الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننهاية أسوأ ديکتاتورية في إيران قريبة !

نهاية أسوأ ديکتاتورية في إيران قريبة !

0Shares

بقلم: عبدالرحمن مهابادي*

 

الديکتاتورية الدينية هي أسوأ أنواع الديکتاتوريات في التاريخ. إيران، البلد الذي يمتلک حضارة تعود لالاف السنين، قد عانت من هذه الدکتاتورية في العقود الأربعة الماضية.

وقبل ظهور هذه الديکتاتورية الحالية، کان الشعب الإيراني يناضل ويکافح من أجل اسقاط ديکتاتورية محمد رضا شاه بهلوي، لکن الشعب الايراني لم يظن أنه بعد الإطاحة بهذها الدکتاتورية، انهم سيعانون من ديکتاتورية أسوأ منها بکثير. لکن الشعب الإيراني لم يندم ابدا علی ما قدموه من کفاح من أجل الإطاحة بنظام ديکتاتورية الشاه. وقرروا مواصلة نضالهم للقضاء علی ديکتاتورية الملالي. الانتفاضة التي بدأت في أواخر 2017 تسير الآن نحو سحب الدکتاتورية الدينية لاسفل القاع في خطواتها المقبلة.

في نظام الدکتاتورية الدينية المبني علی أساس ولاية الفقيه، القبول الفکري و الالتزام العملي للفقيه يجب ان يکون القاعدة الأساسية لأي عضو او مسؤول من الاجهزة الحکومية. في هذا النظام، لا يأخذ الولي الفقيه شرعيته من الرأي الشعبي ، بل من الله (!) ولا أحد يملک الصلاحية لمحاسبة الولي الفقيه . وبالتالي، فهي ” حکومة مطلقة” تتشابه کثيرا مع حکومات القرون الوسطی وحکومات الزمن الغابر ولا تمت بأي صله لأي حکومة من حکومات المجتمع الانساني المتمدن الحاضر .

الخميني، الذي فرض هذه الديکتاتورية علی الشعب الإيراني بسرقة قيادة ثورة الشعب الايراني ضد النظام الملکي في عام 1979 وسوء استخدامه للمشاعر الدينية للشعب الايراني، توفي في عام 1989، يعني بعد بضعة أشهر فقط من تجرع الکأس الاول من السم. بقايا الخميني وفي عجلة من أمرهم قاموا بتنصيب علي خامنئي کبديل مؤقت (!) عن الخميني . بدون حتی تواجد شروط لهذا المنصب في دستور الملالي الحاکمين. وکان مُخرج هذه التمثيلة الذي ظهر في شريط مسرب تم الکشف عنه مؤخرا هو الشخص الثاني في النظام أي رفسنجاني الذي توفي العام الماضي ,والآن مرت 28 سنوات منذ ذلک اليوم الذي أصبح فيه الخامنئي “کبديل مؤقت” للخميني!.

وأظهر الشريط المسرب من هذا الاجتماع بعض الحقائق الأخری للعالم أيضا:

    هذا العمل المستعجل في عام 1989 کان بسبب خوف النظام من السقوط علی يد المقاومة الايرانية في ذاک الوقت. جيش التحرير الشعبي الإيراني الذي کان علی الحدود الإيرانية.هذا الجيش الذي تأسس منذ البداية بهدف الاطاحة بنظام الملالي وقبل عام أثناء حرب النظام مع العراق دفع هذا الجيش الخميني الی قبول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598. لأن الخميني، وخوفا من الإطاحة الوشيکة بنظامه من قبل جيش التحرير الشعبي، کان علی استعداد أن يتجرع مرارة قرار وقف اطلاق النار وقبول القرار المذکور.
    الکون “معتدلا” و “وسطيا” و “إصلاحيا” في نظام ديکتاتورية النظام الحاکم في إيران لم يکن له أساس من الصحة منذ البداية، وکان هذا الادعاء مجرد سيناريو غربي لدعم هذا النظام و إبقاءه علی السلطة. لأن رفسنجاني قام بتعيين خامنئي محل الخميني کبديل عنه. إن الحرب بين الذئاب الحاکمة في إيران لا تزال حتی يومنا لا علاقة لها بالشعب الإيراني، وما هي الا صراعا علی السلطة للحصول علی حصة أکبرمن ثروات الشعب الايراني المنهوبة.
    إن خوف الولي الفقيه المستمر من سقوط نظامه علی يد المقاومة الايرانية التي وضعت هذا النظام بشده في مواقف واختناقات آخذة للانفاس في مستويات مختلفة، يظهر من جهة، مدی ارتعاش و عدم مشروعية هذا النظام الفاقد للقاعدة الشعبية و من جانب اخر يظهر مدی شعبية ومشروعية المقاومة الايرانية المتجذرة في المجتمع الايراني .
    في الحقيقة، يجب أن يقال إنه بعد وفاة الخميني، لم يکن لهذا النظام “رأس” و “ولي فقيه”،ولولا الداعمين الخفيين لهذا النظام (أي الداعمين الغربيين) کما يعلم الجميع فان الوضع في هذه المنطقة من العالم کان سيکون مختلفا جدا. .!

هذه الحقائق والعديد من الحقائق الأخری التي شهدها العالم في العام الماضي، بما في ذلک بداية الانتفاضات الشعبية للإطاحة بالدکتاتورية الحاکمة في إيران أو التغيير الذي حدث في سياسات واستراتيجيات الحکومات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، کلها نتاج شرعية وصواب الطريق الذي سلکته المقاومة الايرانية منذ البداية سواءا في داخل أو خارج ايران ودفعت ثمنا باهظا في سبيله .

ووفقا لما ذکر أعلاه، فإن شعار “الموت لخامنئي” هو أفضل شعار تردد صداه في أکثر من 140 مدينة ايرانية لانه استهدف هذا النظام بکافه ارکانه ولم يفرق بين اصلاحي او محافظ بل رفضهم قاطبة . إن بقاء هذا النظام هو “أمر مؤقت” وسرعان ما سيتم اسقاط هذا النظام الذي هو “أسوأ ديکتاتورية في العالم”، و “الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم” وإيران ستکون حرة.

نعم، الانتفاضة واستمراريتها حتی بلوغ الهدف هو واجب مقدس علی کل ايراني شريف وحر. يجب علی العالم أن يقف جنبا إلی جنب الشعب والمقاومة الإيرانية، وهذا أمر متاح وقابل للحدوث .

 

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة