الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيواشنطن بوست: لقد حان الوقت لحل الفوضی في سوريا

واشنطن بوست: لقد حان الوقت لحل الفوضی في سوريا

0Shares

 

نشرت صحيفة (واشنطن بوست) تقرير لها عن المشهد المعقد في سوريا وتشابک القوی المتداخلة علی الأرض، وأشار التقرير إلی أن هذه الحالة تشي بعواقب خطيرة إن لم يتم احتواء الأمر دبلوماسياً بعد قرب نجاح الحملة العسکرية علی تنظيم داعش.

الانزلاق أکثر تجاه الصراع
وأشارت الصحيفة أن يوم (الأربعاء) الماضي کان يوماً غريباً ومخيفا في سوريا، حتی وفقاً لمعايير الشرق الأوسط، ففي وقت مبکر من بعد الظهر، کان القادة العسکريون الأمريکيون، الذين يوشکون علی الانتصار علی تنظيم داعش يقفون عند نقطة مراقبة علی قمة التل، يشتکون من النيران التي تصوب إلی شرکائهم “قوات سوريا الديمقراطية/قسد” من قوة عسکرية تدعمها ترکيا، حليف الولايات المتحدة في “حلف شمال الأطلسي – الناتو”.

وتابعت، بعد ذلک ببضع ساعات، وعلی بعد 100 کيلومتر إلی الجنوب الشرقي، قامت القوات البرية الداعمة لنظام بشار الأسد بضرب مقر لمقاتلين من “قسد” وشرکائهم من قوات العمليات الخاصة الأمريکية، علی بعد خمسة أميال شرقي نهر الفرات بالقرب من حقول النفط السورية. رد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الهجوم بضربات جوية واستمرت المعارک طوال الليل، الأمر الذي يمکن أن يؤدي إلی تصعيد کبير للحرب، وفق الصحيفة.

وأضاف تقرير (واشنطن بوست) درس يوم (الأربعاء) يعني أن ساحة المعرکة وعلی کل الجبهات، مزدحمة جداً وأن الانزلاق الخطير يقترب أکثر تجاه صراع واسع النطاق، فأمريکا وترکيا کانتا تتحرکان ببطء شديد تجاه التصادم منذ أن قررت الولايات المتحدة تدمير تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل ثلاث سنوات ونصف.

حيث قررت الولايات المتحدة أن “السوريين الوحيدين القادرين علی القيام بهذه المهمة هم الأکراد الذين أطلقوا علی أنفسهم اسم قوات سوريا الديمقراطية”. الأمر الذي أغضب ترکيا، التي تری أن هذه المجموعة الکردية التي تتعاون معها الولايات المتحدة هي “إرهابية”. لکن مع ذلک، بحسب الصحيفة، لم تتمکن أنقرة أبداً من تقديم بديل موثوق لقهر تنظيم “الدولة”، لذلک استکملت الولايات المتحدة ما بدأت به.
عندما دخل الروس المعرکة في عام 2015، حاولت الولايات المتحدة إنشاء خطوط فض نزاع واضحة المعالم، وتری الصحيفة أن اتصالات من هذا النوع مع روسيا ضرورية الآن أکثر من أي وقت مضی.

خفض التصعيد مع ترکيا
في هذا الإطار، تساءلت “واشنطن بوست”، کيف يمکن للولايات المتحدة حل خيوط هذه الفوضی، لتتمکن من إنهاء مهمتها ضد “الدولة الإسلامية”؟.

وقالت “تحتاج أمريکا بسرعة إلی حوار وإلی خفض تصعيد مع ترکيا”، واستشهدت الصحيفة بقول الجنرال (بول فونک) قائد القوات الأميرکية في سوريا والعراق الذي حذر من أن الحملة ضد “الدولة” تمضي “ببطء وأن الهدوء هذا يمکن أن “يسمح لهؤلاء الناس بالفرار إلی ترکيا ثم إلی أوروبا” علی حد قوله.

کما شرح (فونک) في لقاء جمعه مع الصحفيين، وجهة النظر الأمريکية من تطورات الحرب الأخيرة، في نقطة عسکرية تديرها “قسد” وتبعد حوالي 65 کم غرب عفرين، والتي تشهد عمليات عسکرية منذ أواخر الشهر الماضي.

حيث شهدت المنطقة الذي تواجد بها (فونک) أعمال عسکرية سعت من خلالها القوات الأمريکية و”قسد” إلی تحطيم سيطرة “الدولة” علی شرقي سوريا حسب تعبير الصحيفة والتي أشارت إلی نهاية ما يمکن للقوة العسکرية تحقيقه وانه حان موعد العمل الدبلوماسي الذي يجب علی الولايات المتحدة القيام به.

وتری الصحيفة أنه من المشجع توجه مستشار الأمن القومي (هربرت مکماستر) لزيارة أنقرة في الأسبوع القادم لمعالجة الأزمة مع ترکيا، کفرصة للبدء في مناقشات هادئة يمکن أن تؤدي إلی مصالحة في نهاية المطاف بين المصالح الترکية والأمريکية.

ففي منبج، حيث تجول الصحفيون المدعوون، تتوضح مجريات المعرکة التي خاضتها الولايات المتحدة و”قسد” ضد “الدولة” وکيف تحول شکل المدينة بعد أن تم دحر التنظيم منها. حيث لاحظت “واشنطن بوست” عودة الناس للتسوق مرة أخری مع وجود مدرسة للفتيات والتي أفتحت أبوابها بعد سنين من اختبائهن من مقاتلي التنظيم.

مشهد معقد
وتحت هذا العنوان، أشارت “واشنطن بوست ” إلی أنه لا شيء في الشرق الأوسط يبدو تماماً کما هو إذ إن کل انتصار يفتح الباب أمام مشکلة جديدة، مع ذلک تری الصحيفة أنه لا يوجد عقبة لا يمکن التغلب عليها علی عکس ما تشير إليه اللهجة العدوانية الحالية.

ورسمت الصحيفة المشهد المعقد الذي تبلور يوم (الأربعاء) باالقول “فبينما کانت القوات المدعومة من ترکيا تطلق النار علی نقطة تفتيش تابعة لقسد اصطفت عشرات الشاحنات في طابور الانتظار للعبور من منبج إلی المنطقة الخاضعة لسيطرة ترکيا. في نفس الوقت، سمح النظام للمتظاهرين الأکراد بعبور أراضي النظام للوصول إلی عفرين. وفي وقت لاحق من اليوم، کانت القوات الموالية للنظام تهاجم الأکراد في أماکن أخری. وبينما، کان السياسيون الأتراک يعبرون عن غضبهم تجاه أمريکا، واصل الجيشان الترکي والأمريکي اتصالاتهما المنتظمة”.

وختمت الصحيفة قائلة “لقد کانت القوات الکردية شريکا شجاعا لأمريکا ولکنها أيضا شريکا غير ملائم. إن التخلي عنهم سيکون خطأ سيئا، ولکن سيکون من الخطأ أيضا السماح لهذا الصراع المتأجج بالاستمرار في التفاقم”، مضيفة “الجيش الأمريکي قام بعمله في سوريا. والآن حان الوقت للدبلوماسية الصلبة”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة