الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالرهان علی الانظمة الديکتاتورية

الرهان علی الانظمة الديکتاتورية

0Shares

بقلم: علاء کامل شبيب

 

يوم أعلن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنحيازه التام لنظام الديکتاتور بشار الاسد، فإنه في الحقيقة لم يکن يدافع عن نظام الاسد بقدر ماکان يدافع عن نفسه، ذلک إن النظام السوري کان آخر العنقود في الانظمة الديکتاتورية العربية وکان النظام الايراني يعلم جيدا بأن بإسقاطه سيأتي الدور عليه، ولذلک فقد ضحی هذا النظام بالغالي و النفيس من أجل إستمرار و بقاء ذلک النظام، غير إن وجه المفارقة في هذه القضية إن النظام الايراني لم يدرک من إنه سيأتي يوم يجد فيه نفسه بنفس وضعية نظام الاسد!
کما سعی نظام الجمهورية لاسلامية الايرانية عند إنحيازه السافر الی جانب نظام الديکتاتور المجرم الاسد الی إقناع العالم بأهمية الابقاء علی هذا النظام لکون البديل جماعات إسلامية متطرفة(کما کان قد خطط من قبل)، فإنه يسعی اليوم ومن خلال التوسل لدول في المنطقة و روسيا و الصين لکي تؤکد علب إن بقاء ديکتاتورية رجال الدين أفضل من فوضی ستحصل من بعدهم، وهم من خلال هذه الکذبة المفضوحة يريدون القفز علی الحقائق ذلک إن هناک بديل سياسي ـ فکري جاهز لهم و يتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يمثل کافة أطياف و أعراق و أديان و طوائف الشعب الايراني، وإن الحالة الايرانية تختلف عن الحالة السورية من مختلف الاوجه ولايمکن مقارنتهما، لکن يبدو واضحا إن النظام الايراني يتخوف کثيرا من مسار الامور و تصاعد و بروز دور المقاومة الايرانية ، خصوصا بعد أن صارت صور و شعارات تتعلق بزعيمة المعارضة الايرانية يتم تعليقها في الساحات و الاماکن العامة في مختلف المدن الايرانية.
الاوضاع المعقدة و غير العادية التي تداعت عن دور و تدخلات النظام الايراني في المنطقة، جعلت العديد من المصالح و القضايا غير المشروعة تتشابک تلقي بظلالها علی مايجري حاليا في إيران، وإن هناک قوی و أطرافا ومن ضمنها بعض من البلدان الخاضعة للنفوذ الايراني، تسعی لإلقاء طوف النجاة لهذا النظام و تخرجه من اليم المتلاطم، وکلما تتصاعد الانتفاضة الايرانية، نجد هناک سعي مضاد و حثيث من أجل إنقاذ النظام و تخليصه من الوضع المستعصي الذي قد وقع فيه.
الرهان علی الانظمة الديکتاتورية هو أولا و آخرا رهان خاسر ولايمکن أبدا أن يحقق أهدافه و غاياته، وإن الحالة السورية هي حالة شاذة و لايمکنها أن تدوم إطلاقا لأن ماقد بني علی الباطل فهو باطل، وإن هذا البطال قد صنعه النظام الايراني الذي تشاء الاقدار أن يقع في نفس المطب، وإن سقوطه سيغير الکثير من الامور رأسا علی عقب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة