي تظهر مفعولها، ويمکننا مشاهدة الأزمات هذه الأيام من خلال التصرفات التي تبديها الاجنحة المختلفة للنظام. فبالتأکيد ليس من المتوقع أن تعطي کل هذه الأزمات ثمارها بين عشية وضحاها غير اننا نؤکد بان هذا النظام قد ضعف أکثر من اي وقت سابق واقترب بسقوطه أکثر من اي وقت مضی.
لنتوقف مع فاصل قصير أعزاء المشاهدن نعود إليکم بعد فاصل قصير لا تذهبوا بعيداً
أهلا بکم من جديد مع هذا اللقاء الخاص والذي نستضيف فيه السيدة مريم رجوي رئيسة مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
 
س. السيدة مريم رجوي، من بين الشعارات الملفتة للنظر في الانتفاضة- الثورة الحالية في إيران هو الموضوع السوري: رفض الإيرانيين التدخل الإيراني في سوريا. کم يکلف إيران هذا التدخل، تدخل النظام الإيراني في سوريا؟ بشرياً وماديا؟
ج.
في الحقيقة أرقام هذه التکاليف نجومية. قد لا نستطيع ان نقدّم رقما دقيقا لکنني اکتفي بذکر رقمين : هناک 25 ميليار دولار حصة الميزانية العسکرية والامنية في الموازنة العامة للنظام. وهناک مبالغ مماثلة من الميزانية الخاصة لقوات الحرس وخامنئي تنفق في القضايا العسکرية والأمنية. من هذا المبلغ – ومجمله بحدود 50 ميلياردولار – يخصص الجزء الأکبر منها لسوريا والحفاظ علی نظام بشار الأسد في السلطة علی حساب الشعب السوري. ومن الناحية التعبئة البشرية فقد بذلت قوات الحرس قصاری جهدها وبکامل قواها أن تحافظ بشار الأسد في السلطة. ولهذا السبب زجّت قيادة قوات الحرس بکبار قادتها وباعداد هائلة إلی سوريا حيث يقتل عدد منهم باستمرار وبشکل يومي هناک ويعيد النظام بجثثهم إلی إيران. والسبب يعود إلی ان المستويات الأدنی من هيکلية قوات الحرس غير مستعدة لخوض الحرب في سوريا فلذلک اضطر النظام ان يقاتل بالرأس – کما يقال – اي بواسطة کبار قادته . إذن أوکد بان تکاليف هذه الحرب هي کبيرة جدا سواء من الناحية المالية او من الناحية البشرية وانها مکلفة للغاية بالنسبة لنظام الدکتاتورية الدينية الحاکمة في إيران.
 
س. يقال بأن هناک ثلاثة آلاف قتيل. هل عندکم أرقام تؤکد أن الرقم ثلاثة  آلاف قتيل أو أکثر أو أقل؟
ج. من بين قادة النظام وفي الحقيقة ان أسماء القتلی الذين يتم الإعلان عنهم هم من کبار القادة العسکريين للنظام ومستواهم هو من القادة الاقدميين. لکن حول عدد القتلي فان الاحصائية الموجودة لدينا تشير إلی ارقام اکثر، اکثر من بضعة آلاف قتيل.
 
س. هل يقتنع بعض الإيرانيين من أن هذه الکلفة مبرّرة يعني تخلق لإيران قدماً علی البحر الأبيض المتوسط؟ هل يقتنع الإيرانيون من أن وجودهم في سوريا غير مجدي وغير مبرّر وأن هذه الضحايا وهذه الکلفة کلها ضائعة ام أن بعض الإيرانيين يقول لا هناک فائدة من وجودنا في سوريا نضع قدماً علی البحر الأبيض المتوسط؟
ج. طبعا هذا هو التبرير الذي يقدمه الولي الفقيه وقوات الحرس التابعة له ورموز النظام في السلطة اي نظام الاستبداد الديني الحاکم في إيران. واما الأمر بقدر تعلقه بابناء الشعب الإيراني فانهم ليس مع هذا التوجه والخطاب. بل وانهم يعارضونه ويرفضونه لان الشعب الإيراني يطالب الحرية والديمقراطية والمساواة. انهم يريدون الازدهار الاجتماعي . انهم يريدون التعايش مع الدول الشقيقة والجارة في التکافؤ وفي السلام والأخوة والصداقة. إن ما اشرتم اليه هو ستراتيجية الولي الفقيه. وهذا ما أسسه الخميني من اليوم الأول ومع الأسف قام بسنّه دستوريا. النظام الذي لا يستطيع معالجة قضاياه الداخلية فانه بالضرورة يجد بقائه في التوسع والتمدد وحسب قولکم الوصول إلی البحر المتوسط. هذا هو ما يعني به النظام الدکتاتوري الديني اي نظام ولاية الفقيه الحاکم نفسه فقط ولا يمت بصلة بالشعب الإيراني. ان الشعب الإيراني يطالب بإيقاف تدخلات النظام في المنطقة ومنها في سوريا.
 
س. إذا وضع النظام الإيراني أمام خيار يا اما سوريا يا اما ايران، هل يمکن ان ينسحب من سوريا ويضع قواته في إيران للدفاع عن نفسه؟ هل يمکن أن نصل إلی هذه النقطة؟
ج. الحقيقة هي ان خامنئي لن يقوم بهذا الإجراء. ويعني ذلک ان التراجع او الانسخاب بالنسبة للنظام يتعبر هزيمة نکراء. لکن من جهة أخری هناک حقيقة ثانية وهي ان الاستمرار بالوضع الراهن مکلف جدا بالنسبة له سواء من الناحية المالية وايضا من الناحية العناصر البشرية. لهذا السبب يجب القول بان النظام يعيش مأزقا بعينه. غير انني اود أن اذکر هنا نقطة وهي انه من المستطاع ويجب ارغام هذا النظام خاصة في الظرف الراهن، اي بعد اندلاع الانتفاضة في إيران، علی الانسحاب. وهذا ما يستطيع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية انجازه بمساعدة المقاومة والشعب السوري. يمکنهما إرغام النظام علی الانسحاب من سوريا. انتم تعلمون أن النظام لم يکن مستعدا للانسحاب في الحرب العراقية الإيرانية. عندما کان خميني يحارب في العراق کان يرفع الشعار ” إلی القدس عن طريق کربلاء” کما کان شعاره ”نواصل القتال حتی النصر”، لکنه في نهاية المطاف جاء دور جيش التحرير الوطني الإيراني  ودور مجاهدي خلق الذي أرغم النظام علی الانسحاب وأرغمه علی القبول بوقف اطلاق النار. فانني أری أن في القضية السورية أيضاً يستطيع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية بمؤازرة مقاومة الشعب السوري ومقاومته من إرغام النظام علی الانسحاب.
 
س. يعني النظام الإيراني سوف يسقط في سوريا وفي ايران بنفس الوقت. ما ممکن أن يسقط بواحد ويبقی بآخر؟
ج. يجب ان أقول لکم في هذا المجال بان النظام يعرف تماما بانه اذا ما انسحب من سوريا فان ذلک يشکل له هزيمة نکراء تطال کافة سلطته وسيطرته داخل حدوده وتسلب منه جميع الادوات التي تستقوي بها قوات القمع التابع له لحد الآن. فلهذا السبب أقول انه قرار صعب جدا لکنني وکما اکدت يجب ارغامه في الخطوة الأولی علی الانسحاب من سوريا وفي الخطوة اللاحقة يسقط في طهران.. وهذا هو واجب المقاومة ومهمتها اي مهمة المقاومة والشعب الإيراني ومهمة المقاومة والشعب السوري.
 
