الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانهکذا تُفشل المعارضة محاولات النظام الإيراني لقمع الاحتجاجات

هکذا تُفشل المعارضة محاولات النظام الإيراني لقمع الاحتجاجات

0Shares
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط اللندنية
بيروت: تمارا جمال الدين
 
 
أصبح من الواضح للجميع ان المعارضة الإيرانية لن تهدأ قبل ان تحقق مطالبها الداعية لکبح الفقر والظلم ومحاربة الفساد المستشري في البلاد. وبدی هذا الأمر جليا بعد إنطلاق “الموجة الثانية” من الاحتجاجات ضد نظام الملالي الأسبوع الماضي.
ونفذت شرائح مختلفة في إيران، أمس (الاثنين) احتجاجات واسعة في مدن ايرانية عدة، أبرزها “تبريز” و”رضوان شهر” و”خرم آباد” و “زيرآب مازندران”.
وفي ظل اشتداد عاصفة الغضب التي تشهدها الساحات الإيرانية، يحاول المعارضون التمسک بموقفهم ومواجهة کل اساليب النظام القمعية لوفق الاحتجاجات وإسکات المتمردين.

 

-أساليب النظام القمعية
عادة، يلجأ نظام الملالي الی طريقتين ليتعامل مع المتظاهرين، بحسب مصادر من منظمات إيرانية معارضة.
الطريقة الأولی هي عبر “القمع والاضطهاد باستعمال قوات الحرس والأمن الداخلي وعناصر الاستخبارات في عمليات الاعتقال ونشر مناخ الرعب والخوف في اوساط الشعب الايراني،” کما وصفها المعارضون.
أما الطريقة الثانية، فتترجم عبر “سعي النظام لاطفاء الانتفاضة مع العنصر السياسي لأول، أي القمع”.
ويتابع العالم بشکل يومي عمليات القمع والاضطهاد التي يستخدمها النظام، لإخماد نيران الانتفاضة المستعرة. ومن أبرز أمثال هذه الممارسات، الاعتقالات الشبه يومية للمعارضين وزج الآلاف في السجون الإيرانية منذ بداية الاحتجاجات.
أيضا، يقوم النظام بتعذيب المعتقلين بکل الوسائل اللا إنسانية. فوفقا لتقارير النظام، قتل حتی الآن 14 شخصا في سجون النظام الايراني. وبدلا عن الاعتراف بهذه المسألة، اتهمهم بأنهم قد انتحروا أو فقدوا أرواحهم بسبب تعاطي المخدرات.
وکتب عضو شوری النظام “محمود صادقي “عن محافظة طهران في حسابه علی موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” بهذا الشأن قائلا: “وفقا لأقارب أحد المعتقلين الذي توفي في السجن، قال الشاب في عدة اتصالات مع عائلته إن المسؤولين أجبروه هو وغيره من المعتقلين علی تناول حبوب تسببت بتدهور حالتهم الصحية.”

 

-خطة المعارضة
ولمواجهة الأساليب المعتمدة من قبل النظام، قام المعارضون بمحاولة الاستفادة من هذه الطرق بما يخدم مصلحتهم.
ومن بين هذه المحاولات، التحرکات الشعبية الداعية لإطلاق سراح السجناء السياسيين، وتحويل القضية الی مطلب شعبي للإيرانيين، ودولي للمعنيين بحقوق الإنسان، وفقاً لمصادر المعارضة الإيرانية.
وتضيف المصادر، أن فضاء ومساحة المجتمع الايراني اختلفت اليوم، فالشباب علی وجه الخصوص يبتکرون طرقا لمواجهة القوات القمعية في العديد من الأماکن. ومن بين هذه الوسائل، حرق مکاتب تابعة لرجال دين موالين للملالي، ومراکز لقوات الباسيج، وتجنيد أشخاص منشقين عن النظام ومنحهم مهاما عسکرية وتخطيطية واسعة.

 

-التوسع الخارجي
أيضا، تعتبر نشاطات المقاومة الإيرانية الواسعة خارج حدود إيران، خطوة مهمة في نشر مشاکل الشعب الإيراني وفضح النظام أمام المجتمع الدولي والرأي العام. وهذا ما تقوم به بشکل خاص منظمة مجاهدي خلق وزعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي. فنظمت المقاومة مظاهرات عدة في عواصم عالمية تنديدا بممارسات النظام الإيراني، کما التقت رجوي مع اعضاء البرلمان الاوروبي في بروکسل، وعقدت اجتماع “الإيرانيين الأحرار” في مقر الأمم المتحدة في جنيف بهدف تقييد أذرع النظام وإيجاد حلول لوقف القمع الذي تمارسه أجهزته بالکامل.
وأکدت عدة تقارير ان هذه الخطوات تمکنت من صدم النظام، لأنه لا يستطيع ان يعيش بمعزل عن المجتمع الدولي، خاصة من الناحية الاقتصادية.

 

-کشف “لوبي متنقل”
ويقول مصدر ايراني معارض مطلع لـ”الشرق الأوسط”، ان النظام يحاول استخدام “لوبي متنقل” لمواجهة خطوات المعارضة الواسعة لإسقاطه. ويضيف: ” قام النظام بوضع آثار الانتفاضة بإيطار التشکيک بمستقبلها، فتقوم هذه الجماعات بالاعتراف بأن النظام ظالم، ولکنها تطرح اشکالية “ما بعد النظام”: هل ستصبح إيران مثل سوريا أو العراق؟”
وأوضح المصدر ان ما لا يفهمه هؤلاء هو ان ترکيبة ايران الاجتماعية ليست مشابهة لسوريا والعراق، حيث أن نسيج المجتمع الايراني لايمتلک تقسيمات دينية أو طائفية قومية.
وتابع: “ففي ايران، الحديث لا يدور حول عدد الشيعة مقابل السنة أو عدد العلويين مقابل السنة أو حول موضوع التقسيمات العرقية ابدا، بل يقف کافة اطياف الشعب في مواجهة کافة ارکان هذا النظام والموالين له. فمعرکة المرحلة الانتقالية لن تکون محور قتال داخلي بين الشعب أبدا”.
ويعد الترويج لهذه السيناريوهات خاصة في الخارج، تحاول المعارضة نشر التوعية السياسية عبر حملاتها علی وسائل التواصل الاجتماعي ومؤتمراتها العالمية الموسعة.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة