الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانأعدموا متظاهري ومحتجي الشوارع

أعدموا متظاهري ومحتجي الشوارع

0Shares


 
بقلم: المحامي عبدالمجيد محمد

 

في يوم الجمعة الموافق 2 فبراير / شباط، قال الملا أحمد خاتمي، أحد أئمة الجمعة الأکثر المحببین وأقربهم إلی خامنئي خلال صلاة الجمعة في طهران ‘إن المتظاهرين في الشوارع هم من الفئة الباغية وحکمهم الاعدام. وفي خطابه، الذي يعکس مواقف الخامنئي وآرائه إلی حد کبير، دعا نظام الملالي للاستفادة من موضوع ‘الغضب المقدس’ في مواجهة المتظاهرين.

کما طلب من المسؤول الحکوميين والقضائيين الی ‘التعامل بحسم’ مع المعترضين والمتظاهرين. وأضاف: ‘کل شخص يخرج علی الحاکم العادل الاسلامي في الشوارع هو من البغاة وحکم الباغي في فقهنا هو الاعدام ويجب مواجهة مفتعلي اعمال الشعب سواءا کانوا طالبا أو طلابا دينيين… وکما يجب مواجهة قادة اعمال الشغب بکل غضب والتعامل معهم بشکل حاسم وقاطع .. (وکالة أنباء فارس التابعة لقوات الحرس -3 فبراير).

الملا أحمد خاتمي، الذي بدا خائفا جدا من انتشار واستمرار الاحتجاجات الشعبية، والذي نعت علي خامنئي هذا الولي الفقيه السفاح والمتعطش للدماء ‘بالحاکم العادل الإسلامي’ في حين أن جميع فئات الشعب الإيراني قد رفعوا صراخهم من جرائم وفساد ونهب وسرقة ثروات الشعب الإيراني من قبل خامنئي، واستهدف شعارهم الرئيسي في مظاهرات الـ 40 يوم الأخيرة في إيران شخص الخامنئي نفسه.

وفي وقت سابق، في 9 يناير / کانون الثاني، تحدث خامنئي مع مجموعة من رجال الدين والمنتقين من مدينة قم، وأشار بوضوح إلی عدم رضا الناس، قائلا إن الشعب له الحق في المطالبة، ومن أجل ذلک يتجمعون أمام المراکز الحکومية بما في ذلک أمام مجلس النواب ويجب الاستماع الی مطالبهم المحقة ولکن موضوع توجيه وتنظيم المظاهرات في الشوارع هي مسألة اخری حيث قال خامنئي ان موضوع تنظيم المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة هي مسئلة مرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق.

وبناءا علی أن الخامنئي بعد شهر أصدر حکم الاعدام عن طريق دميته من علی منبر صلاة الجمعة فإنه بذلک أظهر مدی إجرامه وقساوتة وتعطشه للدماء.

هذه طريقة عمل الخامنئي تذکرنا بطريقة عمل الخميني في عام 1981 میلادي حيث نعت مجاهدي خلق بصفة البغاة والطغاة وقام منفذي حکم الخميني باعدام المجاهدين المعتقلين في مجموعات تتألف من 200 و 300 شخص لیلا.
لذا يريد خامنئي أن يکرر نفس السيناريو. إن حکم الولي الفقيه المستبد الحاکم في إيران، لا علاقة له لا بالإسلام ولا بالقرآن، ويذکرنا فقط بالحکام المستبدين والظالمين الذين مروا في التاريخ الإيراني. ولذلک فإن تسمية هذا الولي الفقيه المستبد والداعم للارهاب بالحاکم العادل لاتملک أي اثر يذکر في المعادلات السياسية والاجتماعية الحالية في إيران وإن مسئلة اسقاط النظام في إيران لن تتغير ابدا.

طبقات مختلفة من الشعب الإيراني قد لمست جرائم وقمع هذا النظام بشحمها ولحمها ولهذا السبب جاءوا إلی الشوارع في 28 ديسمبر / کانون الأول العام الماضي، بسبب يأسهم من هذا النظام المجرم مصممين علی دفع أي ثمن من اجل النزول الی الشوارع، وسوف تستمر هذه الاحتجاجات والتظاهرات.

الشعب المنتفض لا يخشی تهديدات الولي الفقيه واتباعه ودماه ومطلب الشعب المنتفض هو رفض نظام الولي الفقيه بکافة ارکانه وشعار الشعب المنتفض في 142مدينة هو الموت للدکتاتور والموت لخامنئي والموت لروحاني
ولذلک، فإن إصدار حکم الإعدام من منبر صلاة الجمعة هو رد فعل من الولي الفقيه ضد المتظاهرين، ردة فعل جاءت علی لسان الملا أحمد خاتمي. هذه هي الطريقة التي ابتدعها الخميني واستمر باتباعها الخامنئي نفسه.

الخميني، عندما کان علی قيد الحياة، ولم يکن يريد أن يعبر عن کلمات خارج نطاقه القضائي، کان يعلنها من منبر صلاة الجمعة، عن طريق الخامنئي هذا نفسه، الذي کان يومها إمام جمعة طهران، وکان يرسل مجموعات البطلجيين المرتزقة لقمع المنتفضين الغير راضيين علی حکمه الی الشوارع .

إن المقاومة الإيرانية کانت دائما تقول وتکرر أن نظام الفاشية الدينية الحاکم في إيران بسبب الأزمات الداخلية المتعددة وعدم القدرة علی الاستجابة للمطالب المحقة للشعب الإيراني، لم يستخدم عقوبة الإعدام کعقاب بل کوسيلة للبقاء واستمرار حکمه، ومن المستحيل تماما أن يتخلی عن هذا السلاح. لأن جميع العناصر الأساسية لهذا النظام تعرف أن التخلي عن سلاح الإعدام يعني نهاية هذا النظام.

وقد أظهرت المظاهرات الضخمة التي وقعت في الشهر الماضي تحت القمع والاضطهاد الشديدين أن عهد اطلاق العربدة والقتل والتهديد من قبل هذا النظام قد وصل لنهايته.

وإن کل الطبقات المحرومة والمظلومة في المجتمع الإيراني قد عقدت العزم علی اسقاط الفاشية الدينية الحاکمة في إيران وسيسقط نظام الولي الفقيه القمعي مع کل عصاباته ومرتزقته وسيتخلص الشعب الإيراني والمنطقة والعالم من شروره الی الأبد.

المحامي عبد المجيد محمد
کاتب في الشان الإيراني

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة