الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيالأدوية الإيرانية الفاسدة في سوريا

الأدوية الإيرانية الفاسدة في سوريا

0Shares

بعد انقطاع أدوية الکلی المستوردة منها والمصنعة محلياً عن الأسواق في سوريا، لم يجد (زاهر) أمامه إلا الاعتماد علی الأدوية الإيرانية والتي لم تکن بالفعالية المطلوبة حتی انتهی الأمر به إلی قسم غسيل الکلی. حال أبو جود، 64 عاماً، لا يختلف کثيراً عن حال زاهر، حيث يواظب علی تناول دواء لضغطه المرتفع، إلا أن أدوية الضغط بات أيضاً نادرة في السوق، دفعته قلة الخيارات المتاحة للاعتماد علی البديل الأجنبي المنتج في إيران والنتيجة أن أدی به ارتفاع الضغط التدريجي دون أن ينتبه لغياب فعالية الدواء الجديد إلی تأذي شبکية عينيه وتراجع نسبة الرؤية لديه إلی 18% فقط.

أطباء يحذرون من الأدوية الإيرانية
ويقول الدکتور صابر – اسم مستعار- من مستشفی المجتهد بدمشق لـ: “إن قسم الکلية استقبل نحو 37 حالة مشابهة لحالة زاهر کان السبب الرئيس فيها انعدام فعالية الأدوية البديلة التي اعتمدتها وزارة الصحة عوضاً عن الأدوية الأوروبية التي لم يعد بالإمکان استيرادها، وهنا يجب علی الأطباء في المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني أن تدق ناقوس الخطر بخصوص الأدوية الحساسة التي يؤدي الخلل بها إلی مضاعفات لا يمکن تلافيها بعد فوات الآوان مثل أدوية الکلية والانسولين وأدوية الأمراض المزمنة”.

الصيدلاني عبد الحميد يعمل لدی شرکة آسيا للأدوية في ريف دمشق، يقول: “وزارة الصحة حاولت الحصول علی الأمصال الأولية من خلال السوق الإيرانية والروسية لکن الأصناف کانت رديئة، کما سمحت حکومة النظام – بشکل غير مباشر- لشرکات الأدوية بتصدير الدواء للسوق العراقية وذلک بهدف إدخال القطع الأجنبي للبلد عبر خط من دمشق إلی مطار القامشلي ومن ثم للعراق عبر خط بري”.

الحرس الثوري والقطاع الطبي
لا تقف هيمنة وصلاحيات الحرس الثوري الايراني علی السلاح والتجنيد فقط وارسال المليشيات، وإنما تصل هيمنته إلی إجبار حکومة النظام بشراء الدواء من معامل خاصة به داخل إيران (منها معمل في بندر عباس وأصفهان) وذلک عبر خطوط الائتمان التي بظاهرها توحي بالمساعدة للنظام وفي مضمونها تظهر بأنها تصريف لبضائع کاسدة لقبض ثمنها ملايين الدولارات من النظام، وظهر ذلک جلياً بالاتفاق الموقع آنذاک بين رئيس حکومة النظام في 2012 وائل الحلقي ورئيس مجلس إدارة شرکة “أبرار” الإيرانية القابضة، محمد تقي حسيني، لتمرير هذه الصفقات.

نظرية المؤامرة
وکعادته النظام يحاول أن يرمي بکل فساده علی إسرائيل حيث أکد مصدر مسؤول من “وزارة الصحة” دخول کميات من الدواء نوع “باراسيتامول” مصدره إسرائيل نوع B500  ذو لون أبيض ناصع، مشيراً إلی أن الدواء دخل عن طريق الحدود الأردنية وهو نوع يحتوي علی فيروس “ماشبو” الذي يعتبر من أخطر الفيروسات علی الإطلاق.

صناعة الأدوية تحتضر
وتراجعت نسبة صناعة الدواء في المعامل المحلية من 93% في 2010 إلی 17% بالوقت الحالي، وذلک فقاً لتقارير وزارة الصحة التابعة للنظام، وأدی ذلک إلی خلق مشکلة صحية، نتيجة نقل غالبية المعامل أنشطتهم إلی الدول المجاورة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة