الثلاثاء, أبريل 16, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانماذا يجب العمل في موضوع دعم الشعب الإيراني؟

ماذا يجب العمل في موضوع دعم الشعب الإيراني؟

0Shares


بنوآدم جسد واحد

إلی عنصر واحد عائد

إذا مس عضوا أليم السقام

فسائر أعضائه لا تنام

 

(الشاعر سعدي الشيرازي)

 

 

بقلم:عبدالرحمن مهابادي

 


الآن أمام أعين شعوب العالم کلها، يکافح الشعب الإيراني للتحرر من براثن الدکتاتورية الدينية التي تحکم بلدهم، وقد عقد العزم علی تقويضها وإسقاطها.

وهم بعد عبورهم خطوة “يجب” في هذا المسير يتجهون بشکل مباشر نحوخطوة “القدرة ونستطيع ” لأن لديهم مقاومة منظمة وذات خبرة ومتجذرة تقف خلفهم وتدعمهم. وقد صمموا في هذه المرة علی اتخاذ خطواتهم النهائية من أجل إسقاط الدکتاتور وبدؤوا في ذالک فعلا في نهاية عام 2017. فهم قد ضاقوا ذرعا من طغيان الدکتاتور، ووصل بهم السيل الزبی. فهم ليسوا فقط محرومين من الحياة الحرة، بل أوصلهم الجوع الی حد نری فيه کل يوم عددا من الناس يقدمون علی قتل انفسهم واولادهم وبيع أعضاء جسدهم بأبخس الاثمان في معرض الاسواق. کثير من الناس يعملون بجد في اعمال متعبة ومضنية جدا وکثير من الناس يفقدون صحتهم إلی الأبد في مثل هذه الأعمال الشاقة. وهناک العديد من ممتلکاتهم التي نهبت من قبل العصابات الحکومية وکما يقتل عدد کبير منهم علی يد قوات الحرس التابعة للنظام بشکل يومي.

هذه المرة جاء الشعب الايراني إلی الميدان لإنهاء قمع وظلم الديکتاتورية إلی الأبد. علی الرغم من سوء أوضاعهم المعيشية. شعارهم الرئيسي کان الإطاحة بالدکتاتور. هتفوا في الانتفاضة الأخيرة: “الموت للديکتاتور، الموت لخامنئي، الموت لروحاني”. وقد تعلموا من التجارب السابقة أنه لا يوجد أي اصلاحي اوجناح اصلاحي في هذا النظام. والاصلاحي المخادع کان عبارة عن وهم عاشوه. ولقد فهموا جيدا أن الإصلاحيين الزائفين في هذا النظام خدموا بقاء الديکتاتورية الحاکمة أکثر من الأصوليين أنفسهم. لقد منعوا الناس من الحرکة ايضا، وهم علی حد سواء مؤسسون ومنفذون لتصدير التطرف والإرهاب، والإعدام والتعذيب ونهب ممتلکات الشعب، فضلا عن العقل المدبر للقنبلة النووية ومنتجوها، خدعوا المجتمع العالمي ووفقوا إلی جانب نظام الملالي علی مدی السنوات الماضية.

والسؤال المطروح الآن هوما يجب القيام به لدعم الشعب الإيراني وما هو واجب الآخرين، سواء الإيرانيين خارح البلاد أوشعوب وحکومات البلدان الأخری؟

الإيرانيون الذين ينبض قلبهم لوطنهم ومشتاقون الی تحرير شعبهم ووطنهم. والذين قد اجبروا خلافا لإرادتهم، علی مغادرة إيران التي تحتلها الدکتاتورية الدينية. اولئک الذين هم بالتأکيد في تناغم تام مع الشعب الايراني المتواجد في ساحة المعرکة ويطالبون بإسقاط نظام الفقيه. اولئک الذين يعرفون أنهم يقيمون بشکل مؤقت خارج إيران لن يترددوا أبدا في مساعدة الشعب داخل إيران للإطاحة بالنظام الإيراني. وهم يترصدون بفارغ الصبر اي فرصة لمساعدة المنتفضين في مختلف مدن ايران ولهم مهمه واحد لا اکثر الا وهي “في کل ثانية يتنفسون بها يسعون الی المشي في طريق إسقاط الدکتاتور في ايران” وايصال صوت المنتفضين الايرانيين الی سائر انحاء العالم لتشجيع شعوب العالم ودولها وحکوماتها للوقوف علی واجبها الإنساني في دعم الشعب الإيراني. إن النهوض بانتفاضة وثورة الشعب الإيراني ضد الدکتاتورية الدينية الحاکمة سواءا داخل إيران أوخارج حدود إيران أمر لا غنی عنه ومرتبط ببعضه ارتباطا وثيقا، بحيث يرسم هذا الارتباط الوثيق لوحة مجيدة ومنتصرة من ثورة الشعب الايراني وهذا الامر يتجلی بکل وضوح ودون ترديد في المقاومة الايرانية ورئيستها المنتخبة السيدة مريم رجوي.

إن الأمر يتعلق بالشعوب والحکومات، ولا سيما شعوب الدول المجاورة وبلدان الشرق الأوسط، في مساعدة شعب إيران. وهذه ليست مهمة إنسانية فحسب، بل هي أيضا ضرورة لاستعادة الأمن والاستقرار إلی المنطقة والعالم. فاذا نظرنا الی تاريخ انتصار ونکسات الثورات في العالم فاننا سنجد ان دور شعوب وحکومات الدول الاخری کان له تاثير بارز في انتصار او انکسار ثورات البلد نفسه. علی سبيل المثال، تواطؤ متبعي سياسات التماشي والتهدئه مع نظام ايران ومساعدة ودعم الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة اوباما للنظام المعادي للإنسانية الحاکم في إيران أدی الی عدم وصول الانتفاضة للعارمة لأهالي طهران في عام 2009 لأي نتيجة تذکر بل وأدامت في العمر الغير مشروع لهذا النظام نفسه.

وليس خافيا علی أحد أن بنک الإرهاب العالمي والراعي الرئيسي للإرهاب في العالم هوالنظام الديکتاتوري لولاية الفقيه الحاکم علی إيران. ولولم يکن هذا النظام موجودا، فإن الإرهاب لن يتجاوز وجوده شکل الجماعات الإرهابية الصغيرة. ولولم يکن هذا النظام موجودا، لکان مئات الآلاف من الناس في إيران وسوريا والعراق و… الی جانبنا الان. ومع ذلک، لولم يکن هذا النظام موجودا لما رأينا أخبار عشرات الملايين من النازحين في العالم. ولولم يکن هذا النظام موجودا، فمن المؤکد أنه لن يکون هناک جماعات إرهابية مثل القاعدة وطالبان وداعش وما إلی ذلک، ولما کان لهذا النظام اي تواجد خارجي يفرض وضعا مؤلما علی المجتمع الدولي.

لذلک، يمکن استنتاج أن أي شخص وأي تيار وکل شعب وکل دولة وحکومة يمکن أن تلعب دورا في دعم الشعب الإيراني. دور انساني وحاسم وضروري لمنع استمرار عمليات القتل وإنقاذ المجتمع البشري المعاصر من تهديدات “أسوأ ديکتاتورية في العالم”،أي النظام الحاکم في إيران.

حکومات الدول تستطيع عن طريق ادانة إجراءات النظام الإيراني ضد المنتفضين الإيرانيين، الضغط بذلک علی هذا النظام لإطلاق سراح السجناء، ولا سيما معتقلي الانتفاضة الاخيرة، دون قيد أوشرط. والذين يواجهون الآن تهديدا بالمجازر بحقهم، مجازر يسعی النظام من خلالها إلی منع واقتلاع الانتفاضة عن طرق قتلهم.

ويمکن للحکومات أن تشترط استمرار علاقاتها مع النظام بإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين مؤخرا في إيران. ويمکنها أيضا أن تدعو إلی إنشاء لجنة تحقيق دولية معنية بانتهاکات حقوق الإنسان في إيران تحت حکم الملالي. يمکن للحکومات أن تتخذ خطوة نوعية في دعم الشعب الإيراني بمبادرتها للاعتراف بالمقاومة الإيرانية بشکل رسمي.

قطاعات وشرائح مختلفة من شعوب سائر بلدان العالم الاخری، والتي هي في الواقع حجر الأساس في هذا الدعم يمکن أن تطلب من حکوماتها ان تقف إلی جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل نيل الحرية.

 

کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة