السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعام التغيرات الإيرانية

عام التغيرات الإيرانية

0Shares

 

السياسة الکويتية
7/2/2018

بقلم:أحمد عبد العزيز الجارالله

بات جليا أن نظام الملالي دخل مرحلة الاحتضار بعد عودة التظاهرات الی شوارع المدن، وإحراق مقرات للـ«باسيج»، فيما الأزمة المعيشية تزداد حدة، ويتعاظم الرفض الشعبي لإنفاق مليارات الدولارات علی مشروع «تصدير الثورة» الذي کلف الايرانيين ثروات هائلة کان يمکن أن تشکل حافزا لتنشيط اقتصادهم وامتصاص حالة الغضب جراء الجوع والبطالة، لو ان النظام رکز علی تنمية الداخل بدلا من تصدير الشر إلی الخارج، ما جلب عليه الحصار دوليا، والنقمة الشعبية داخليا.
لا أحد ينکر أن للوضع الإيراني الحالي تأثيره الکبير علی المنطقة، ولا شک انه سيؤدي الی تغيرات في الخريطة السياسية، أقلها تراجع التأييد المذهبي للسياسة الملالوية بعد اکتشاف غالبية الشيعة العرب أن الهدف الأساسي من مشروع طهران هو تفريس الاقليم، عبر تغيير هويته الثقافية، وفي ذلک يتساوی السنة والشيعة، لأن التهديد يمس قوميتهم، وليست هناک مفاضلة بين هذا وذاک، لأن الجميع مهدد بالمقصلة الايرانية، وليس رفع الظلم عن أحد کما يزعم قادة النظام الطاووسي.
ما جری في الأسابيع الماضية في إيران بدأت تظهر نتائجه في لبنان، حيث يتسع التمرد علی املاءات «حزب الله» وتتراجع لهجة حسن نصرالله بوصفه المتحدث الرسمي باسم نظام الملالي الذي کان يصدر بلاغات نيابة عن عملاء طهران في صنعاء وبغداد، ويتوعد المنامة، وکأنه زعيم تلک الدول، متناسيا ان عدم رغبة اللبنانيين في العودة إلی الحرب الأهلية سمحت له بأن يکون بوقا ايرانيا، لکن بعد تماديه بدأ اللبنانيون في السعي إلی إعادته لحجمه الطبيعي، أي نزيل سرداب في الضاحية الجنوبية الناقمة أيضا علی عصاباته.
بعد القضاء علی غالبية عناصر «داعش» أيضا بدأت بغداد تتحرر من وطأة النظام الايراني وعصاباته، عبر سلسلة إجراءات للقضاء علی الفساد الذي استشری بدعم من قادة الحرس الثوري الإيراني، فيما في اليمن تکشفت نتائج الانتفاضة الشعبية الإيرانية من خلال تراجع ميليشيات الحوثي عن مساحات واسعة من المناطق تحت ضغط الجيش والمقاومة الوطنيين ودعم التحالف العربي لهما، حتی باتت المواجهات علی اطراف صنعاء وصعدة، حيث المعقل الأساسي للحوثيين، وکل هذا بسبب تراجع الدعم المالي والعتاد الايراني لهذه العصابات الساعية الی تشکيل رأس حربة مسمومة في الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية.
صحيح ان الدول تحتاج إلی عقود کي تشيخ اذا لم تتغير، لکن الصحيح ايضا ان نظاما کالنظام الايراني ينطح الصخر منذ 39 عاما ليثبت انه قادر علی تحدي العالم لا يحتاج أکثر من کسر حاجز الخوف حتی ينهار بيت الرمل هذا، فکيف إذا کانت موجة الغضب الشعبي عالية في عدد من المدن الإيرانية حيث تتجدد المظاهرات يوميا ضد الطغمة الحاکمة؟


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة