السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيراندائرة النار الايرانية

دائرة النار الايرانية

0Shares


بقلم:اسراء الزاملي
 

أکثر من 35 مليون إيراني تحت خط الفقر، إلی جانب أکثر من 12 مليونا يعانون من فقر غذائي رهيب، وانهيار مستمر في العملة، وارتفاع متواصل في نسب البطالة والفقر وأعداد العاطلين، يجري هذا کله في إيران حاليا، هذا البلد الذي کان سابقا يشکل واحدا من أکبر إقتصاديات المنطقة، يواجه اليوم خطر الإنهيار الاقتصادي والغريب إن ذلک يتزامن مع الخطر الماثل بالسقوط السياسي و إنهيار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ککل.
إيران التي تزخر بثروات معدنية و طبيعية و زراعية هائلة و تعوم علی بحار من البترول و الغاز، فإن شعبها و بسبب من السياسات الخاطئة و غير الحکيمة و غير المسؤولة التي ينتهجها النظام في إيران، يعاني من أوضاع وخيمة جدا وإن إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، قد إندلعت لسببين رئيسيين يتعلقان بسوء الاوضاع المعيشية و بتصاعد القمع بصورة إستثنائية، علما بأن هذا النظام وفي بداية تمکنه من الاخذ بزمام الامور في الثورة الايرانية و جعلها تبدو برداء ديني بحت، زعم بأنه سيکون نصيرا للمحرومين و المستضعفين، لکن الذي صار واضحا ليس للشعب الايراني فقط وانما للعالم کله، هو إن هذا النظام هو أکبر عدو للمحرومين و الفقراء، خصوصا بعد أن تکدست معظم ثروات البلاد في دوائر النظام الضيقة، والانکی من ذلک إن هذا الايکتفي بإقار و تجويع شعبه فقط وانما شعوب المنطقة أيضا بسبب إشعاله لنيران الحروب و المواجهات الطائفية في بلدان المنطقة و التي تطحن بصورة خاصة فقراء و محرومي هذه البلدان.
إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، التي کانت بمثابة إعلان حربا شعبية ضد النظام لايمکن أن يهدأ لها قرار إلا بعد إسقاطه خصوصا بعد أن أصبحت منظمة مجاهدي خلق قائدة للإنتفاضة، حيث أکدت رفضها القاطع و الصارم لجناحي النظام عندما هتف بشعاري”الموت لخامنئي”و”الموت لروحاني”، فإنه قد حدد دوائر النار ضد عقارب النظام التي تنهش به منذ 38 عاما دونما رحمة أو رأفة، وإن هذه الانتفاضة التي إمتدت لتشمل أکثر من 142 مدينة تهتف جميعها بالموت لأصل و اساس النظام أي المرشد الاعلی للنظام و لروحاني، لو کانت قد جرت في أي بلد آخر غير إيران لکان النظام أو الحکومة القائمة قد تخلت عن الحکم و أذعنت للشعب المنتفض ضدها، لکن هذا النظام کما يبدو ليس قد رفض التخلي عن الحکم بل و بادر الی سجن اعداد کبيرة من المنتفضين حيث قضی منهم 11 فردا تحت التعذيب، وهذه القسوة في مواجهة الانتفاضة حفزت الشعب للإندفاع أکثر وعدم التوقف عن تحرکاته الاحتجاجية، وإستمرار الزحف ضد دوائر العقارب المهيمنة عليه و جعلها محاصرة بنيران الانتفاضة و الثورة حتی اللحظة التي ستصبح أثرا بعد عين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة