أخبار إيرانمقالات

عن الصواريخ الحوثية


السوسنة
24/12/2017

بقلم:سعاد عزيز

 

مرة أخری، يعود موضوع الصواريخ الحوثية”إيرانية الصنع” الموجهة ضد السعودية، الی الاضواء، بعد الصاروخ الباليستي الذي تم إطلاقه علی الرياض، ولاسيما من إدانة مجلس الامن الدولي لإطلاق الصواريخ الباليستية تجاه العاصمة السعودية، ومع إن الادانة الجديدة قد حفلت أيضا بدعوة مجلس الامن الی التنفيذ الکامل للحظر المفروض علی تزويد ميليشيا الحوثي بالاسلحة و التحذير من الاستمرار في تهديد أمن السعودية و دول الجوار، لکن من الواضح جدا بأن القصة لايمکن أن تنتهي هنا، وليس بإمکان أحد أن يضمن ردع الحوثيين و إيقافهم عند حدهم خصوصا وإن ماينفذونه ليس بإرادتهم وانما طبقا لتوجيهات تردهم.
الحقيقة التي يجب أخذها بنظر الاعتبار، هي إنه ليست قضية إطلاق الحوثي للصواريخ بإتجاه السعودية و کونها تلعب دورا في التأثير السلبي علی أمن السعودية و بلدان الجوار هي القضية الوحيدة التي تعاني منها بلدان المنطقة، بل إنها جزء و جانب من قضية أکبر و أوسع ترتبط بتنظيمات و ميليشيات إيرانية الولاء تقيم بين ظهراني السعوب و البلدان العربية و محسوبة عليها، وإن التصدي لهکذا مشکلة لايجب أبدا أن تجزء أو يتم فصلها عن أصل الموضوع و القضية الاساسية، إذ إن ذلک سيقود الی حل غير عملي و غير جذري و حاسم في نفس الوقت.
من أين للحوثيين صواريخ باليستيةک ومن أين لهم القدرة و الامکانية التسليحية الهائلة حتی يبسطوا نفوذهم علی قسم کبير من اليمنک بطبيعة الحال فإن الإجابة علی هذين السؤالين لايتطلب الکثير من الحذاقة و التفکير، بعد أن باتت التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة ومن ضمنها اليمن، أشهر من نار علی علم، فجذر هذه المشکلة تتعلق بالتدخلات الايرانية التي تسعی من أجل إستغلال ذلک لصالح أهداف و غايات بعيدة المدی علی حساب شعوب و بلدان المنطقة.
السؤال الاهم هو؛ هل ستلتزم طهران حقا بالقرار الدولي 2216 الذي يحظر توريد الاسلحة لجماعة الحوثيک يمکن الاجابة علی هذا السؤال بسؤال آخر هو؛ هل ستتخلی طهران عن مخططها الخاص في اليمن و تترک جماعة الحوثي و شأنهمک من صدق بأن طهران تتخلی عن أي من تدخلاتها في بلدان المنطقة من دون أن تجبر علی ذلک جبرا ولايبقی لها أي خيار آخر کما جری في حالتي فرض قرار وقف إطلاق النار عليها في 1988، و کذلک فرض الاتفاق النووي عليها في 2015، ومن دون ذلک فإنها سوف تظل تتلاعب و تموه الامور و تناور بمختلف الطرق و السبل، ذلک إن النظام القائم في إيران وکما صار واضحا بل وحتی أمرا مسلما بشأنه کما أکدت و تؤکد زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، من إنه لايفهم أية لغة سوی لغة الحزم و الصرامة!

زر الذهاب إلى الأعلى