أخبار إيران

مظاهرات إيران في صحف العالم


 
في الوقت الذي تسعی فيه إيران لبسط نفوذها الإقليمي في المنطقة بتمويل الجماعات الإرهابية، لزعزعة استقرارها، تشهد المدن الإيرانية مظاهرات حاشدة؛ بسبب ما يعانيه الشعب الإيراني من سوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية؛ جراء ممارسات نظام روحاني.. محللون ومراقبون فرنسيون يرون أن تلک المظاهرات ستلقي بظلالها علی تغيير استراتيجية إيران تجاه الشرق الأوسط، بوقف تمويل الإرهاب والالتفات إلی الداخل.
سلطت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية الضوء علی المظاهرات التي اندلعت في الشوارع الإيرانية، ضد نظام الملالي، مشيرة إلی أنه في ظل ارتفاع الأسعار والبطالة، انتفض الشعب الإيراني مطالباً بحقوقه، من نظام روحاني.
ولفتت الصحيفة إلی أن الشعب الإيراني يعاني من البطالة، بنسبة 12% وزيادة معدلات التضخم، وفقا للأرقام الرسمية.

إلی ذلک، أشار مرکز “فولتير” الفرنسي للدراسات الدولية والاستراتيجية، إلی أن تلک المظاهرات الحاشدة بمدينة مشهد، في إقليم خراسان، علی الحدود الأفغانية، تنذر بتغيرات واسعة، للنظام الإيراني، إما بتغيير استراتيجيته في المنطقة بتوفير الأموال للمواطنين، أو بمزيد من التمادي في تمويل الجماعات الإرهابية.
ولفت المرکز الفرنسي إلی أن أکثر المناطق اشتعالاً بيرجند، وکاشمر، ونيسابور.
وندد المتظاهرون، بالتوغل الإيراني في المنطقة علی حساب الشعب هاتفين: “لا للوجود الإيراني في غزة، ولا لبنان، نحن الإيرانيين من ضحينا من أجل إيران”.
وأکد المرکز أن حقيقة المظاهرات، تخالف ما يشير إليه الإعلام الغربي، حيث إن هذه الأحداث لا علاقة لها بـ”الثورة الخضراء” التي وقعت أحداثها عام 2009، ضد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إنما اندلعت تلک المظاهرات تحديداً ضد حسن روحاني، الذي وعد شعبه برفع العقوبات بمجرد التوقيع علی اتفاق 5 + 1، ومع ذلک فقد تم توقيع الاتفاق ولم ينعم الشعب الإيراني، بل بالعکس، عانی مزيدا من القمع، وزادت الطبقات الثرية ثراءً، وعاش الغالبية العظمی من الشعب في الفقر المدقع.
 


وتابع المرکز الفرنسي في تحليله، أنه دليل علی ذلک، صب المتضاهرون جانبا من غضبهم علی مرشد إيران علی خامنئي، لإعادة انتخاب الرئيس الذي کرس جهوده لتمويل حزب الله والنظام السوري علی حساب شعبه.
وندد المرکز بحملة الاعتقالات الواسعة، التي شنتها قوات الأمن الإيرانية، مشيراً إلی أنه علی الرغم من ذلک، فإن أعداد المتظاهرين في تزايد.
الحرب علی داعش
الحرب التي شنتها دول العالم لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، استغلتها إيران للتسلل تدريجياً لبسط نفوذها في سوريا والعراق، بحجة دحر التنظيم الإرهابي، وظلت تنفق الملايين لتقود حرباً بالوکالة لإثارة القلاقل في المنطقة، بتمويل الجماعات الإرهابية، في تلک البلدان، تارکة شعبها يعاني من الفقر والبطالة.
وتحت هذا العنوان أشارت صحيفة “لوموند” إلی توسع الدور الإيراني، لاسيما العسکري، في منطقة الشرق الأوسط، علی حساب أمن وسلامة شعبها.
وأوضحت أن أداة إيران، لزرع نفوذها في الشرق الأوسط، کان الحرس الثوري الإيراني، ومليشياته، وأبرزهم رموزه زعيم فيلق القدس قاسم سليماني، عراب زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقد جاءت سيطرة المليشيات الطائفية علی مدينة “البوکمال”، من قبضة “داعش” لتتوج انتهاکات إيران في المنطقة، وتحول سوريا عراقاً آخر، حيث أن هذه المدينة تحديداً لها مکانة استراتيجية، إذ تربط بين حدود 3 عواصم عربية، بغداد، ودمشق، وبيروت.
 
 وفي تقرير آخر، أشارت الصحيفة إلی أنه من جراء النفوذ الإيراني بالعراق، يعاني النظام العراقي من صعوبة دمج المليشيات الشيعية بالقوات النظامية، بعد 3 سنوات من دعوة علي السيستاني، المرجعية الشيعية في العراق لإطلاق مليشيا الحشد الشعبي، وتحريض جميع مواطنيه علی حمل السلاح ضد “داعش”.
وأوضحت أنه في الوقت الراهن تزايدت الدعوات لتفکيک تلک المليشيات المسلحة حتی لا تنقلب علی النظام الحاکم لصالح إيران، نظراً لأن ولاءها الأول والأخير لطهران.

 


زر الذهاب إلى الأعلى