الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعام الاصعب لإيران

العام الاصعب لإيران

0Shares

 
بقلم: مثنی الجادرجي

 

من حق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يذرف دموعا من دم علی عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما الذي حقق خلاله مکتسبات و منجزات لم يحلم يوما بالحصول عليها يوما بسبب من الامريکيين، ولکن يبدو إن هذه الفرحة لم تدم طويلا عندما أسدل الستار علی عهد أوباما و بدأ عهد الرئيس ترامب الذي هو أشبه بالشتاء القارص و الخريف الذابل معا بالنسبة لهذا النظام، ذلک إنه بقدر ماکان عهد أوباما فضفاضا و مفتوحا بالنسبة له فإن عهد ترامب علی الضد من ذلک تماما.
عام 2017، الذي باشر فيه الرئيس ترامب ولايته فيها، لم يمر سريعا علی النظام الايراني أبدا بل مر بطيئا و ثقيلا جدا علی طهران بحيث واجه مصاعب و أزمات و مشاکل جمة لم يسبق له وأن صادف مثلها من قبل، إذ الی جانب تشديد العقوبات عليه فقد تم إضافة عقوبات جديدة ضده بل وإن الاتفاق النووي الذي إعتبرته المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، إتفاقا في الکثير من العيوب و النواقص، فقد أکدت ادارة ترامب تحفظاتها عليه و طالبت بتغييره، وهو ماأعتبر ضربة قوية للنظام لم يکن يتخيلها يوما.
تصاعد الضغوط علی النظام الايراني و الذي لم يقف عند حد معين، ولاسيما وإنه و بسبب تدخلاته في المنطقة و برامجه التسليحية و الصاروخية و و إخفاض أسعار النفط و الفساد المستشري في کل مفاصل النظام، فإنه قد بدأت أزمة إقتصادية خانقة غير مسبوقة إنعکست علی الاوضاع المعيشية بقوة، وهو الامر الذي لم يستطع الشعب الايراني تحمله خصوصا وإن الاموال التي حصل عليها بسبب الاتفاق النووي قد تم صرفها لصالح الاجهزة القمعية و التدخلات في المنطقة، ولذلک فقد کانت الانتفاضة التي أرعبت النظام و أفقدته توازنه خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق التي يعتبرها النظام العدو رقم واحد ضد‌، قد کان وراء الانتفاضة کما إعترف خامنئي بنفسه، ولکن وإن إنتهی العام 2017، فإن ذلک لايعني أبدا بأن العام 2018 سيکون أفضل منه، بل وبحسب تقديرات و توقعات کافة المراقبين و المحللين السياسيين، سيکون الاصعب بکثير من العام الذي سبقه، وقد تحدث فيه مفاجئات لاتخطر علی البال و الخاطر.
هل سيتمکن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من تخطي عام 2018 والعبور منه بسلام الی الضفة الاخری و تذليل کافة العراقيل و المعوقات التي تقف بوجهه؟ الاجابة علی هذا السؤال مرتبطة بمسألة أخری وهي هل إن هناک أمل للنظام بأن يحسن ظروفه و أوضاعه و يصنع المعجزة الاقتصادية و السياسية و الفکرية و الاجتماعية کي يتسوعب الشعب الايراني و يکسبه کله الی جانبه؟ کل من صدق بأن هذا النظام بإمکانه أن يحقق هکذا معجزة فليقرأ علی عقله السلام!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة