الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومانتفاضة إيران وانهيار الدعاية المضللة للمساومين

انتفاضة إيران وانهيار الدعاية المضللة للمساومين

0Shares

أبطلت انتفاضة الشعب الإيراني بسرعة الخرافات والدعاية المضللة من قبل المساومين مع نظام الملالي. يحاول أصحاب المساومة والتهاون مع النظام منذ سنوات من خلال دعاية واسعة النطاق أن يقدموا صورة غير واقعية تماما عن إيران والشعب الإيراني وذلک من أجل تبرير التعامل مع النظام. وعلی ضوء هذه الدعايات المضللة تمکن النظام من مواصلة القمع الداخلي وقتل معارضيه فضلا عن تصدير الإرهاب والحرب خارج البلاد. والواقع أن الشعب الإيراني والشعوب الأخری في الشرق الأوسط، بما في ذلک السوريون، دفعوا ثمن هذه الخرافات حتی الآن، لکن انتفاضة الشعب الإيراني تمکنت من إبطال هذه الدعاية بسرعة.

دعايات النظام تحت عنوان: المواطنون لا يسعون إلی ثورة
واحدة من حيل الجهاز الخاص المکلف باشاعة أکذوبة الحوار للنظام، وخاصة خلال عهد خامنئي، هو ترويج هذه الحيلة أن «المواطنون لا يبحثون عن ثورة». لقد قاموا في البداية في مسرحية سخيفة للمهرجين بتصوير الثورة کأنها أعمال عنف، وأعطوا الحق الحصري للنظام في اللجوء إلی العنف دون حدود، ولا يقبل النقاش ومنعوا المواطنين من إسقاط النظام. في هذه المسرحية المخادعة من قبل الحکومة، لعب ما يسمی الاصلاحيون الحکوميون وبعض المدافعين عن حقوقهم في الخارج، دورا بارزا. وفي تاريخ نظام ولاية الفقيه، رأينا آلاف التحليلات القصيرة والطويلة الأجل لرفض الثورة الهادفة لإسقاط النظام الإيراني. وعلی هذا الأساس، قالوا إن موئل التغيير داخل الحکومة وليس خارجها.
إن صرخة الطبقات المحرومة ودعاة الحرية لإيران في حوالي 150 مدينة جرفت هذه المسرحية الخطابية السخيفة ووضع الثورة أمام أعين الجميع، وأوصل الشعب الإيراني صوت الثورة إلی سماع خامنئي. وأظهرت جماهير الشعب أن الصراع بين الجماهير وبين النظام بأسره وعلی رأسه الولي الفقيه مرکز ثقل التحول. إن الشعار العميق والصريح  «أيها الإصلاحي، وأيها الأصولي، انتهت اللعبة» أکد أن الحل هو من خارج الحکومة وضد النظام بأکمله. وهذا هو السبب في أن الحرسي المحنک حميد رضا جلايي بور وصف المواطنين المنتفضين بأنهم «نسور تطالب بإسقاط النظام».
عوام الناس المدافع عن الحکومة
وقال منظرو ولاية الفقيه وبعض المنظرين السطحية أن عوام الناس لم يکن واعيا وهو من يشکل رکائز الحکومة. واستخدموا مصطلح «عوام الناس» بشأن الناس الفقراء.
وکتبوا أن أحمدي نجاد له القاعدة  في الشرائح الفقيرة وأن الهيمنة الدينية علی عوام الناس قادتهم إلی دعم السلطة الحاکمة. لقد شجعوا علی أن الحرکة العفوية  لعوام الناس خطيرة ومبطنة بمغامرات ، وهذا هو الحق الحصري للنخب والخواص أن يتخذوا قرارا للمجتمع.. ومن خلال الجمع بين الاحتجاجات الحکومية الإلزامية وکوميديا والتهريج السياسي في الحملات الانتخابية، لوکالات الأمن کانوا يستنتجون بأن عامة السکان في المجتمع الإيراني يفتقرون إلی القدرة علی التحول.
إلا أن الناس المحرومين والفقراء في إيران، جعلوا أنفسهم في قلب التحول في انتفاضتهم الأخيرة، بشعاراتهم العميقة وجعلوا جميع منظري الحکومة وهوامش الحکومة وجميع لوبيات النظام في العالم مصابين بالصدمة.
ومن الأمثلة البارزة علی انتفاضة الفقراء والجياع والمنهوبة أموالهم والتحرريين الإيرانيين أنه خلال ما يقرب من 500 حرکة احتجاجية في الشارع، لم يتعرض حتی متجر واحد للأغذية أو الملابس لهجوم، وهو أمر شائع في الحرکات الأوروبية الفقيرة. لقد أعلن الشعب، أو علی حد قول الإصلاحيين المزيفين «عوام الناس»،  أن النظام هو من نهب البلاد واحتلها وقالوا: «سنستعيد إيران».
وقد أحبطت انتفاضة الجماهير المحرومة کل هذه النظريات الصادرة بأمر من الولي الفقيه.  وبطبيعة الحال، فإن انهيار هذه الخرافات والخدع والحيل کان بتکلفة کبيرة لما يقرب من أربعين عاما من حکم الجهل والجريمة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة