الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالحل الوحيد للمأزق الايراني العويص

الحل الوحيد للمأزق الايراني العويص

0Shares

 

 الکاردينيا
11/1/2018

بقلم :مني سالم الجبوري

 

الاسلوب الذي يتبع من خلاله نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية التعامل مع الاوضاع التي تداعت عنها الانتفاضة الاخيرة، هو أسلوب تمويهي يغرق في ضبابية کاملة و يجنح في الهروب بکل قوته للأمام، ويبدو أن النظام کعادته، لايحترف بأصل و جوهر القضية وانما يبحث عن مبررات و مسوغات ليزعم بأن کل ماقد حدث و جری قد کان بفعل تدخل خارجي نجح في الوصول الی ثمانين مدينة إيرانية و إقناح کل تلک الحشود بالخروج علی النظام!

هذا الاسلوب الفج و الممجوج الذي لاتکل ولاتمل عنه الانظمة القمعية المعادية لشعوبها، يبدو إن النظام الايراني لايجد مناصا من الاستمرار في التعلق به من أجل مواجهة الاوضاع العويصة التي تواجهه، ومع إنه قد صار العالم کله في الصورة و إنکشفت حقيقة الاوضاع القائمة في إيران و التي تسببت بهذا الانتفاضة الجماهيرية التي أرعبت المرشد الاعلی للنظام وجعلته ينزوي في مخبئه و يقول بأنه سيعلن موقفه عندما يحين الوقت المناسب، وقد أعلن يوم الثلاثاء الماضي، بأن الانتفاضة کانت مؤامرة أمريکية ـ بريطانية و تم القضاء عليها، وهکذا و بأسلوب الانظمة القعية الثيوقراطية، فإن إلقاء تبعات کل ماقد جری علی عاتق قوی خارجية، هو هروب للأمام و تملص مکشوف للتهرب من الاعتراف بالمسؤولية و تحملها.
الخبز و العمل و الحرية، ثلاثة مطالب أساسية طالبت بها الجموع المنتفضة في شعار رئيسي لها رفعته بوجه النظام، وکل المؤشرات تدل علی إنه ليس بوسع هذا النظام أبدا أن يلبي هذه المطالب الثلاثة، خصوصا وإنه يغرق في بحر من الازمات و المشاکل و فاقد الشئ لايعطيه، وإن هدوء العاصفة لاتحني في محظم الاحوال إنتهائها، بل وقد تهب بقوة أکبر من السابق ولاسيما إذا ماکانت الاسباب الموجبة لذلک قائمة.
إتهام أطراف خارجية بإندلاع الانتفاضة الاخيرة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والقفز و الالتفاف علی الواقع المزري الذي يعيشه الشعب الايراني، هو في الحقيقة تهرن فاضح من الاعتراف بأصل المشکلة و التصدي لها، فهناک مشکلة معيشيـة ـ إجتماعية ـ فکرية ـ إقتصادية عويصة صارت کأمر واقع ولکن يسعی النظام للتهرب منها علی الدوام، وهذا مايعني بأن الاوضاع المتأزمة التي يعاني منها الشعب الايراني، ستظل قائمة ولن يکون هناک من أي حل حاسم و مرضي لها، ولاغرو من إن المنتفضون الذين طالبوا بإسقاط النظام، لم يکن ذلک عبثا ومن دون طائل، إذ أن هذا النظام قد سد کافة الابواب بوجه الحلول الممکنة لمشکلات هذا الشعب و منح الاولوية لنفسه ولهذا فإن تغيير هذا النظام کان و سيبقی الحل الوحيد لکافة مشاکل الشعب الايراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة