أخبار إيران

بالصور.. نيران غضب إيران تلتهم صور الملالي

 

يبدو أن نيران الغضب الشعبي التي اندلعت في شوارع مدينة مشهد الإيرانية، لم تکتفِ بتعرية الواقع المُزري فقط، لتلتهم ألسنة اللهب کذلک صور الرئيس الإيراني حسين روحاني، والمرشد الأعلی لنظام الملالي علي خامنئي، وغيرهما من رموز “ولاية الفقيه” في إيران. 
 ففي الفيديوهات المتداولة علی وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تناقلها الإيرانيون عن المظاهرات التي امتدت لأکثر من مدينة في البلاد اليوم، يظهر المتظاهرون الإيرانيون وهم يضرمون النيران في صور رموز النظام في إحدی اللافتات المعلقة علی جسر بأحد شوارع “مشهد”.
 
وهو المشهد الذي عده مراقبون مؤشراً علی حالة الانعتاق التي وصل إليها المتظاهرون، وعلی السقوط المدوي للرمزية المتوهمة لنظام الملالي.
ويربط مراقبون بين حرق الصور والتطور في لهجة الشعارات التي يرددها المتظاهرون، مشيرين إلی أنها تدلل علی وصول الحرکة الجماهيرية إلی حالة اللاعودة بعد ارتفاع سقف المطالب في الشارع الإيراني.
فالشعارات التي رفعها متظاهرو مشهد اليوم الجمعة، وترددت أصداؤها في العاصمة الإيرانية طهران ومدن ورشت، وساري، وقم، وتبريز، وأروميه، وکرمانشاه، وهمدان، وخرم آباد، وقوجان… للتضامن مع انتفاضة أهالي المدينة، تشير هي الأخری إلی أن الأمر تعدی الشکل المطلبي إلی آفاق أخری.
 
وهي الآفاق التي تشکفها شعارات: “أيها الملالي استحيوا، واترکوا الحکم”، و”اترک سوريا وفکر في حالنا”، و”الحرية أو الموت”، و”الخبز والعمل والحرية”، والتي يمتزج فيها الخطاب المطلبي اليومي والعادي بتوفير العمل والخبز، مع مطالب أخری تطالب برحيل من أفقدوا الشعب الإيراني حقوقه الحياتية.
فالآلاف الذين تظاهروا في مشهد، اليوم الجمعة، کانوا يرددون بکل جرأة وتحدٍّ للآلة القمعية الضخمة لنظام الملالي أن “الموت للديکتاتور”، و”لا تخافوا کلنا متحدون”، في إشارة إلی أن الحرکة الاحتجاجية التي انتظمت المدن الإيرانية حطمت حواجز الخوف للدرجة التي أحالت صور رموز أحد أکبر النظم الديکتاتورية في العصر الحديث إلی رماد يتساقط من علی جسور شوارع مشهد.
 
کما أن التطور في الشعارات والجرأة في طرق التعبير التي انتهجها متظاهرو مشهد اليوم، تکررت في مدن أخری من إيران، ليبتکر کل مشارک في الاحتجاجات الشعبية العارمة طريقته الخاصة في إعلان مطالبه عبر الهتافات وحرق صور رموز النظام، إلی جانب حرکات استعراضية أخری تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى