الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانخلفيات الانتفاضة في إيران وإلی أين تسير؟

خلفيات الانتفاضة في إيران وإلی أين تسير؟

0Shares

بقلم: مهدي عقبائي

 

أکد خامنئي قائد نظام الولاية في کلمة أدلی بها بعد أسبوعين من الانتفاضة وبعد إعلانه الصريح عن وقوف مجاهدي خلق کتيار وراء الانتفاضة علی نقطة وهي: «هذه ليست بالأحداث العادية، فلا يوجد نظير لها في أي مکان من العالم وهذا ما أقوله عن اطلاع ومعرفة». «کانوا مستعدين منذ شهور. وسائل إعلام المنافقين (مصطلح يستخدمها خامنئي ونظامه بشأن مجاهدي خلق) نفسها اعترفت في هذه الأيام وقالت إننا کنا علی ارتباط بالأمريکيين منذ عدة شهور في إطار هذه القضية بأن يکونوا هم العملاء والمنظمين والمنسقين ومن يلتقون هذا وذاک، ومن يعملون علی أشخاص في الداخل ويجدونهم ليساعدوهم حتی يأتوا ويثيروا الناس. وهم الذين دعوا ونادوا، وأنْ يطلقوا شعار لا للغلاء. وهذا شعار يروق للجميع. يجتذبون عددا من الناس بهذا الشعار، ثم يأتون هم أنفسهم بين الناس وينفذون أهدافهم المشؤومة ويجرون الناس وراءهم».
وفي إلقاء نظرة علی التطورات السياسية في إيران خلال العام ونصف العام الماضي، توجد أرضيات واضحة وصريحة من الناحية السياسية تقودنا بشکل واضح نحو ذروتها. وتحديدا منذ مهزلة الانتخابات في حزيران/ يونيو حيث ارتفعت نبرة الأزمات الداخلية للنظام بشأن الانتخابات. کما أعلن جيش التحرير عن انطلاقة حملة المقاطعة وشعار «لا للجلاد ولا للمحتال» من خلال حملة داخل إيران ألقت بظلالها بشکل واضح علی کل أنحاء إيران وذلک من الناحية السياسية والاجتماعية.
وعبر دراسة إحصائية حول النشاطات والاحتجاجات الاجتماعية يمکن أن نشاهد وذلک بإذعان من قبل مسؤولي النظام ممن يصغرون الأرقام والإحصاءات، أن هناک 43ألف حرکة احتجاجية وقعت في فترة الولاية الجديدة لروحاني (وکالة أنباء تسنيم، سلمان ساماني، المتحدث باسم وزارة الداخلية لروحاني 13کانون الثاني/ يناير 2018). ولو افترضنا أن هذا التقرير يعکس الحالة منذ الولاية الأولی لروحاني حتی الآن، لوجدنا أن هناک 811تجمعا احتجاجيا وقعت خلال 53شهرا مما يعني 27تجمعا بشکل يومي.
وأدت هذه الحرکات الاحتجاجية الواسعة بجانب النشاطات والحملات الواسعة لمجاهدي خلق داخل إيران، في 28کانون الأول/ ديسمبر الماضي إلی شعار «الموت لخامنئي وروحاني» في مدينة مشهد ونهاية عهد الجناحين الإصلاحي والأصولي.
وعلی سبيل المثال کتبت وسائل الإعلام الإخبارية التي تتجاهل عموما مثل هذه النشاطات المنظمة، خلال مهزلة الانتخابات الرئاسية تقول:
«وعشية الانتخابات الرئاسية في إيران، قام مناصرو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بنشاطات واسعة في أرجاء البلاد، مطالبين بمقاطعتها. فکتبوا شعارات معارضة علی جدران المدن وقاموا بلصق صور رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي وزعيم المقاومة الإيرانية مسعود رجوي. وکذلک، رفعوا لافتات تدعو إلی مقاطعة الانتخابات، لا سيما في العاصمة طهران، ومدينة قزوين في مرکز إيران وهمدان وشهرکرد ومشهد وأرسنجان وکرج وکردکوي وأراک وبومهن وبندرعباس وباسارغارد، وذلک رغم تشدد الإجراءات من قبل المؤسسات العسکرية. ولم تکتف المعارضة الإيرانية بنشر شعاراتها في الشوارع وعلی الطرقات، بل عبر الکثيرون عن امتعاضهم من مسرحية الانتخابات بطرق مختلفة، في بلد ليس بقريب من مفهوم الديمقراطية أو العدالة. فاجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا تويتر، تعابير تصف العملية الانتخابية بالزائفة والکاذبة. #انتخابات_إيران_الزائفة، بهذا الهاشتاغ بالذات، تواصل معارضو النظام في إيران ومؤيدوهم، وانتقدوا تصرفات الحکام تجاه الفقراء من المواطنين والمواطنات»(الشرق الأوسط 20أيار/ مايو 2017).
ولم يکن علی سبيل الصدفة أنه:
في سابع يوم من الانتفاضة، وبعد عدة أيام من قيام النظام بحجب العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وقطع الانترنت أو جعله ضعيفا للغاية، قال الحرسي جعفري قائد قوات الحرس «إن عدم السيطرة علی الفضاء المجازي الذي إدارته خارج البلاد، وقصور المسؤولين في السيطرة علی هذا الفضاء، قد ساعدت في تصاعد أعمال الشغب، ولکن حينما تم السيطرة علی الفضاء المجازي، رأينا انحسارا في الأعمال الفتنوية». (وکالة أنباء فارس لقوات الحرس 3کانون الثاني/ يناير).
وکشف مدير شبکة التلغرام «باول دورف» في مقابلة تلفزيونية عن اتصال «جهرمي» وزير الاتصالات لحکومة روحاني به حيث طالبه مقابل دفع رشاوی أن يمنحه الموافقة علی أن تتمکن حکومة الملا روحاني من تطبيق سياساتها علی شبکة التلغرام. وأکد بأن لدينا وثائق عديدة من الأشخاص المهمين في إيران مثل الاتصالات السرية والتواطؤ والفساد المالي مما أدی إلی القلق لديهم ولهذا السبب يتهموننا بالعلاقات المالية مع وکالات التجسس.
ومن جهة أخری وطبقا لتقارير واردة عن مصادر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يشکل الطلاب المدرسيون 35بالمائة من الذين اعتقلوا خلال الانتفاضة. کما أعلن في وقت سابق الحرسي حسين ذوالفقاري «المساعد الأمني لوزارة الداخلية» أن الشباب والمراهقين يشکلون أکثر من 90بالمائة من المعتقلين ولا يتجاوز معدل أعمارهم 25عاما. ويمکن اعتبار رسالة حضور اجيل الشباب في وجه الاستبداد الديني بمثابة هزيمة نهائية تلحق بهذه الحکومة لأنه ورغم استيلاء النظام علی جميع نواحي الحياة للمواطنين الإيرانيين غير أن جيل الشباب وقف ونهض في وجهه مرة أخری.
وبالنتيجة ينبغي التأکيد علی أن الانتفاضة الإيرانية لم تکن حرکة تلقائية من شأنها أن تتوقف بقمع مرحلي، ولو أغمضنا عن خلفيتها العائدة إلی 20حزيران/ يونيو 1981 أي بدء القمع الهجمي ضد مجاهدي خلق من قبل النظام مما تمخض عن 120ألف شهيد ومجزرة 30ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء مجاهدي خلق في عام 1988، لقد کانت هذه الحرکة العظيمة والواسعة ناجمة عن الحرکات الاحتجاجاية خلال الـ4سنوات والـ5أشهر الماضية حيث بلغت في 28کانون الأول/ ديسمبر الماضي منعطفا نوعيا مما تحول إلی غليان اجتماعي من قبل المساکين في أکثر الشرائح فقرا وانتشر في 142مدينة بکل أرجاء إيران. وهکذا لا يتوقف برکان الغضب الشعبي نظرا لأسبابه الحقيقية وأساسه المشتمل علی الغضب والکراهية من قبل المواطنين رغم جميع التقلبات في مساره وهو يمضي قدما نحو الأمام حتی الإطاحة بالنظام بکلا جناحيه برمتهما.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة