الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانکلمة المرور للانتفاضة الهادفة لإسقاط نظام ولایة الفقیه

کلمة المرور للانتفاضة الهادفة لإسقاط نظام ولایة الفقیه

0Shares


الوعي ضد الدکتاتورية والعزم علی الهدف الأصلي للانتفاضة

 

 

بقلم:عبدالرحمن مهابادي

 


بعد أن خطت انتفاضة الشعب الإیراني خطوتها الأولی في مسيرتها واستعدت لخوض خطواتها اللاحقة سعی النظام وعملائه ولوبياته في خارج إیران للوقوف باي شکل کان في وجه توسع الانتفاضة الإیرانية.
يبدومن النظرة الأولی أن النظام الدکتاتوري الحاکم في إیران من أجل لجم وتقييد الاوضاع المضطربة وقمع الانتفاضة الإیرانية العارمة قام بطرح سناريوالمؤامرة واتباع اساليب الکذب والمراوغة والعمل علی تعزيزها حتی يستطيع العمل بطرق مختلفة وقد جند من اجلها اجهزته الاستخباراتية.
هذا الاجراء الذي اقدم النظام علی البدء به وزاد کل يوم لحاضنته وتسابق علی مساعدته ونجدته الداعمون الخفيون للنظام ( أصحاب سياسات المماشاة والاسترضاء الغربيين).
اجراءات النظام من اجل الهروب من سقوطه تملک مضمونا واحدا علی الجبهتين الداخلية والخارجية.  رموز النظام في کل من الجبهتين خروا خائفين من رعب السقوط علی يد الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانية واهتزت أعمدة وأسس نظامهم.
وذالک لأن الانتفاضة الاخيرة التي بدأت في الايام الاخيرة من عام ٢٠١٧ تختلف کثيرا عن الانتفاضات السابقة.  وهذا التفاوت المميز لهذه الانتفاضة اعترف به رؤوس النظام وخبرائه ايضا.
سعيد حجاريان الذي هو أحد مؤسسي وزراة مخابرات النظام الحاکم وأحد اعمدته اعترف في أحد مقالاته التي نشرت علی الصحيفة الحکومية “اعتماد” أن الانتفاضة تجاوزت روحاني وکل ارکان النظام.  الانتفاضة کما قال هو”مثل امواج البحر تتراجع قليلا الی الوراء لتعود وتضرب بشدة أکبر مرة اخری”.
الدکتاتورية الحاکمة في إیران واعتمادا علی مزاياها الدينية التي تمتلکها تستطيع ان تکيد الدسائس بألف شکل ولون في مسيرة هذه الانتفاضة والتي يمکن أن يکون بعضها رائعا وبراقا ولامعا وآخذا للالباب في شکلها الظاهري ويظهرها لنا جنبا إلی جنب مع مزيد القدرة والطاقة. ولکن کل هذه الدسائس تأتي من باب ضعف وخدع النظام والشعب الإیراني والمنتفضين الابطال لاتجري عليهم هذه الحيل ويستطيعون کشفها بسهولة وفي هذا الصدد فان مفتاح الإحياء والکلمه الکيميائية هي نفسها التصميم علی” اسقاط” النظام وعدم الابتعاد عنها ابدا لانه بالتمسک والثبات علی هذه المطالب المشروعة والأساسية نستطيع تحييد کل حيل وألاعيب النظام ووکلائه وعملائه لترتد عليهم هذه الحيل.
من الممکن ان يقولوا انه مع استمرار هذه الانتفاضة ستصبح إیران کسوريا اليوم اوان تصبح إیران الموحده إیرانستان مجزئة الی قطع متفرقة ومن الممکن ان يقولوا ان إیران ستصبح فريسة ولقمة سائغة للغرب والشرق اوان تتحول الی دولة ملحدة لا دينية وغير مسلمة وکافرة ومنافقة والممکن ان يقولوا ايضا ان إیران ستتخلف وترجع للوراء لمئات السنين وستغلق جميع ابواب المستقبل في وجه إیران والإیرانيين والممکن ان يقولوا ان الحظ السئ سيلاحق الشعب الفقير وابنائه. …والی آخره.  يجب ان لا ننسی ان کل هذا وغيره الکثير ما هو الا جزءا من سناريوهات وحيل النظام الدکتاتوري نفسها والتي يفعلها في الوقت الحالي ويعمل علی ترويجها من اجل الحفاظ علی بقائه.  کلمة المرور لاستمرار الانتفاضة الإیرانية هوالوقوف والثبات علی الهدف الاصلي لهذه الانتفاضة الا هواسقاط الدکتاتورية الحاکمة.
هم يريدون بدلا من قتل المتظاهرين الإیرانيین في الشوارع ان يجروهم لسجون الاعتقال وقتلهم هناک ، کما راينا حتی يومنا هذا استشهاد عدد کبير من المنتفضين.
وهم من أجل انجاز هذا الأمر قاموا بتجهيز اشخاص لهم يرتدون “لباسهم الشخصي” وقاموا بزرعهم بين صفوف المنتفضين والانتفاضة الرائعة والخلاقة لیکونوا لقمة سائغة في فم اجرام هذا النظام الدکتاتوري.
هم يريدون تقسيم الشعب المنتفض الی فئتين : فئة اقتصادية ( المطالبين بتحسين الوضع المعيشي ) وفئة سياسية ( المطالبين باسقاط النظام ) حتی يتم سحق وابادة السياسين اولا ومن ثم الاقتصاديين بعدهم وفي جميع الاحوال فان هاتین الفئتين لا يمکن تفرقتهم في اي حال من الاحوال ابدا.  هم يريدون ان يجعلوا الشعب الإیراني وبخاصة الشباب الإیراني الشجاع يائسا وغير قادر علی التقدم خطوة نحوالامام.  هم وقبل کل شئ يتملکهم الخوف والذعر من ان هذه الانتفاضة منظمة وتمتلک ما تمتلکه من تشکيلات وبنية قوية وقيادة حکيمة حيث ان الولی الفقيه للملالي ورئيس جمهوريته البائس سواءا شائوا أم أبوا منذ الايام الاولی لهذه الانتفاضة فقد اشاروا للجميع إلی العنوان الحقيقي لقيادة الانتفاضة والشعب الإیراني حيث قال حينها خامنئي في حديثه أنه قد تم التخطيط لهذه الانتفاضة قبل عدة اشهر وکما ان روحاني في اتصال أجراه مع الرئيس الفرنسي وطالبه حينها بمنع منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإیرانية من تسلم زمام أمور الانتفاضة الإیرانية وقيادتها.
دعونا لا ننسی ان الدکتاتورية الدينية الحاکمة في إیران هي اسوأ انواع الدکتاتوريات عبر التاريخ ، مکره وخداعه وحيله هي أکثر بکثير من باقي الدکتاتوريات الاخری ، وسيظهر عملاء هذه الدکتاتورية ضد الانتفاضة وقيادتها في اي لباس ولبوس. سواء کان لباسا دينيا اوعلمانيا اويمکن ان يظهر علی شکل ما يسمی يساري اومارکسي ومن الممکن ان تلجا الدکتاتورية الحاکمة في اخر ايامها الی تجزئه صفوف الانتفاضة اوصنع شق داخل المعارضة ، وتفتح باب المفاوضات مرة اخری وحتی ممکن ان تقدم بعض الامتيازات للطرف المفاوض حتی تستطيع عن طريق هذا الحل ان تؤخر من اشراق صباح السقوط والاطاحه بالنظام الحتمي. ولکن في مقابل کل هذه السناربوهات والطروحات الاجرامیة للنظام الدکتاتوري الحاکم في إیران هناک حقيقة مسلمة وهی أن تاريخ إیران لن يعود الی ماقبل الانتفاضة الاخيرة وهذا النظام هو آيل للسقوط بشکل سريع والشروط الموضوعية والذهنية مهيأة ومستعدة لهذا الامر ناهيک عن وجود البديل الديمقراطي لهذا النظام.
الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب الإیراني واقتصاد البلاد وعدم مشروعیة نظام الملالي وصوابية المسير نحواسقاط النظام علی يد الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانية کلها امور تساعد علی هذا الامر والان قد بدأ العد العکسي للنظام الدکتاتوري الحاکم في إیران وکما يجب علی کل فرد اوتيار حر اواي دولة قريبة کانت أم بعيدة ممن يکنون الاحترام لانتفاضة الشعب الإیراني أن يعترفوا وبشکل رسمي بالمقاومة الإیرانية وهذا اختبار يضعه التاريخ في هذا الوقت بين ايدينا جميعا.

 

کاتب ومحلل سياسي ‌‌- خبير في الشأن الايراني

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة