الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومروحانی.. عزلة وتراجع ومأزق

روحانی.. عزلة وتراجع ومأزق

0Shares

طالب حسن روحاني يوم الثلاثاء (16کانون الثاني/ يناير 2018) في مؤتمر مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في طهران بتوسيع العلاقات مع دول المنطقة و«الحفاظ علی منطقة هادئة والعلاقات الخارجية السلمية».
وإذ ندم روحاني إزاء تدخلات النظام في بلدان المنطقة کان يحاول بطريقة أن يخفف دور النظام في الصراعات والاضطرابات الخارجية وقال:
«ولا تقدر أية دولة أن تهتم بالتطوير الداخلي طالما تورط في صراعات واضطرابات خارجية … ولا يمکن إزالة القابليات للتطرف والعنف في الداخل من خلال أعمال العنف خارج الحدود وإلقاء المشاکل الداخلية علی الخارج».
وفي جانب آخر من کلمته خاطب روحاني السعودية وغيرها من الدول التي تطالب بقطع أذرع النظام في المنطقة وقال: «علينا السلام والمصالحة ومعالجة المشاکل سواء في داخل العالم الإسلامي أو خارجه».
وصرح روحاني قائلا:
«إننا لا نعتبر أية من الدول الإسلامية منافسة لنا کما نعتقد بأنه يمکن الحوار والتعامل حتی مع الدول التي لدينا تباينات في الآراء معها وذلک بناء علی الاحترام المتقابل».
وجاء هذه التصريحات في الوقت الذي لم تشارک فيه السعودية وحلفاؤه المؤتمر ورفضت مشارکة المؤتمر رغم تذرع النظام وتقديمه دعوة رسمية لها. وأذعن حسين أمير عبداللهيان من العناصر والمديرين للسياسية الإقليمية للنظام قائلا:
«رغم تقديم دعوة مباشرة لکل من السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة لمشارکة المؤتمر الثالث عشر لمجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، غير أنهم لم يرسلوا مندوبا لمشارکة المؤتمر».
وتذرع أمير عبداللهيان بشکل مذل وبکل تحسر وأضاف قائلا: «کان من المتوقع اهتمام هذه الدول بالمؤتمر ومشارکته وذلک بغض النظر الاهتمام بالقضايا الثنائية محل النزاع والقطع السائد العلاقات وبرؤية أوسع بعيدة عن السياسات المثيرة للحروب» (وکالة أنباء الرسمية للنظام ”إيرنا“ 15کانون الثاني/ يناير 2018).
واللافت للنظر هو أن أمير عبداللهيان بصفته مساعدا خاصا لرئيس البرلمان في الشؤون الدولية، يعد عنصرا في عصابة خامنئي وطبقا للمواقف الأکثر صرامة التي تتخذها هذه العصابة إزاء السعودية ودول المنطقة، کان من المتوقع أن يتخذ موقفا أکثر صرامة ضد السعودية وحلفائها، ولکن يبدو أن الصفعة القوية التي تلقاها النظام جراء انتفاضة الشعب الإيراني فضلا عن العقوبات والعزلة الدولية للملالي الحاکمين، جميعها جعلهم يلزمون الصمت وأجلسهم علی مکانهم!
کما تبين هذا الموقف المخزي والمذل في کلمة أدلی بها روحاني في اليوم الأول للمؤتمر حيث تذرع بدول المنطقة مخاطبا إياها وقال:
«إني بصفتي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمد يد التعاون والمعونة إلی جميعکم الأعزاء الذين أعتبرکم قادة کفوئين في مجتمعاتکم».
وإذ برر الملا روحاني التدخلات العدوانية للنظام بقوله «لقد أرسلنا مستشارينا العسکريين إلی العراق وسوريا وذلک بدعوة مقدمة منهما» أذعن بمأزق تعرضت له السياسات الإقليمية للنظام وأضاف قائلا:
«لا تقدر أية دولة علی معالجة مشاکلها الداخلية من خلال التجنيد في الخارج … ولا يمکن إزالة القابليات للتطرف والعنف في الداخل من خلال أعمال العنف خارج الحدود وإلقاء المشاکل الداخلية علی الخارج».
وتبين مواقف روحاني بشکل واضح تراجع النظام سياساته الإقليمية مما يشير إلی عزلة ومأزق وإعياء في منتهی درجتها طغت علی النظام في المنطقة والعالم وهي عبارة عن المأزق والعزلة اللذين جعلا النظام ينزل إلی الحضيض في موازنة القوی جراء الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني. لأن الانتفاضة تحت شعار «صرخة أي إيران ـ الموت لخامنئي وروحاني» و«لا لغزة ـ لا للبنان …» أثبتت أن سياسة العمق الإستراتيجي والتجنيد في العراق وسوريا لم تجد نفعا ورغم تبديد وهدر مليارات الدولارات من ثروات الشعب الإيراني، لم يتمکن النظام من القضاء علی عدوه الرئيسي وهو ليس إلا المواطنين الإيرانيين الضائقين ذرعا والمقاومة المنظمة في شوارع مدن کرمنشاه وهمدان وأصفهان وطهران بحيث أن النظام مرغم علی تکريس جميع قواته داخل البلاد خوفا من الانتفاضة وبغية الحفاظ علی وجوده.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة