الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالمقاومة الإيرانية.. نبض الشعب الثائر

المقاومة الإيرانية.. نبض الشعب الثائر

0Shares

بقلم:د.سفيان عباس التکريتي

 

المقاومة الإيرانية بقيادة منظمة مجاهدي خلق تمثل کل الإيرانيين بکل مکوناتهم العرقية والدينية والمذهبية والإثنية، وإن فلسفتها الإستراتيجية منذ تأسيسها أوسط ستينات القرن الماضي تتکئ علی أن إيران والشعب الإيراني الحر بکل أطيافه أولا، ولم تنظر من زاوية القضايا العرقية فهي لديها منظار المساواة بين أبناء الشعب وتحقيق العدل ومنح الحقوق الدستورية لکل الأقليات وليست لديها مفاضلة لأي مکون.
فإن المجلس الوطني والبرلمان الذي تأسس في المنفی من خمس مئة وثلاثين شخصا يمثلون أطياف الشعب الإيراني من أهوازيين وبلوش وأذريين وأکراد وفرس ومسيح ويهود وباقي القوميات والأقليات المتآخية الأخری، وإن فلسفة قيادتها المتمثلة بالمجاهدين الکبيرين مسعود رجوي ومريم رجوي؛ أن الشعب الإيراني وحدة واحدة لا مفاضلة لأحد أيا کانت مرجعيته الدينية أو المذهبية أو القومية، فالجميع متساوون أمام القانون وينعمون بالحقوق السياسية والدستورية کأسنان المشط، وأعتقد جازما أن الشعب الإيراني العريق يدرک هذه المسلمات المبدئية في أخلاقيات منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وجسدت المقاومة الإيرانية هذه المثل والقيم الوطنية في سيکولوجية الشعب الإيراني عبر کفاحها ضد الأنظمة الدکتاتورية للعهدين المشؤومين الشاهنشاي والرجعي المتخلف، هذان النظامان أحدثا شرخا عميقا في الجدار المجتمعي الإيراني من خلال تبنيهما أيديولوجية فرق تسد، ولکن الشعب کان أکثر وعيا ولم يتلفت إلی تلک السياسات العقيمة التي اضطهدت الأقليات العرقية لمسوغات مذهبية.
ولهذا عمدت المقاومة الإيرانية إلی تعزيز اللحمة الوطنية ورص الصفوف من أجل إسقاط نظام الفاشية الدينية الفاسدة في الثورة المبارکة التي شارک فيها کل الشعب بکل مکوناته المضطهدة بما فيهم الفرس.
لقد مضی علی الثورة أکثر من شهر بقيادة المقاومة الإيرانية حققت من خلالها مکاسب عظيمة علی المستويين الداخلي والخارجي بعد أن تيقن الشعب المظلوم من أن أزلام النظام عبارة عن عصابة أغرقت إيران والمنطقة ببحر من الدماء، والنظام الإرهابي هو الخاسر الأکبر حين دأب علی دعم المنظمات الإرهابية علی الساحتين الإقليمية والدولية من قوته وثرواته القومية حتی أوصله إلی حد الفقر والجوع. إن الثورة العارمة التي تشهدها الساحة الإيرانية انبثقت من رحم معاناة الشعب الذي أذله النظام شر إذلال وفرق لحمته المتجانسة منذ ملايين السنين کما فعل في المنطقة العربية. ولکن المقاومة الإيرانية کان لها رأي آخر في لمّ شمل الشعب الذي لم يعرف الفرقة بين صفوفه لأي مسوغات کانت فهو يختلف تماما عن الشعوب العربية والإسلامية الأخری حين اعتاد علی وحدة الصف الوطني وقد قارع أعتی الأنظمة المستبدة استنادا إلی هذه المقومات الخلاقة في نهجه الکفاحي لنيل حريته وتحرره من قبضة الطغاة. فالفضل يعود إلی المقاومة الإيرانية بقيادة منظمة مجاهدي التي وحدته بعيدا عن کل أشکال الفرقة والتمييز.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة