الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلا تشحذوا سيف الجلّاد

لا تشحذوا سيف الجلّاد

0Shares

الحياة اللندنية
14/1/2018

 

 

بقلم: د. سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»

 

 

في ذورة التظاهرات والانتفاضة الشعبية في بلدنا إيران والمطالبة بإسقاط الملالي الطغاة طالعتنا صحيفة الحياة اللندنية يوم الخامس من کانون الثاني (يناير) 2018 بمقال بعنوان «ليس لدی رجوي ما تقدمه». وجاء هذا المقال في وقت يعترف جميع قادة النظام من خامنئي وروحاني حتی قادة الحرس بأن «مجاهدي خلق» أساس هذه الانتفاضة. نحن نعرف أن أساس الانتفاضة هي المشاکل المعيشية المستعصية التي لا يوجد حلّ لها في إطار نظام ولاية الفقيه بسبب إنفاقه ثروات الشعب الإيراني وخيراته في بلدان أخری کسورية ولبنان واليمن، وصرفه هذه الأموال في المشاريع الصاروخية والنووية وما شابهها أو امتصاصها من قبل کبار المفسدين من الملالي وقادة الحرس ومن يدور في فلکهم. ولهذا السبب يری العالم أن أبناء شعبنا لما انتفضوا ضد هذه المشاکل هتفوا بشعارات سياسية تستهدف کيان النظام بأکمله. فشعارات «الموت للدکتاتور» و «الموت لروحاني» و «الموت لخامنئي» و «اخجل خامنئي اترک السلطة» و «غادروا سورية، فکروا فينا»، و «لا غزة ولا لبنان أموت من أجل إيران»، ومئات الشعارات من هذا القبيل تشير إلی أن حل المشاکل الاقتصادية والاجتماعية لا يمکن أن يأتي في إطار ولاية الفقيه بل يجب إسقاط هذا النظام وإقامة إيران حرة ديموقراطية مسالمة لتجد حلّا لمشاکل الشعب.
نعم هذه هي الحقيقة الأولی، لکن هناک حقيقة ثانية وهي أن «مجاهدي خلق» هي القوة التي وقفت منذ اليوم الأول في وجه ولاية الفقيه وخلال أربعة عقود لم تنحن للعواصف وبقيت صامدة علی مبادئها ووفيّة لشعبها. ومع أن قادتها الآن «متقدمون في العمر»، لماذا يا تری قال علي أکبر ناطق نوري قبل أيام إن أحفاد الملالي بدأوا يسألون لماذا إعدام عشرات الآلاف من «مجاهدي خلق» الذي کانوا أسری عام 1988؟ واليوم جاء نائب وزير داخلية الملالي يقول إن «اکثر من 90 في المئة من المعتقلين هم شبان وناشئون ومعدل أعمارهم أقل من 25 سنة».
من جانب آخر نقلت «وکالة الصحافة الفرنسية» عن «التلفزيون الحکومي الإيراني» أن روحاني وفي اتصال هاتفي قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماکرون: «إننا ننتقد أن تکون مجموعة إرهابية مقرها في فرنسا تعمل ضد الشعب الإيراني وتحرّض علی العنف. إننا نطالب الحکومة الفرنسية بالعمل ضد هذه المجموعة الإرهابية». وکتبت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في 4 الجاري نقلاً عن قصر الإليزيه: «لم يکن لنا أي حديث مع الإيرانيين إلا أنهم طرحوا علينا موضوع مجاهدي خلق».
ونذکّر القراء بأنه قبل أشهر أعربت قوات الحرس الثوري وقوات القدس عن القلق من «تحرکات مجاهدي خلق للتأثير في الانتخابات»، وکتبت وکالتا الأنباء «فارس» و «تسنيم» في أيار (مايو) 2017 أن «مجاهدي خلق» في صدد «زعزعة إيمان الناس بهدف إلحاق ضربات عسکرية بالنظام». وقال نائب قائد قوات الأمن يوم 11 أيار الماضي أن «مجاهدي خلق کشّروا عن أنيابهم لإثارة الزعزعة والفتن والتمرد في البلد». والمواقع التابعة لقوات الحرس کتبت: «إن تعليق صور مريم رجوي في المعابر وکتابة الشعارات وتحرکات المنافقين في شبکات التواصل الاجتماعي بلغت ذروتها هذه الأيام وقد شنّوا حملة مقاطعة الانتخابات ودعوا الناس إلی العصيان المدني».
من جهة أخری، المقال المنشور في «الحياة» حول «مجاهدي خلق» ينقصه أقل مقدار من الصدقية في نقل الوقائع والأساطير التاريخية لأن الإيرانيين يعرفون أن «ضحّاک» کان حاکماً إيرانياً طاغياً ثار الشعب ضده بقيادة حدّاد اسمه «کاوة» رفع راية الشعب الإيراني ضد حاکم متسلّط علی رقاب الشعب، ونبتت علی کتفيه حيّتان تأکلان کل يوم من مخّي شابّين حتی يُديم «ضحّاک» حياته. تری أن هذا الوحش أشبه بالخميني وخامنئي من أي شخص آخر، لأنهما أيضاً بقيا حيّين خلال هذه السنوات علی حساب حياة ملايين من أبناء الشعب الإيراني والشعوب السوري واليمني واللبناني والعراقي وغيرها.
وجريمة مريم رجوي هي أنها وحرکتها ومعهما الشعب الإيراني عازمة علی إسقاط نظام ولاية الفقيه حتی يتخلص الشعب الإيراني وشعوب المنطقة من القمع والحروب الطائفية والإرهاب. وتحمل حرکة مسعود ومريم رجوي في الوقت الحالي راية «کاوة» الحدّاد في وجه «ضحّاک» العصر الذي لا يفتک بأبناء الشعب الإيراني فحسب بل بالشعوب العربية والإسلامية وبالعام أجمع. واعتقد أن تجاوب الشعب الإيراني مع هذا المطلب التاريخي خلال الأيام الأخيرة خير دليل علی صحة الحرکة وأحقيتها، کما أن أبناء شعبنا تجاوبوا مع هذا المطلب خلال هذه السنوات الطوال في مئات من الاجتماعات والمؤتمرات ومنها المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية الذي يعقد سنوياً في باريس بمشارکة أکثر من مئة ألف شخص من الإيرانيين وحضور مئات الشخصيات السياسية والنواب من دول عدة تأييداً للسيدة مريم رجوي وخططها لإيران المستقبل.
المقال الذي نشرته «الحياة» لا يحمل أي رسالة سوی محاولة تقديم خدمة للملالي لبقائهم في السلطة ومواصلة مجازرهم داخل إيران وخارجها، وشحذ سيف الجلّاد علی رقاب المنتفضين الذين اعتُقل آلاف منهم خلال الأيام الأخيرة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة