الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانرئيسة لجنة المرأة بالمقاومة الإيرانية:علی الدول الغربية ألا تساعد النظام الإيراني حتی...

رئيسة لجنة المرأة بالمقاومة الإيرانية:علی الدول الغربية ألا تساعد النظام الإيراني حتی ولو بکلمة واحدة

0Shares
 
الأحد 11 فبراير 2018
ولاء باجسير – جدة
في لقاء خاص بـ«الجزيرة» مع السيدة «سروي ناز جيت ساز»، رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تحدثت عن الانتفاضة الشعبية الإيرانية العارمة تجاه النظام الإيراني داخل طهران، وأهمية دور المرأة فيها، وعن الانشقاقات العسکرية للنظام الإيراني. کما أوضحت أن نظام الملالي وضع قوانين معادية للمرأة لجعل النساء الإيرانيات مضطهدات، إضافة إلی وجود مطالبات بضرورة طرد عملاء (قوة القدس) من الدول الأوروبية. کما جاء في اللقاء الآتي:
* ماذا واجه الشعب الإيراني المنتفض والمعتقل داخل طهران؟ وبرأيک ما الحل في ردع النظام والحد من اعتقالات المتظاهرين؟
 
– نظام الملالي دمر جميع الأسس والبنی التحتية للاقتصاد الإيراني؛ إذ إن الوضع الاقتصادي في إيران حرج للغاية، ويزداد سوءًا. وفي أقل من شهر انخفضت العملة الرسمية للبلاد بنسبة 15 % تقريبًا، والغلاء يفوق الوصف. وقد تضاعفت قيمة سلعة البيض الذي يعد غذاء رئيسيًّا في إيران بنسبة ضعفين تقريبًا في عام واحد، وهذا الشيء هو ما أدی إلی اشتعال فتيل الانتفاضة في مشهد؛ لأن الجزء الأعظم من عائدات إيران – ومنها ما کسبه النظام الإيراني نتيجة التوافق النووي مع الدول الغربية – أصبح جميعه مکرسًا للحروب وتصدير الإرهاب إلی خارج الحدود؛ لهذا السبب کان الناس يرددون باستمرار في الانتفاضة «اترکوا سوريا في حالها واهتموا بحالنا». ونتيجة لذلک سرعان ما تحوَّلت الشعارات إلی مطالب سياسية کبيرة. علمًا بأن الشعارات موجهة ضد رؤوس النظام الإيراني وجميع أرکان نظام ولاية الفقيه برمته.
وثمة نقطة مهمة أخری، تأتي خلافًا لتصور النظام الذي کان يعتقد أنه يحظی بدعم طبقات المحرومين والکادحين والعاملين؛ فقد وقفت هذه الطبقات ضد هذا النظام البغيض، ومع ذلک خلافًا لأعمال العصيان التي حدثت وتحدث في أنحاء مختلفة من العالم ضد الفوارق الطبقية والفقر فإن انتفاضة الشعب الإيراني لا علاقة لها أبدًا بالهجوم علی المحال التجارية وممتلکات الشعب الإيراني. وقد استهدفت خلال مسيرتها فقط مراکز النهب والقمع التابعة للنظام؛ إذ اعترف مسؤولو النظام أنفسهم بأنه تم الهجوم علی مکتب لأئمة الجمعة خلال مسيرة الانتفاضة، ولکن فيما يتعلق بالجزء الثاني من سؤالکم: (ما هو الحل لمنع المزيد من الاعتقالات؟)..
– أولاً، وفقًا لمعلوماتنا تم القبض حتی الآن علی أکثر من 8000 شخص، واعتقالهم من قِبل النظام. کما تم قتل العشرات، ومنهم 11 شخصًا علی الأقل، استُشهدوا أثناء الاعتقال تحت التعذيب. ونحن ندين اعتقال النساء، وندعو لإطلاق سراحهن فورًا. وبرأيي، هناک ضرورة لضغط دول العالم، خاصة الدول الغربية، وعليها (ألا تساعد النظام الإيراني حتی ولو بکلمة واحدة)، وألا تضحي بقيم ومبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية التي تلتزم بها بسبب تجارتها وتعاملها مع النظام. والأهم من ذلک أن لا تسکت علی جرائم هذا النظام. وبطبيعة الحال، فإن الغرب وبحجة أنه يريد تعزيز وتقوية الجناح المعتدل في النظام ينتهج سياسات التماشي والتهدئة مع نظام الملالي، ولکن في الحقيقة أنه من جانب الشعب الإيراني يری أن الأجنحة الحاکمة المحافظة والمعتدلة لم يعد لها أي معنی، وقد أظهروا ذلک بوضوح من خلال صراخهم في الشوارع بشعار (أيها الإصلاحي وأيها المحافظ هذه هي نهاية القصة)؛ فلذلک الحل الوحيد والطريقة الوحيدة لوقف عمليات الاعتقال والقتل من قِبل أولئک الذين هم أنفسهم مسؤولون عن الفساد والتخريب هي: (أن تتوقف الدول الغربية عن سکوتها وعدم فاعليتها، وعن إبرام الصفقات مع النظام الإيراني). ولأن القسم الکبير من استثماراتها يصب في جيوب قوات الحرس الثوري التي هي نفسها العامل الرئيسي للقمع في الداخل، ولتوسيع الحروب للخارج في المنطقة؛ فالشعب الإيراني لا يستفيد شيئًا من هذه الصفقات والمعاملات البتة. وفيما يتعلق بدول المنطقة أعتقد أيضًا أن علی المثقفين والکتّاب والمحللين العرب أن يکتبوا عن ذلک، وأن يقولوا إن المعادلة ليست فقط بين النظام الإيراني والدول الغربية وغير الغربية، بل هناک معادلة أساسية محددة، وينبغي ألا تنسی بأي شکل من الأشکال.. إن المعادلة بين النظام الإيراني والشعب الإيراني؛ فالشعب الإيراني لا يريد هذا النظام، وعقد عزمه علی إنهائه، ولا بد من الاعتراف بهذه الحقيقة، ولا بد من دعم المقاومة التي تعکس هذه الحقيقة التي ترمز إليها السيدة «مريم رجوي». وهذه هي الطريقة الحقيقية والجادة والعملية للتخلص من هذا النظام الإجرامي.
* ما صحة البيان التوضيحي عن وجود انشقاقات عسکرية بالحرس الثوري الإيراني وانضمامهم للمنتفضين؟
 
– أود الإشارة ‌إلی أن هناک انشقاقات بالصفوف العسکرية الإيرانية، وأن هناک حالات استياء کبيرة داخل القوات القمعية للنظام الإيراني. مثلاً: بعض أعضاء الباسيج أحرقوا بطاقاتهم، وأداروا ظهرهم للنظام، وقال القائد العام لمليشيات الباسيج (غيب برور): «إن العديد من عناصر الباسيج ليسوا موالين للنظام الإيراني، وإنهم أخذوا بطاقاتهم الباسيجية من أجل حل مشاکلهم المعيشية». فمن الطبيعي أن کل من يبتعد عن هذا النظام مکانه بين الشعب.
* حدثينا عن دور النساء بوصفهن مواطنات إيرانيات ضد نظام الملالي.. ما جهود المرأة في المعارضة الإيرانية؟
 
– مع ظهور «الخميني» وسلطة ولاية الفقيه کانت النساء مستهدفات منذ البداية، وهي الهدف الأول للنظام في القمع الموسع. وفي الواقع عمل الملالي علی اتخاذ سياسة مختلقة وحجج عن طريق وضع القوانين المعادية للمرأة، وجعلهن مواطنات من الدرجة الثانية. وبالطبع، يجب أن أقول إن جميع مساعي الملالي المبذولة لم تکن قادرة علی إخراج النساء من المشهد الحالي. وأحد الدلائل علی ذلک هو الحضور الواسع للنساء والأخوات الشابات في منظمة «مجاهدي خلق»، ونشاطهن في تلک الفترة.. طبعًا بأثمان باهظة دفعتها العديد من النساء والفتيات في سبيل دعم «مجاهدي خلق»، والکثير منهن تعرضن للاحتقار والإيذاء والاضطهاد من قِبل عصابات بلطجية الملالي التي تحمي النظام؛ إذ استُشهد العديد منهن في سبيل ذلک.
وبعد 30 يونيو 1981، عندما أعلن «الخميني» الحرب علی «مجاهدي خلق» عمليًّا، وأباح إراقة دمائهم، بدأت عمليات الاعتقال بحق أعضاء المنظمة علی نطاق واسع، وتم القبض علی النساء والأخوات المجاهدات، وتعرضن للتعذيب الوحشي، ومن ثم تم الحکم عليهن بالإعدام والموت. وکان الثلث من أصل 120.000 شهيد من المقاومة الإيرانية من النساء، کما کان هناک مقاومة بطولية للنساء، خاصة النساء في السجون وغرف تعذيب نظام ولاية الفقيه، وهي بمنزلة تاريخ فريد من تاريخ نضال المرأة في العالم.
وکانت هناک مفارقة، هي أن النساء والفتيات لم يکن لهنّ الحق في المساواة في الحقوق مع الرجال علی المستوی الاجتماعي، وما زالت الحالة قائمة، ولکنهن تعرضن للتعذيب والاضطهاد في السجون وغرف التعذيب، وأحيانًا يتعرضون للتعذيب بشکل مضاعف بسبب کونهن نساء؛ إذ رفض القضاء الإفراج عنهن من خلال تحديد کفالات باهظة يتعذر دفعها، لکن نساء هذه المقاومة لم يغبن عن هذا المشهد أبدًا؛ فالکثير منهن فور إطلاق سراحهن من السجن انضممن فورًا إلی صفوف المقاومة، وواصلن نضالاتهن، وقد استمرت هذه النضالات علی مدی العقود الأربعة الماضية، وعلی وجه الخصوص أصبح دورهن أکثر وضوحًا خلال الـ 14 عامًا من وجود المقاومة في معسکر أشرف وليبرتي في العراق؛ لأن قيادة المعرکة الثقيلة والمعقدة والدموية کانت علی عاتق أخواتنا المجاهدات. وفي الحقيقة، کانت المجاهدات هن الدافع والمحفز لکثير من النساء الإيرانيات. وبوجود المرأة في قيادة المقاومة والاعتراف بنضالها کان لذلک علی الفور آثاره الخاصة في المجتمع الإيراني؛ إذ سرّع وعجّل التوجه النسائي إلی المقاومة في إيران. ونحن لا نتکلم عن مثال واحد أو اثنين أو عن عدد قليل من النساء، ولکننا نتکلم عن طابور من النسوة الأکفاء اللاتي يقدن حرکة المقاومة الإيرانية في أخطر فترة برئاسة «مريم رجوي» الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة التي لعبت دورًا حاسمًا في الحملات الدولية لهذه الحرکة، وحققت انتصارات کبيرة للمقاومة؛ لذلک – وباختصار – علی النساء القيام بدور محوري في استمرار وتوسع هذه الانتفاضة حتی تدمير النظام الدکتاتوري، والإطاحة به، کما هو الحال الآن، وأن يؤمنَّ بدورهن ووجودهن في کل مشهد محفز وحاسم، وهذا هو السبيل لتحقيق النصر؛ فنحن نساء المقاومة الإيرانية لا نعرف الکلل ولا الملل.
* هل المعارضة الإيرانية لديها القدرة علی إدارة البلاد في حال وصولها للسلطة؟ وهل هناک مجلس وزراء قابل للتشکيل؟
 
– المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، باعتباره أقدم ائتلاف في تاريخ النضالات في إيران، هو البديل الديمقراطي لنظام الولي الفقيه؛ فالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يناضل من أجل إقامة جمهورية المجتمع المبني علی أسس احترام حقوق الإنسان ومساواة المرأة والرجل، وسيحترم النظام المقبل سيادة القانون، وسيکون في غاية الشفافية؛ ما يسمح بمشارکة الجمهور في صنع القرار. والقوة المرکزية لهذا المجلس هو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الملتزمة بالإسلام الحقيقي (الإسلام المتسامح والديمقراطي). وکما قلنا دائمًا: ما يفعله الملالي وما يقولونه لا علاقة له بالإسلام، وهم أشرس أعداء للإسلام. تغيير النظام الإيراني هو مطلب کل الشعب الإيراني، وهو مطلب عملي جدًّا وقابل للتحقيق. وإن وجود هذا البديل الديمقراطي ودوره الحاسم يمثل الطموحات التحررية للشعب الإيراني، وهذا البديل له کل الهياکل الضرورية من البرلمان والحکومة المؤقتة إلی القواعد والقوانين اللازمة لإدارة البلاد بعد رحيل الملالي.
* في أحد مؤتمرات المقاومة الإيرانية اتخذت خطوات، منها: «طرد عملاء قوة القدس الإرهابية من الدول الأوروبية».. فما هي الإجراءات التي تساهم في إنجاح طردهم؟
 
– قوات الحرس هي عبارة عن قوة في يد الولي الفقيه، وتسيطر علی کامل اقتصاد البلد بشکل تام، وفي الداخل مهمتها هي قمع الشعب، ومهمتها في خارج حدود إيران إثارة وتصدير الحروب. اليوم يأتي تحذير المجتمع للولي من خطورة قوات الحرس الثوري متأخرًا جدًّا، ولم يتم اتخاذ خطوات عملية مناسبة في أوروبا بهذا الخصوص حتی الآن؛ إذ دعت السيدة «مريم رجوي» في مؤتمر البرلمان الأوروبي إلی أکثر من سلسلة من المواقف السياسية، وإلی اتخاذ سلسلة من الإجراءات العملية والفورية في هذا الخصوص، التي تشمل:
– إدراج قوات الحرس تحت اسم (قوة إرهابية)، ومنع وصول هذه القوة للتعامل مع النظام البنکي العالمي.
– إخراج قوات الحرس والمليشيات التابعة لها في سوريا والعراق والبلدان الأخری، ومنع انتقال هذه القوی والسلاح عبر قوات الحرس إلی هذه البلدان.
– إخراج مرتزقة قوات القدس الإرهابية ووزارة المخابرات من دول أوروبا وأمريکا.
فقط عن طريق اتخاذ هذه الإجراءات ستتحرر بلدان المنطقة من نيران الحروب الحارقة وشرور الملالي، وسيعود السلام والاستقرار للمنطقة والأمان لکل العالم.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة