السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلابد من نهاية لکل بداية

لابد من نهاية لکل بداية

0Shares


بقلم:سعاد عزيز

 


فلسفة الخلق و الدنيا کلها بنيت علی کلمتين هما البداية و النهاية، فکل شئ في الدنيا له نقطة ينطلق منها وهي البداية، ونقطة ينتهي عنها وهي النهاية، وليس هناک أي  شئ يمکنه أن يحيد أو يعتبر نفسه مستثنيا من هذه الفلسفة، والذين يتصرون أنفسهم ولأسباب مختلفة بأنهم غير مشمولين بهذه الفلسفة، فإنهم صنفان فقط وهما المجانين و الدکتاتوريين!
 الانظمة الدکتاتورية علی مر التأريخ، سعت وبحکم جنون السلطة و سطوتها و النظرة الضيقة للحياة و الوجود، کانت ولازالت تری أنفسها جديرة بالبقاء ولايمکن زوالها، فنظام الدکتاتور الاسباني الجنرال فرانکو کذلک طاغية أثيوبيا هيلاسيلاسي و ديکتاتور تشيلي بينوشيه، کانت تری بأنه ليست هناک من قوة بإمکانها إزاحتها عن الحکم وکانت تری في نفسها الاجدر بالحکم، تماما ?ما يحدث مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يعتبر ليس المعارضة الايرانية فقط وانما الشعب الايراني نفسه غير جدير بالحکم، ولاسيما وإنه يمتلک أرضية دينية يعتقد من خلالها بأن کل من يواجهها فإنه محارب ضد الله أو مفسد في الارض و يجب قتله حتی لايتجرأ أحد علی أن يحارب النظام أو يعترض ضده.
 النظام الملکي السابق في إيران و الذي تمادی کثيرا في طغيانه ولم يأبه لمعاناة و فقر الشعب الايراني وهو يبذر أمواله يمنة و يسرة علی مشاريعه التسليحية و علی مناسباته غير الطبيعية التي کان يصرف خلالها الاموال دونما حساب، فإن النظام الذي أعقبه، لم يختلف معه من ناحيتين أساسيتين وهما:
 
ـ إقامة نظام ديکتاتوري مبني علی القمع و الاضطهاد و مصادرة الحريات.
ـ صرف أموال الشعب في أمور و قضايا لاتخدم تطلعاته و تضمن مستقبل أجياله، فقد دأب النظام الحالي علی صرف و تبذير أموال الشعب الايراني حلی المشاريع العسکريتارية و اسلحة الدمار الشامل و الصواريخ الباليستية و التدخلات في المنطقة.
 
وکما إن النظام الملکي قد وقع في شر أعماله و مشاريعه عندما إصطدم بالشعب ودفع ثمن أخطائه بسقوطه المدوي، فإن النظام الحالي، الذي کما أسلفنا يسير بسياق مماثل تماما لسلفه، فقذ إصطدم مرتين بالشعب، ويبدو إنه لايأخذ الدرس و الموعظة منهما بل إنه يصر علی نهجه و يتمسک به و يعتبره فوق الاخطاء، وهو لايدري بأنه کما بدأ فإنه لابد أن ينتهي کما إن للبداية شروط و مسوغات فنفس الشئ أيضا بالنسبة للنهاية، وإن قصة هذا النظام الذي بدأ بإقصاء کافة القوی التي شارکت في الثورة الايرانية و فرض الطابع الديني عليها، فإن نهايته قد لاحت من خلال إنتفاضة يناير 2018، و تأثيراتها و تداعياتها المستمرة، إذ أن قصة هذا النظام قد شارفت علی النهاية التي لابد منها.
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة