الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالبروفيسور زيغلر: لقد انتفض الشعب الإيراني.. وعلی مرتکبي مجزرة عام 1988 ألا...

البروفيسور زيغلر: لقد انتفض الشعب الإيراني.. وعلی مرتکبي مجزرة عام 1988 ألا يفلتوا من العقاب

0Shares

أکد البروفسور جان زيغلر بکلمته في ندوة قضائية بجنيف بشأن مقاضاة مرتکبي مجزرة العام 1988 ضد السجناء السياسيين في إيران أن الشعب الإيراني انتفض احتجاجا ضد ارتفاع الأسعار و البؤس الاقتصادي وضدّ فساد نظام الملالي، مشيرا إلی ضرورة وضع حدّ لإفلات القتلة من العقاب والذي لا يزال البعض منهم في السلطة ويباشر العمل.
حيث أقيم إجتماع بمشارکة عدد من المنظمات غير الحکومية ذات رتبة استشارية لدی الأمم المتحدة في نادي الصحافة بمدينة جنيف، وأکد المتکلمون أن ممارسة القمع وجرائم النظام خلال الإنتفاضة العظيمة للشعب الإيراني التي بدأت في 28ديسمبر تجعل ضرورة التحقيقات في جرائم النظام و إحالة منفذيها أمام العدالة بشکل مضاعف.
وشارک في الاجتماع الذي عقد بمبادرة من جميعة «العدالة لضحايا مجزرة 1988» محامون دوليون بارزون وسجناء محررون وشهود وأسر شهداء مجزرة السجناء السياسيين. ودعا المتکلمون إلی محاسبة قادة نظام الملالي ووقف جرائمه ضد المنتفضين في السجون.
وأشار في الجلسة شهود المجزرة وجرائم ديکتاتورية الملالي وممثلو المنظمات غير الحکومية ذات رتبة استشارية لدی الأمم المتحدة وحقوقيون بارزون إلی حملات الإعتقال خلال الإنتفاضة العظيمة للشعب الايراني وقتل عدد من المنتفضين في السجون علی ضرورة وقف هذه الجرائم القمعية.
وفي هذه الجلسة التي عقدت بمشارکة وکلمات بعض من أبرز الحقوقيين المتخصصين في القانون الدولي لحقوق الإنسان فضلا‌ عن عدد من الشهود والسجناء السياسيين المحررين وأفراد أسر شهداء الذین ادلوا بشهادتهم بخصوص المجزرة عام 1988.
وقال البروفسور جان زيغلر * وهو عضو اللجنة الإستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المقرر الخاص السابق المعني بالحق في الغذاء، والکاتب الشهير دولياً،أستاذ مرموق في علم الاجتماع في جامعتي جنيف السويسرية والسوربون الفرنسية، وله مواقف ثابتة ومستمرة في دعم حقوق الإنسان والدفاع عن حقوق کل الناس في الغذاء والتداوي والمعيشة الجيدة، وقد عينته مفوضية حقوق الإنسان الدولية العام 2008-2000 لکي يعمل مقرراً خاصاً للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان في الغذاء في کلمة‌ تاریخیة‌ :” أشکرکم علی الدعوة. کما تعلمون، فإنّ اللجنة الإستشارية لمجلس حقوق الإنسان هي هيئة فرعية تابعة لمجلس حقوق الإنسان الذي يمثل الهيئة المهمّة الثالثة في الأمم المتحدة بعد الجمعية العامّة و مجلس الأمن. وتتألّف هذه اللّجنة من 18 خبيراً دولياً مرشحين من قبل بلدانهم، والذين يتمتعون بالإستقلالية التامة بعد انتخاتهم من قبل المجلس.
في الوقت الحالي، أنا نائب رئيس هذه اللجنة، وهي مرکز أبحاث مجلس حقوق الإنسان و تعدّ ملفات القضايا و تقدم مقترحات وتنفذ الأوامر الرسمية، وما إلی ذلک.
لقد عُـرضت علی لجنتنا ولمرات عديدة، الجرائم المرتکبة من قبل ديکتاتورية الملالي في طهران لمدة 39 عاما. نحن هنا في هذا الصباح لسببين في نفس الوقت: لإحياء ذکری استشهاد ما يقارب 33 ألفاً من الشباب و حتی الأصغر سنّاً من الإيرانين و الإيرانيات خلال مجازر عام 1988. ثانيا: کيف يمکننا وضع حدّ لإفلات القتلة من العقاب والذي لا يزال البعض منهم في السلطة ومباشرة العمل. کيف نقدّمهم إلی العدالة الدولية، وما هي الآليات التي يجب إيجادها لوضع نهاية لفضيحة الإفلات من العقاب.
وأود أن أبدأ ببعض الملاحظات الأولية. أولاًّ أقدّم تعازي الحارة للأسر، للناجين من المجازر، لأسر الذين فقدوا شهداء في المجازر ليس فقط في عام 1988، ولکن المجازر التي تتواصل إلی يومنا هذا. تعازي الحارّة.
وثانيا، أودّ أن أذکر بسرعة جدّاً الحالة التي نحن بصدد التحدّث عنها اليوم والتي هي غير عادية البتّة. لقد نهض الشعب الإيراني من جديد. جيل جديد. وصحيح أن الشباب الذين کانوا يحتجّون في أکثر من ثلاثين مدينة معرّضين حياتهم للخطر– لأنهم کانوا علی علم أنّه عندما يتم القبض عليهم سيُعذّبون و يُقتلون–خاطروا بحياتهم وقاموا بذلک بطبيعة الحال، ووفقاً للصحافة الغربية، احتجاجاً علی ارتفاع الأسعار و البؤس الاقتصادي و ضدّ فساد الملالي، بالتأکيد. ولکن في عمق الواقع، الشعلة التي تحرکهم هي شعلة شهداء عام 1988. يطالبون بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. بالتأکيد استمدّوا الطاقة من المثال البطولي لشهداء عام 1988
إنّ ما يجري اليوم من أحداث إستثنائية يعود لتضحية هؤلاء الأبطال والبطلات من 30 عاماً.
أنتم تعرفون أن الخميني عاد إلی إيران في عام 1979 فورا بعد فرار الشاه و في الوقت الذي کانت فيه مجاهدي خلق القوة الإجتماعية الرئيسية. لماذا ؟ بما أن المجاهدين کانوا القوة الرئيسية للمقاومة ضدّ ديکتاتورية الشاه. قام الساواک و البوليس السري للشاه بتصفية کل مؤسسي مجاهدي خلق. ومن خلافاء المؤسسين، أذکر علی سبيل المثال مسعود رجوي الذي نجا وقد أُطلق سراحه من السجن 10 أيام قبل وصول الخميني [إلی إيران]. تمتّعت مجاهدي خلق بمکانة مرموقة بسبب هذه المقاومة ضدّ ديکتاتورية الشاه. آخذ مثال مسعود. حُکم علی مسعود بالإعدام. وتمّ إنقاذه في اللحظة الأخيرة لأنّ کاظم ذهب لمقابلة رئيس الکونفدرالية السويسرية (سويسرا) الذي کان آنذاک بيار غرابر. وافق بيار غرابر علی الذهاب لمقابلة شاه إيران الذي کان في عطلة في سانت موريتز في فندق فاخر جدّاً ليطلب الصفح عن مسعود. لا يمکن للشاه أن يرفض طلب رئيس الاتحاد الفيدرالي السويسري. وتم بذلک إنقاذ مسعود لحظات قليلة، أو ربّما بضع ساعات قبل تنفيذ حکم الإعدام. وأصبح بطبيعة الحال، في صفوف مجاهدي خلق، القوة الرئيسية، والقوة الاجتماعية الأکثر مصداقية في إيران في الوقت الذي جاء فيه الخميني.
ولکن کانت هناک لقاء واحد فقط جمع الخميني ووفد من مجاهدي خلق بقيادة مسعود في تشرين الأول / أکتوبر 1980. وقال الخميني: سأعطيک مناصب الوزراء، و سأعطيک کل ما تريد، وسأقرّبک من الحکومة، ولکن يجب أن تتفق معي علی سحق أعداء الله. ويعني هذا القول إقامة الدکتاتورية الإسلامية. و رفض مجاهدي خلق ذلک. قال مسعود: ممّا لا شکّ فيه أنّنا خسرنا الکثير من الرفاق و لقد دفعنا الثمن غاليا جدّاً في مکافحة الساواک في السجون و تحت التعذيب. نحن هنا من أجل ترسيخ الديمقراطية والاستقلال والسيادة وحقوق الإنسان في إيران.
وکانت هذه القطيعة. وبسرعة، تصاعد النزاع. وبدأ الاضطهاد علی الفور تقريبا. أسوأ لحظة کانت نقطة التحول، کما يقول مجاهدي خلق، في 20 يونيو 1981 قبل الاجتماع، مسعود لم يرضخ لوعود الخميني.
و في 20 حزيران / يونية 1981: نظّمت مجاهدي خلق مظاهرة عامة ضخمة، وکنت قد رأيت الصور في الأرشيف، شارک فيها علی الأقل 500 ألف شخص في طهران للمطالبة بالحرية والديمقراطية. وهنا و للمرّة الأولی تقوم قوات الخميني، الباسداران (الحرس الثوري)، بإطلاق الرصاص في الحشد لتکون هذه أول مجزرة عامة کبری. ومنذ ذلک الحين، و المجاهدين و الديمقراطيين بشکل عام الذين هم المناضلون من أجل الحرية، يعيشون في الخفاء ويتعرضون للإضطهاد. الاضطهاد التي بلغ ذروته في عام 1988.
لم يعقب هذه القطيعة مفاوضات في وقت لاحق، بل کان هناک عنف فاشي و ديني لا يرحم ضدّ الحرکة و ضدّ رجال و نساء من جميع الأجيال ومن جميع الأديان يطالبون بإرساء الديمقراطية و الحرية وکذلک، هو شيء رائع حتی يومنا هذا بالنسبة للمجاهدين، أو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بشکل عام، إرساء إسلام ديمقراطي، إسلام مستنير وتنوير. لهذا السبب هذه الحرکة مهمّة جدّاً و هذه المقاومة الإيرانية مهمّة جدّاً بالنسبة للعالم ککل. ولأنّ هناک 1.1 مليار مسلم في العالم يواجهون انحرافات مخيفة، أنتم تعرفونها: جهاديون و ديکتاتورية الملالي الإيراني، وما إلی ذلک. وهناک لديکم شهود، شهود الدماء، علی إسلام ديمقراطي، إسلام تنويري وإسلام يجسد التراث الايبيري الهائل لإبن رشد ولجميع المفکرين والعلماء المسلمين منذ عهد إسلام التنوير بقرطبة في القرن الـ12 و الـ 13 و الـ14 قرنا في غرناطة، الخ
وکثيرا ما کان يسمی مجاهدي خلق بأنصار الإسلام التنويري الثاني. ولهذا السبب فإنّ هذه حرکة المقاومة الإيرانية، لا تعمل فقط باسم القيم التي تحدثت عنها الآن، ولکن أيضا باسم الإسلام. فلمعظم أصدقائي من مجاهدي خلق يحظون بإيمان قوي، فهم رجال ونساء مؤمنون. ولکن إيمانهم متسامح، وفيّ للقرآن و إيمان تنويربأتمّ معنی الکلمة. لهذا السبب فإنّ هذه الحرکة، أکرر في غاية الأهمية”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة