العالم العربي

حزب الله.. شيطان إيران الکامن في سدة حکم لبنان


28/12/2017

کشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنی عن محاولات إيرانية لدس السم في العسل في الداخل اللبناني، وذلک عبر فرض حالة من الاستقرار الزائف لصالح تعزيز قبضة مليشيا حزب الله علی الحياة السياسية داخل لبنان.
وبالرغم من أن إيران تنتهج خطابات رنانة، إلا أنها لا تستطيع إشعال الحرب داخل لبنان، حسبما رجح المعهد، وذلک لضعف قدرة حزب الله علی السيطرة علی أوضاع الداخل، إضافة الی إمکانية کبيرة لخسارة موطئ قدم طهران في لبنان.
استقرار هش بثمن باهظ
شکلت زيارة زعيم مليشيا عصائب أهل الحق المدعومة إيرانياً إلی جنوب لبنان انتهاکاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يحظر دخول قوات أجنبية إلی لبنان بدون موافقة حکومته، مما يشير إلی محاولة لبث نوع من رسائل التهديد في الداخل اللبناني، وبالرغم من أن الأوضاع الحالية في لبنان مستقرة إلی حد ما، إلا أن فرض حزب الله کطرف في الحکم داخل لبنان هو ثمن باهظ للغاية للحفاظ علی استقرار هش.

بحسب تقرير معهد واشنطن، أکدت الأسابيع القليلة الماضية أن هذا الاستقرار هش للغاية، وسط مخاوف دولية وإقليمية من تحول الداخل اللبناني الی نموذج متکرر من الأزمات السورية واليمنية، لکن القلق الدولي يتعدی بکثير مسألة فرض إرادة الملالي علی اللبنانيين، حيث يوجد أکثر من 1.5 مليون لاجئ سوري بلبنان، الأمر الذي سيطلق کارثة إنسانية جديدة إذا ما اندلع صراع داخل لبنان بسبب سياسات إيران التوسعية.
دعم حزب الله لابتلاع لبنان
يحاول نظام إيران الاستفادة من حالة الاستقرار الهشة، خصوصاً مع الدعم الدولي للبنان في مسألة اللاجئين، حيث سيحاول حزب الله التحرک للاستفادة من الوضع القائم لتأهيل نفسه للفوز بالانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في مايو / أيار 2018، مما يعني عملية جلب لحلفاء حزب الله وتوطيد سلطته بشکل يسمح له باختيار رئيس الوزراء والرئيس القادمين، إضافة الی تعيين کبار المسؤولين الأمنيين والعسکريين وحتی تغيير الدستور بما تراه إيران مناسباً لها.
ويشدد التقرير علی ضرورة تشجيع ودعم المرشحين المناهضين لحزب الله بين جميع الطوائف داخل لبنان، بما فيهم الطوائف الشيعية المعتدلة، وذلک للحفاظ علی الاستقرار، إضافة إلی منع حزب الله من التسلل إلی سدة الحکم في لبنان وخدمة أغراض الملالي التوسعية في المنطقة.

ويؤکد المعهد في تقريره أن الحفاظ علی استقرار لبنان هو أمر مهم في منطقة تعجّ بالحروب الطائفية، ولکن أي حالة من الهدوء تؤدي إلی تمکين إيران ولا تتمکن من مواجهة «حزب الله» لن تکون سوی مرحلة انتقالية، وبالمثل، لا يمکن للاستقرار أن يحمي السياسة أو الاقتصاد في لبنان إذا کان يمسّ بالحريات الديمقراطية ويعزز الفساد.
ويشدد التقرير إلی أن تلک المحصلة ستؤدي إلی زيادة حدة التوتر بين الطوائف، وستلحق الضرر بالمؤسسات اللبنانية، ولذلک يتعيّن علی المجتمع الدولي أن يکثف دعمه للاستقرار مع الترکيز علی إصلاح مؤسسات الدولة من أجل حماية قيم الحرية والتنوع التي يعتزّ بها لبنان، ولعل الأهم من ذلک أنه يجب أن تکون سياسة النأي بالنفس التي تتبعها الحکومة اللبنانية مصحوبةً بتدابير أکثر صرامة ضد حزب الله وعملياته الإقليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى