أخبار إيرانمقالات

منظم الانتحاريين


المنطقة کلها تعرف ما هو مصدر البلاء وعدم الاستقرار: النظام الإيراني ممثلا بذراعه قاسم سليماني.
 

ميدل ايست أونلاين
11/12/2017

بقلم: منی سالم الجبوري

 

عدد کبير من الاسئلة والاستفسارات أثيرت وتثار بشأن الدور الذي لعبه ويلعبه قاسم سليماني، قائد قوة القدس، الجناح الخارجي للحرس الثوري الايراني، في بلدان المنطقة، مع إن هناک قناعة وإتفاق لا لبس عليه بخصوص إن هذا الدور سلبي من ألفه الی يائه.
منذ أن هيمنت إيران بنفوذها علی بلدان المنطقة وقامت بتنفيذ مخططاتها التي غيرت الکثير من الاوضاع السائدة في المنطقة وقلبت الکثير منها رأسا علی عقب، لم تذق شعوب وبلدان المنطقة طعم الراحة ولا إستظلت بمظلة الامن والاستقرار، وقد إتضح بأن طهران تضع مصالحها فوق کل اعتبار وتعتبر شعوب وبلدان المنطقة مجرد بيادق تحرکها کيفما ووقتما وأنی تشاء، ولذلک فقد کان طبيعيا بأن تنعکس الآثار والتداعيات السلبية لذلک علی شعوب وبلدان المنطقة بکل وضوح.
مع إن شعوب وبلدان المنطقة کلها تعلم جيدا بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقف خلف معظم الاحداث والتطورات السلبية، غير إنها تعي جيدا بأن المشرف والمنفذ لکافة المخططات الايرانية المشبوهة ضدها هو قاسم سليماني، قائد قوة القدس، الذي أسبغوا عليه لقب “الحاکم المطلق للعراق وسوريا وإيران”، خصوصا وإنه قد تورط في عدد کبير من الجرائم والمجازر التي إرتکبت بحقها.
قاسم سليماني هذا الذي صار اسمه قرينا للتفجيرات والاغتيالات والمخططات العدوانية المشبوهة ضد بلدان وشعوب المنطقة، يبدو إنه وفي نهاية مسرحية داعش التي کان أحد أبطالها الرئيسيين، النظام الايراني، تريد طهران أن تعده لمهمة جديدة هي وکما کشف عنها محمد کلبايکاني، رئيس مکتب المرشد الايراني الاعلی، بأن احدی مهام قائد قوة القدس قاسم سليماني هي أن يقوم بتجهيز وتنظيم من سماهم الاستشهاديين في الخارج. وهذا مايدل بأن نظام الجمهورية الاسلامية يسعی من أجل إعداد نفسه للمرحلة القادمة.
عدم بقاء تنظيم داعش وإنتهائه يعني الانتفاء للحرس الثوري والميليشيات التابعة لإيران في المنطقة، وهذا ما قد أدرکه النظام الايراني، ولهذا فإنه يتهيأ منذ الان للمرحلة التي تلي تنظيم داعش والتي سيسعی هذا النظام من أجل تبرير وتسويغ بقاء قواته في بلدان المنطقة وعدم حل الميليشيات التابعة له، وهنا، لا بد من لفت الانظار الی تصريح هام لزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، عندما قالت بأن النظام الايراني إذا ما إنتهی داعش فإنه سيسعی من أجل إيجاد البديل له، وإن ما قاله کلبايکاني، يؤکد علی ذلک، بيد إننا يجب أن نشير بأن سليماني قد کان ولا يزال منظم للإرهابيين والمتطرفين الموجهين ضد بلدان المنطقة، ولکن السؤال هو: الی متی سيتم السماح لسليماني أن يقوم بهکذا دور تخريبي؟

زر الذهاب إلى الأعلى