س. إذا أصبحتم في السلطة، ما الذي سيتغير من سياسة إيران تجاه سوريا؟ هل ستسحبون قواتکم من سوريا؟ ما ذا ستفعلون؟
ج. في أسرع وقت، وبسرعة آکثر، لان الأمر ما تعلق بالشعب الإيراني وخاصة بالمقاومة الإيرانية فقد اعلناها مرارا وتکرارا باننا نطالب بإقامة علاقات الأخوة مع جميع بلدان المنطقة ومنها مع سوريا. ان تدخلات نظام الملالي من وجهة نظرنا مرفوضة ومدانة وغيرمقبولة تماما ويجب ان تتوقف هذه التدخلات بصورة سريعة. ان هذه التدخلات وتأجيح الحروب تخص الدکتاتورية الدينية.لانها تشکل الطريق الوحيد لها للبقاء في السلطة. فالجواب هو نعم. ومن الواضح بان إيران الغد، إيران التي يستطيع فيها ابناء الشعب الإيراني يختار حکومتهم من خلال اصواتهم سيکون أحد مبادئها وهو أحد مبادی المجلس الوطني للمقاومة مبدء حسن الجوار والتعايش السلمي مع جميع بلدان المنطقة ومنها سوريا.
 
س. هناک خوف حقيقي عند الکثير من العرب باتجاه إيران وليس الحکم في إيران. هناک کثير من العرب يقولون بان سياسة نظام الملالي عدوانية تجاه العرب ولکن سياسة نظام الشاه کانت ايضا عدوانية تجاه العرب. ما الذي يضمن لنا بانکم انتم عندما تصلون إلی السلطة لن تتبعوا نفس السياسات التي تتبعها إيران ضد العرب منذ وقت طويل؟
ج.
باعتقادي ان هذه السياسات العدوانية من مواصفات الأنظمة الدکتاتورية. فلذلک وکما انتم اشرتم سواء في ذلک أکان نظام الدکتاتورية الدينية الحاکم في إيران حاليا ام دکتاتورية الشاه قبله. ومن الطبيعي بان هاتين الدکتاتوريين لم يکن في مقدورهما ان تنتهجا سياسات غير عدوانية مع دول المنطقة. غير ان الميزة التي تتميز بها المقاومة الإيرانية وقبل اي اعتبارآخر هي انها تؤمن بالحرية والمساواة وتؤمن بالديمقراطية وبأصوات ابناء الشعب فلهذا السبب أری انه من صلب مباديء هذه المقاومة أن تقوم علاقات التعايش السلمي مع جميع البلدان الإسلامية ودول المنطقة وانها دول شقيقة وهي الدول التي بالمناسبة ان نکون معها في جبهة واحدة من أجل التنمية ومن أجل التعويض عن جميع الاضرار والويلات التي المت بإيران وببلدان المنطقة طيلة سنوات حکم الدکتاتورية الدينية. فعلينا جميعا وبصورة متزامنة أن نضع أيدينا في أيدي البعض لنبذل جهودنا من أجل إعمار حجم الدمار والتعويض عن جميع الجرائم وباعتقادي ان الضمان يکمن في الثمن الذي تدفعه هذه المقاومة وکذلک يکمن في برامجها وقراراتها وفي دستورها. انکم تعرفون أن المقاومة الإيرانية معنية تماما بان السلطة يجب ان تکون للشعب مهما کان الثمن کي تکون صناديق الإقتراع هي الفيصل لما اراده الشعب وان الشعب بوحده يقرر ما يريده. إذن تکفي أن تکون الحکومة غير دکتاتورية، أن تکون جمهورية مبنية علی اصوات الشعب وتلک البرامج التي اشرت إليها. فبکل التأکيد انها هي ضمانات لإيران الغد، خاصة وان هناک حرکة ومقاومة لها تجارب کثيرة في ملف الحريات وممارسة الديمقراطية في علاقاتها الداخلية وکذلک مع جميع شعوب المنطقة.
س.  هل انتم مستعدون… انتم تقيمون علاقات جيدة جدا مع المعارضة السورية ولکن لا نری ان لکم علاقات جيدة مع باقي القوی السياسية العربية لماذا؟
ج. الأمربقدر تعلقه بالمقاومة الإيرانية فانني أری بانها قد اعلنت رؤاها ومطالبها بانها تطالب بإقامة علاقات وطيدة جدا مع جميع دول المنطقة اي الدول الشقيقة والبلدان المسلمة وذلک من أجل التصدي للتطرف الديني الناتح عن حکم الملالي والتقدم نحو الأمام لان هذا التطرف الديني يشکل تهديدا لجميع بلدان المنطقة وتهديدا لمجتمعات اليوم، واعني بذلک التطرف الديني الذي تقف ورائه الدکتاتورية الدينية الحاکمة في إيران. فلذلک باعتقادي ما تشاهدونه الآن من مستوی العلاقات بين المقاومة الإيرانية والمعارضة السورية يعود فضله إلی الجرأة والشجاعة التي تتحلّی بها المقاومة السورية التي وقفت وتقف بوجه دکتاتورية بشار الأسد ونتيجة ذلک فانها تحلّت ايضا بتلک الجرأة والشجاعة أن تختار اصدقائها بمحض إرادتها حتی في هذه الظروف الصعبة ولربما لم تحصل بعد مثل هذا المستوی من الجرأة والشجاعة لدی کثيرين آخرين. فلذلک فانني أری بان المشکلة تکمن في الخوف من النظام الإيراني ومن غير ذلک وبما تعلق الأمر بالمقاومة الإيرانية فانها قد اعلنت مبادئها وبالمناسبة في کثير من البلدان والمناطق، فهناک علاقات مع عدد کبير من حرکات المقاومة ومع کثير من الحکومات والسلطات وهي علاقات الصداقة في هذه المنطقة في الوقت الراهن.
 
س. صحيفة قانون نقلت عن موقع لمحسن رضايي وهوقائد قوات الحرس الثوري الإيراني السابق وسکرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا نقد شديد جدا لبشار الأسد، صحيفة تمثل النظام الإيراني تنتقد بشار الأسد نقدا شديدا وتستخدم الفاظا بذئية لا استطيع الآن اقولها بحق بشار الأسد هذا الخلاف هل هو رسالة لبشار الأسد، ام هو رسالة لروسيا لان روسيا وإيران يتنافسان علی السيطرة علی المناطق التي يسيطر عليها النظام کيف تنظرون إلی هذه الرسالة؟ ما معناها من وجهة نظرکم؟
ج.
إن المشکلة – وقبل اي اعتبار آخر- تکمن في المأزق الذي يواجهه النظام في سوريا في الوقت الحاضر. الواقع کما انتم اشرتم وانني اوضحت هو ان النظام دفع ثمنا باهظا من أجل الحفاظ علی بشار الأسد في سدة الحکم سواء من الناحية المالية او من الناحية العناصر البشرية، لکن الآن فقد دخلت فعلا قوی أخری من أجل معالجة الحالة السورية والمشکلة القائمة بين الدکتاتوري السوري والشعب السوري، فبالتالي وبالمحصلة فقد نظام الملالي تلک الدور المهيمن الذي کان يتملکه في السابق، فانه ممتعض ومنزعج من هذه الحالة، لهذا السبب باعتقادي ان المشکلة تکمن في هذا الواقع لان النظام يعرف جيدا بانه الجهة الوحيدة التي لها المصلحة مائة بالمائة في الحفاظ علی بشار الأسد ولا غيرها. فالنظام قلق جدا لانه اذا اراد ان يستمر بالوضع الراهن وهذا يعني تکاليف باهظة جدا من أجل الحفاظ علی بشار الأسد وهي صعب جدا بالنسبة له خاصة بعد الظروف الجديدة التي طرأت في الداخل الإيراني واندلاع الانتفاضات، من جهة أخری اذا اراد ان ينسحب من سوريا فان ذلک سيؤدی إلی هزيمة نکراء فعلی النظام ان يدفع ثمن هذه الهزيمة في الداخل. فالنظام يعيش مأزقًا بعينه وانني اعتقد بان هذه التصريحات ناتجة عن حالة المأزق التي يعيشها النظام.
 
س. هناک منصة استانه التي يشارک فيها النظام الإيراني مع روسيا ومع ترکيا وهناک منصات أخری يعني الروسي يريد ان يقول ان صاحب الکلمة في سوريا والأمريکي يريد ان يقول ان صاحب الکلمة والترکي کذلک والإيراني اصبح له فقط جزء من الکلمة في سوريا بينما کان صاحب کل الکلمة في سوريا، ما العمل؟ لتحجيم الدور الإيراني في سوريا اکثر، مثلا هل يکون ذلک من مقاطعة استانه ومساراستانة کله؟
ج.
باعتقادي ان النظام الذي تنقصه الشرعية حتی عند ابناء شعبه اي لا توجد له شرعية في الداخل الإيراني ولا توجد عنده مقدرة لمعالجة اية مشکلة في داخل بلده فهو يحافظ علی نفسه في سدة الحکم  من خلال ممارسة القمع في الداخل وتأجيح الحروب في الخارج، فان مثل هذا النظام غير مؤهل تماما لحلحلة اية مشکلة من الشعب السوري. ومن هذا المنطلق فان مشارکة هذا النظام في مثل المؤتمرات المشار اليها ومنها مؤتمر استانه – من وجهة نظرنا-  ليست غير ضرورية فحسب بل انها ضد مصلحة الشعب السوري وليست حصيلتها سوی ديمومة البقاء لبشارالأسد ومزيد من المجازر والجرائم. نحن نری بان النظام الذي هو فاقد الشرعية في داخل بلده فان مشارکته في مثل هذه المؤتمرات ليست ضرورية ابدا فجب معارضة هذه المشارکة ورفضها فيجب القول له بان فاقد الشي لا يعطيه ولم يکن هذا النظام معطی الخير لأحد حتی الآن بل العکس هو الصحيح لانه کان وراء کل الدمار والخراب. انني اری بان من الضروري مطالبة المجتع الدولي والسياسات الدولية برفض تدخلات النظام المتزايدة في سوريا والمطالبة بقطع اذرع النظام في سوريا وخاصة قوات الحرس. واذا ارادت جهة المضي قدما من الناحية السياسية في القضية السورية فان الحل لا يکمن ابدا في اشراک هذا النظام في المؤتمرات المعينة ومنها مؤتمر استانه.
 
س. نحن نطالب مثلکم ان تنسحب إيران من سوريا لکن المجتمع الدولي يقبل ذلک، أميرکا واوروبا يقبلون بالدور الإيراني في سوريا کيف تنظرون إلی ذلک لماذا العالم متسامح مع هذا النظام في سوريا متسامح معه في إيران أيضاً.   
ج.
مع الأسف هذا هو الجانب الذي ارتکبت فيه السياسات الغربية افدح الأخطاء حتی الآن وکانت حصيلة هذه الأخطاء وسياسة المهادنة والمسايرة مع الملالي وحصيلة تقديم التنازلات لنظام الملالي هي الفواتير التي يدفعها الآن الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ومنها الشعب السوري. مع الأسف اذا استمرت هذه السياسة فسوف نشاهد نتاجها في دفع مزيد من الثمن في انتهاکات حقوق الإنسان وکذلک في مزيد من ممارسة القمع ومزيد من المجازر بحق الشعب الإيراني وکذلک بحق الشعب السوري. باعتقادي في هذا المقام يجب ان نخاطب الدول الغربية بالقول بان سياسة المهادنة والمسايرة هي سياسة فاشلة وقد شاهد الجميع بأم اعينهم خلال الانتفاضة الاخيرة في إيران بانه ليس هناک خلاف بين ما يسمی بالاصلاحي والاصولي المتشدد، فان جناحي النظام هما حالة واحدة وکلاهما قمعيان وکلاهما ضد الشعب الإيراني، وکما نشاهد ونری کلاهما ضد الشعب السوري ولم يأت من کلاهما لسوريا سوی مزيد من المجازر والتشرد. فانني اری بان ما يجب مطالبة الغرب به هو الإسراع في المطالبة بقطع أذرع هذا النظام من سوريا ومن بلدان المنطقة. هذا هو مطلب المقاومة الإيرانية والذي کررتها مرارا وباعتقادي هو مطلب جميع الشعوب في المنطقة نحن نطالب بقطع اذرع النظام في جميع بلدان المنطقة ونطالب بايقاف ونبذ سياسة المهادنة والمسايرة وأن تتوقف الإمدادات والمساعدات التي کان يتلقاها النظام مع الأسف طيلة ثلاثين عام مضت، لا سيما طيلة ستة عشر عاما الماضية، في إطار السياسة الأميرکية التي استمرت حتی العام الماضي ضمن نهج المسايرة والمهادنة، يجب ان تتوقف کليا وان الدول الغربية بدلاً من ان تقف إلی جانب الملالي فعليها ان تقف إلي جانب الشعب الإيراني وبدلا من أن تقف إلی جانب بشار الأسد فعليها أن تقف إلی جانب الشعب السوري. فأری بانه في مثل هذه الظروف، فان الشعب الإيراني ومعه المقاومة الإيرانية لديهما من القوة والمقدرة تؤهلهما لإسقاط هذا النظام کما وانني واثقة بان المقاومة السورية ومعها الشعب السوري باستطاعتهما إسقاط بشار الأسد.
 
س. خلينا ان نکون واضحين أکثر وبالأسم، رئيس اوباما کان مع النظام الإيراني کليا في سوريا وفي إيران، والسياسة الأميرکية في عهد اوباما کانت سلبية جدا في سوريا وفي إيران الان تغييرت اللغة صار فيه رئيس جديد يتحدث لغة جديدة تجاه سوريا وتجاه الشعب الإيراني، ولکن الافعال ما تغيرت، هل تغيرت الافعال؟
ج.
کما أشرتم مع الأسف طيلة ثلاثين عاما مضت ولاسيما ثماني سنوات من السياسة الأميرکية حيال النظام خاصة في عهد السيد اوباما فان سياسة المسايرة والمداهنة منحت لنظام الملالي کل التنازلات..علی حساب الشعب الإيراني وعلی حساب المقاومة الإيرانية. غير ان الفشل الذي سجلته سياسة المسايرة والمهادنة وهزيمتها اصحبت واضحة ومقعنة للجميع. فبالتالي ما حصل التغيير فيه في الوقت الحاضر، هو ان سياسة المسايرة والمهادنة توقفت قليلا ومن غيرذلک فلم يحصل تغيير کيبر عداه. لهذا السبب نحن نطالب بان تدخل السياسة الجديدة مرحلة التطبيق ومنها الاسراع في المطالبة بقطع اذرع النظام، لا سيما طرد قوات الحرس التابعة للملالي من سوريا ومن بلدان المنطقة . نحن نطالب بمقاضاة هذا النظام لما اقترفه من الجرائم ومنها مجزرة 1988 بحق ثلاثين ألفاً من السجناء السياسيين، وکذلک مصير آلاف المسجونين خلال الانتفاضة الأخيرة وشهداء الإنتفاضة ومن قتلهم النظام تحت التعذيب، فان زعماء هذا النظام يجب إحالتهم إلی القضاء والعدالة وان تتم معاقبتهم أمام محاکم الجنايات الدولية. کما نحن نطالب وبصورة سريعة قطع امکانية الاستفادة من الخدمات المصرفية لهذا النظام علی المستوی الدولي بحيث لا يستطيع النظام التواصل والتعامل مع المصارف الدولية. هذا ما نطالب به ونری بان هذا الإجراء ممکن وانه يدخل ضمن إطار السياسة الصارمة التي لابد منها حيال هذا النظام. وبذلک ستکون الظروف المؤاتيه لإسقاط هذا النظام متوفرة وميسورة بسرعة بالنسبة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. وبعد کل ذلک فنحن نری بانه ومن أجل التعويض عن سياسة المسايرة والمهادنة التي کانت قد خدمت الملالي حتی الآن وعملت علی حساب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، يجب الإعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره بديلاً للنظام.
 
س. يعني لنأخذ مثل عملي رئيس ترامب قبل ان يصبح رئيسا قال انا سوف الغي الاتفاق النووي اذا صرت رئيسا، صار رئيسا ولم يلغي الاتفاق النووي، لندخل في الموضوع، هل انتم مع الغاء الاتفاق النووي أم لا؟
ج.
کما اسلفت الذکر، ان هذا النظام أُرغم واضطُرّ للحضور إلی مائدة المفاوضات النووية وانتم تعرفون بان ذلک کان بسبب الضغوط الناجمة عن العقوبات من جهة، وخوفه من انفجار الانتفاضات. فلذلک فان هذا النظام حضر مائدة المفاوضات لکنه ومع الأسف ان مجموعة 5+1 وعلی رأسها الولايات المتحدة في حينه، قدمت تنازلات کثيرة للنظام طيلة المفاوضات حول الاتفاق النووي، ونتيجة لذلک فان النظام استغل هذه التنازلات وصعّد من وتيرة ممارسته القمعية في الداخل وتأجيح الحروب وتدخلاته في خارج إيران علی حساب بلدان المنطقة ومنها سوريا.
نحن نری بان الاتفاق النووي وفّر للنظام إمکانية استغلال منه ومع الأسف استفاد منه کثيراً ومن الشروخ الموجودة في الاتفاق، فنحن نعتقد بانه ومن أجل اتّباع الصرامة حيال نظام الملالي، يجب المطالبة بالتنفيد الکامل للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي حول المشاريع النووية العائدة للنظام وتفاصيلها ومنها الايقاف الکامل لتخصيب اليورانيوم. ثانيا ان يکون بالإمکان القيام بعمليات تفتيش مفاجئة أو محددة من قبل لجميع المواقع التابعة للنظام. ومن جانب آخر نحن نری بما هو المطروح حاليا علی مائدة المجتمع الدولي هو الملف الصاروخي ونحن نطالب المجتمع الدولي أن يبت في هذا الملف بکل حرص ودقة لان النظام الإيراني منهمک حاليا لتطويرمشروعه الصاروخي ويحرز تقدما في هذا المجال حيث ان النظام بات يقوم بإعمال من شأنه ان يؤثر بصورة مباشرة علی الاتفاق النووي ونسفه. فلذلک فنحن نجد هناک کثير من الإجراءات التي لا بد من اتخاذها من أجل ايقاف حالات الاستغلال التي يقوم بها النظام من الشروخ الموجودة في الاتفاق النووي.
 
س. يعني هل يجب الغاء الاتفاق النووي ام تعديله فقط؟
ج.
نحن نری بان هناک امکانية لتصحيح الاتفاق وإمکانية لإجبار النظام الإيراني بذلک وکما أشرت علی الانصياع لقرارات مجلس الأمن وتنيفذها.
 
س. فيما يتعلق بالاتفاق النووي هناک معلومات تفيد بان الوضع في سوريا کان له اثر في هذا الموضوع، يوم 21 اب 2013 استخدام النظام السوري السلاح الکيماوي في الغوطة… بعد ذلک ايام من ذلک التقی سليماني مع المالکي في بغداد، ثم ذهب مستشار المالکي إلي واشنطن وهناک تغير الموقف الأميرکي موقف اوباما وکان علی وشک النظام السوري وتوقف عن الضرب ثم تم تسريع عملية الاتفاق النووي، هل تؤکدون هذه المعلومة اولا، وهل تعتقدون فعلا ان الوضع في سوريا اثرّ علی تسريع الاتفاق النووي؟
ج.
هذه المعلومات صحيحة لانه کان المفروض ان يقوم المجتمع الدولي وعلی رأسه الولايات المتحده برد فعل بعد ان خرق الدکتاتور بشار الأسد الخط الأحمر الخاص باستخدام الغاز الکيمياوي وتماما في الوقت الذي کان يفترض ان تقف أوروبا إلی جانب الولايات المتحدة وأن تقوم برد فعل حيال بشار الأسد ودعما للشعب السوري، فجأة توقفت العملية وکما اشرتم فکان ذلک هو دور النظام الإيراني الذي دخل علی الخط وأجری صفقة، وبذلک أوقف العملية وانني أری بان ما حصل مع الأسف جاء بمحصلته بعار کبير للمجتمع الدولي ولتلک السياسة التي اتخذت مثل هذا القرار لانه نتجت عنه مجازر عديدة بحق الشعب السوري ومزيد من إراقة الدماء ومزيد من المتشردين. وانني اعود هنا مرة أخری بما اشرت اليه بان الرد علی الانظمة الدکتاتورية سيطبق علی يد الشعوب لهذه المنطقة فهنا اود أن اؤکد بان الشعبين السوري والإيراني باستطاعتهما ويجب ان يقفا معا بوجه الدکتاتوريين اي أمام بشار وأمام الملالي الحاکمين في إيران وما أود قوله هو ان الظروف قد تغييرت کثيرا وقد اصاب نظام الملالي بعد الانتفاضة بضعف شديد فمن المستطاع ويجب الوقوف بوجه الدکتاتوريين الطغاة واسقاطهم واستعادة مصير الشعبين الإيراني والسوري من بين أيديهم.
 
س. انتم کنتم دائما قوی في المجتمع الإيراني اصبحتم قوة منطلقة اکثر بکثير بعد تحرير أسراکم في العراق لکن انتم متهمون بانکم تفکرون لوحدکم انتم قوة کبيرة وصارت أکبرولکن لستم قادرون لوحدکم علي اسقاط النظام. انتم بحاجة للتعاون مع قوی أخری في إيران. لماذا لا تتعاونون مع قوی أخری في إيران وما هي هذه القوی التي ستسطيعون معها اسقاط النظام الإيراني؟
ج.
باعتقادي من خلال إلقاء نظرة إلی برامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ستجد بان هذه التهم ليست تهم واقعية لان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد تشکل من مختلف المجموعات والانتمائات الفکرية الموجودة داخل المجتمع الإيراني ومن مختلف العرقيات والقوميات والأديان والمذاهب ومن مختلف المشارب الفکرية. لهذا المجلس برنامج وخطوط عريضة وخارطة طريق لمستقبل إيران وهي عبارة عن فترة انتقالية لمدة ستة أشهر کي يستطيع هذا المجلس أن يجري انتخابات خلال هذه الفترة وتمکين الشعب من اختيار نواب للمجلس التأسيسي من خلال انتخابات حرة. وان الاعضاء المنتخبين لهذا المجلس يقومون بصياغة الدستور لإيران المستقبل ويتدارکون الانتخابات للنظام المستقبلي الذي سيختاره الشعب الإيراني. وإلی جانب خارطة طريق هذه، هناک کثير من المشاريع تشمل مواضيع مختلفة ومنها مشروع فصل الدين عن الدولة ومشروع المساواة بين المرأة والرجل، مشروع الحکم الذاتي للأکراد الإيرانيين وکذلک القوميات الإيرانية الأخری و… وفي الوقت نفسه فان هذا المجلس نفسه يتألف من مختلف المجموعات والمنظمات ومنها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وينص المجلس رسميا بان لا يعترف باية اسبقية لأحد کان من عدمه لاتباعه دين خاص او لانه من عرقية معينة او قومية خاصة واضيف بان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد دعا إلی تشکيل جبهة التضامن الوطني من أجل المشارکة الواسعة لمختلف القوی مؤکدًا علی أن کل من يؤمن بثلاثة مبادئ وهي اولا اسقاط نظام الدکتاتورية الدينية برمتها، وثانيا الجمهورية وثالثا فصل الدين عن الدولة فبهذه المبادئ الثلاثة فقط بامکان کل شخصية او تيار أن يشارک في هذا التحالف الکبير الواسع من أجل المهمة الرئيسية وهي اسقاط النظام. إذن کل هذه الارضيات متوفرة واعتقد هناک حضور ومشارکة من جميع الشرائح والطبقات في إيران في المجلس الوطني للمقاومة وفي جبهة التضامن الوطني، کما اخبرتکم به من الکرد والآذريين والعرب والبلوتش ومن اللور ومن الترکمان والقشقايين والبختياريين جميعهم ومن الشباب والنساء ومن المکونات القومية إلی سائر الأديان کالمسيحيين والکليميين والزرادشته وغيرهم شأنهم شأن القوميات داخل إيران… فلذلک فانني اجد بان کل الظروف مهيئة ومتوفرة وکل من اراد ان يناضل ضد الدکتاتورية الدينية وتحديدا من أجل اسقاط هذا النظام برمته فان مثل هذا المناخ موجود وبامکانه المشارکة فيه.
 
تلک کانت کلمة النهاية السيدة مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شکرا جزيلا لکم 
 اعزاء المشاهدين نلتقي في حلقة قادمة
إلي اللقاء

 


لمشاهدة الفيديو راجع الرابط التالي:
http://orient-news.net/ar/news_show/145646/0/مريم-رجوي-تشکف-حقيقة-الاحتجاجات-الإيرانية-في-لقاء-خاص-لأورينت

 
 
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة