الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانماذا وراء موافقة طهران للتفاوض علی صواريخها؟

ماذا وراء موافقة طهران للتفاوض علی صواريخها؟

0Shares

الروس ليسوا علی إستعداد للذهاب الی مسافة أبعد من تلک التي تحددها مصالحهم
 


بقلم: منی سالم الجبوري

 

 

لا يبدو إن التصريحات والمواقف “العنترية” لقادة ومسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن رفضهم القاطع لإخضاع برامج صواريخهم الباليستية للمفاوضات مع البلدان الغربية ستستمر کما إن إستهزائهم وسخريتهم من مطالب الرئيس الاميرکي بهذا الصدد ستشهد هي الاخری تغييرا نوعيا، بعد أن أعلنت مصادر غربية بأن إيران وافقت علی مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل وسياساتها التخريبية في إطار سعيها للتوسع الإقليمي في الشرق الأوسط.
هذه الموافقة تأتي بعد جملة أحداث وتطورات شهدتها إيران والمنطقة والعالم ولم يعد بوسع طهران أن تستمر في مواقفها المتعنتة خصوصا بعد أن صار موقفها داخليا وإقليميا ودوليا يميل ليس الی التضعضع فقط وانما الی نوع من الهزالة أيضا. بل ويمکن القول بأن أوضاعها في عام 2015 الذي إضطرها للتوقيع علی الاتفاق النووي وتجرع المرشد الاعلی للسم النووي کما وصفته المعارضة الايرانية، لم تکن بالغة السوء کما هو حالها الان في مطلع العام 2018، ولا ريب من إن بوسع البلدان الاوربية المفاوضة أن تخرج بنتائج أفضل بکثير من تلک التي خرجت بها في المفاوضات التي أفضت الی الاتفاق النووي.
بداية لا بد من التأکيد علی إن العامل الاقوی والاکثر تأثيرا علی النظام الايراني في دفعه لإتخاذ مواقف تجاه القضايا الحساسة والحيوية له، هو العامل الداخلي، أي الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية في داخل إيران، ولسنا نضيف جديدا عندما نعيد الی الاذهان بأن جلوس محمد جواد ظريف علی طاولة المفاوضات وتوقيعه للاتفاق النووي في تموز عام 2015، کان بسبب من الاوضاع الداخلية التي کانت توشک علی الانفجار بوجه النظام، وعندما نتحدث عن الاوضاع الداخلية في إيران حاليا وهي تعيش غمار وتداعيات إنتفاضة أرعبت النظام وإضطرت المرشد الاعلی أن يکون رهين صمت مريب لمدة 13 يوما، حيث کان الشعب المنتفض في 130 مدينة يهتف بالموت للديکتاتور أي خامنئي وقاموا بتمزيق وإحراق صوره بل والهجوم علی الحوزات الدينية ومقرات أئمة الجمعة في العديد من المدن، والانکی من ذلک أنه وباعتراف المرشد الاعلی ذاته فإن الانتفاضة هي من صنع منظمة مجاهدي خلق التي يعتبرها النظام أکبر عدو له، ولذلک فإن موقف طهران أزاء المطالب الغربية بالتفاوض بشأن الصواريخ الباليستية لها في ظل ذلک هو أضعف بکثير من موقفه في عام 2015.
النقطة الاخری التي لا بد من إثارتها إن تعويل طهران علی الموقف الروسي الداعم لها لأهداف وغايات تتعلق بمصالح روسيا، قد أظهر لها بأن الروس ليسوا علی إستعداد للذهاب الی مسافة أبعد من تلک التي تحددها مصالحهم، وهم عندما رأوا البلدان الاوروبية تنقاد للموقف الاميرکي وتضغط علی طهران لکي تتفاوض الاخيرة بشأن برامج صواريخها الباليستية وکذلک التدخلات المريبة في المنطقة، فإنهم نأوا بنفسهم عن طهران بما يجعلها أن تفهم أن موسکو ليست تمضي معهم الی آخر الخط، علما بأن موسکو تعلم جيدا بأن التدخلات الايرانية في المنطقة کانت واحدة من الامور التي تطالب الانتفاضة الايرانية بإنهائها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة