الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالدماء التي ستصنع فجرا جديدا

الدماء التي ستصنع فجرا جديدا

0Shares


بقلم:غيداء العالم


لايمر يوم علی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إلا و يجد نفسه أمام تحرکات و نشاطات إحتجاجية متزايدة بصورة ملفتة للنظر، وليس هناک مايدعو للتساؤل و الاستغراب بشأن ذلک، حيث إن کل الظروف و العوامل متوفرة متوفرة و مهيأة بصورة کاملة لمختلف شرائح الشعب الايراني کي يعلن عن إحتجاجاته و غضبه و سخطه علی النظام القمعي خصوصا بعد إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، التي کانت أشبه بزلزال هز النظام بعنف بالغ.

هذا النظام الذي يقوم بصرف المليارات من أموال الشعب الايراني علی تعزيز ترسانته العسکرية و تقوية جهاز الحرس الثوري الارهابي و کذلک أجهزته الامنية و الاستخبارية الی جانب صرفه مبالغ أخری طائلة علی الاحزاب و المنظمات العميلة التابعة له في سوريا و لبنان و اليمن و العراق، من الطبيعي جدا أن لايبقی لديه ما يفي و يسد به إحتياجات الشعب الايراني کما إنه من المنتظر و المتوقع جدا في ظل هکذا حالة أن تزداد أوضاع الشعب الايراني وخامة و سوءا عاما بعد عام، وليس من سبيل أمام الشعب الايراني سوی الاعلان عن تحرکاته و نشاطاته الاحتجاجية التي لازالت مستمرة علی قدم وساق بعد الانتفاضة.

المعروف و الشائع عن النظام الايراني هو إستخدامه الکذب و التمويه و الخداع بشأن الاوضاع القائمة، فعندما يتحدث عن الاوضاع السيئة فإنه يعمد الی التقليل و التهوين من ذلک و تجاهل الکثير من الامور الهامة، ومن هنا، فعندما يزور وفد مکون من 11 عضوا من البرلمان الايراني سجن ” إيفين” في طهران، للتحقق من تفاصيل تعذيب ومقتل متظاهرين اعتقلوا خلال الانتفاضة الاخيرة ويقول اللهيار ملکشاهی، رئيس اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني لوکالة أنباء “خانه ملت” التابعة للبرلمان، إنه من خلال الزيارة التي تمت الثلاثاء الماضي، إلی سجن “إيفين” تبين أن هناک 4 معتقلين مازالوا قيد الاحتجاز، بينما تم الإفراج عن باقي المعتقلين جميعا”! هذا الکلام الذي دحضته منظمات حقوقية و نشطاء إيرانيون و شککوا بتلک الارقام إذ أکدت إحصائيات حقوقية أن عدد المعتقلين الذين ماتوا في السجون تجاوز الـ10أشخاص، وإن هؤلاء الذين قتلهم النظام و موه علی عملية قتلهم سيعلم آجلا أم آجلا کيف إن دمائهم ستصنع فجرا جديدا لإيران.

هذا النظام الذي يهدر أموال الشعب الايراني علی سياساته و نهجه القمعي المشبوه، ويصر علی مواصلة هذا النهج و التمسک به ولاسيما في معاداة قيم الحرية و حقوق الانسان و الوقوف بوجه القوی الثورية الوطنية الانسانية نظير منظمة مجاهدي خلق و ملاحقتها و السعي لإلحاق الاضرار بها حتی خارج إيران، لم يعد هناک من شک بأن إيران برمتها تغلي بتحرکات رفض النظام و الاحتجاجات ضده، وهي حقيقة بات النظام و أجهزته القمعية يدرکها جيدا و يسعی بطرق مختلفة من أجل العمل للوقوف ضدها و إيجاد السبل الکفيلة بإمتصاصها و الالتفاف عليها کما فعل مع إنتفاضة عام 2009، لکن المشکلة التي يتجاهلها النظام هي إن عام 2018 هو غير عام 2009، وإن کل الامور قد تغيرت و لم تعد الاوضاع تخدمه کما کان الحال في 2009، بل وإن کل الظروف و الاوضاع مهيأة لکي تتطور هذا الاحتجاجات الشعبية أکثر فأکثر لتضع نهاية للنظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة