العالم العربي

خطة النظام الإيراني لنشر مليشياته الإرهابية بالمنطقة

9/12/2017
وسط مزاعمها بأن أذرعها کان لها القول الفصل في طرد تنظيم “داعش” الإرهابي من العراق وسوريا، يسعی النظام الإيراني في خطوته التالية إلی مضاعفة رهانه علی المليشيات الأجنبية، من أفغانستان إلی اليمن، بحسب تحليل نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنی.
 
واستدل التحليل بتصريحات علنية لمسؤولين إيرانيين حول تمدد “باسيج العالم الإسلامي”، کنسخة دولية من هذه المليشيا المحلية.
اعترافات رسمية علنية
ومن هذه الدلائل، رسالة بتاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني، موجهة من الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي يدير العمليات الخارجية لمليشيا الحرس الثوري، إلی المرشد الإيراني علي خامنئي، يعلن فيها النصر علی “داعش”.
وبالمقابل، رد خامنئي بدعوة کل من أسماهم بـ”المجاهدين” للحفاظ علی استعدادهم، لمواجهة التحديات المستقبلية في المنطقة.
بينما أتی التصريح الأکثر وضوحا من قائد مليشيا الحرس الثوري، محمد علي جعفري، إذ سلّط الضوء علی “باسيج العالم الإسلامي” کنموذج ناشئ عن التعبئة الشيعية الدولية.
 
وعلی نحو مماثل، زعم رئيس هيئة أرکان الجيش الإيراني محمد باقري، أن هذا النموذج قادر علی توحيد صفوف الدول الحليفة، لتفادي معاودة ظهور “داعش”، لا سيما في أفغانستان وباکستان.
 ووفقا لما صرح به رئيس هيئة أرکان الجيش الإيراني، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن هذه الجبهة سيُطلب منها المثابرة إلی حين “القضاء علی إسرائيل وإخراج آخر جندي أمريکي من المنطقة”.
 
ويأتي علی رأس هذه المليشيات کتيبة “فاتحين”، القوة الإيرانية الرئيسة المقاتلة في سوريا، والمشَکَلة من إيرانيين، خلافا لبقية المليشيات المنتشرة في هذا البلد بدعم إيراني، وتتشکل أساسا من مقاتلين أجانب، وبالطبع يمتد تشکيل “الباسيج العالمي” إلی مليشيات “حزب الله” في لبنان و”الحشد الشعبي” في العراق و”الحوثيين” في اليمن.
دور رسمي لمليشيات إرهابية
ومع ذلک، يعتقد نديمي أن ترکيز القادة الإيرانيين قد يکون منصبا اليوم علی أفغانستان وباکستان، باعتبارهما المرتع المقبل للإرهابيين،
وبالتالي، ستعمل طهران علی إعطاء “لواء الفاطميون” الأفغاني و”لواء الزينبيون” الباکستاني، المنتشرين حاليا في سوريا، دورا کـ”جبهة داخلية”، لأنهما سينسحبان يوما ما من سوريا.
بيد أن أهم ما أشار إليه التحليل حول هذا المخطط التوسعي، سعي إيران لإضفاء طابع رسمي علی هذه المليشيات في بلدانها،
 
ولا يستبعد نديمي أن تحث طهران أفغانستان علی منح “لواء الفاطميون” صفة رسمية شبيهة بصفة الحشد الشعبي في العراق، مع تحذيره من أن الخطوة، في حال تحققها، ستکون محل خلاف بين کابول وواشنطن.
 ويستشهد الکاتب بأنه علی المستوی الاجتماعي، تشعر أکثرية سکان الهزارة الشيعة في أفغانستان، التي تمتلک روابط عائلية وأيديولوجية وثيقة مع إيران، بأنها مستضعفة من قِبل الحکومة المرکزية.
 وعلی ذات المنوال، استعرض التحليل تقارير تفيد بطلب طهران رسميا من دمشق منح “قوات الدفاع الوطني” صفة رسمية، لتکون نسخة سورية من مليشيا الحشد العراقية.
  ويرجح أن تطلب إيران من النظام السوري نشر هذه المليشيات بالقرب من مرتفعات الجولان، من أجل تهديد إسرائيل، مع إمکانية أن يتعاظم هذا التهديد، إذا ما تعاون هؤلاء مع حزب الله.
 
وفي بلدان أخری، يضيف نديمي “غالبا ما تعمل هذه الميليشيات المسلحة بموازاة الهيئات العسکرية والأمنية أو حتی تحل محلها، وتوسع تدريجيا نفوذها السياسي وشرعيتها، لا سيما في البلدان التي تفتقر فيها القوات الوطنية إلی القدرة أو الإرادة للقتال”.
صعوبة الوصول إلی اليمن
وفي حين يمضي التحليل إلی شرح طبيعة الدعم الإيراني للحوثيين، يری أنه بخلاف سوريا والعراق، تفتقر طهران إلی الطريق اللوجستي الموثوق، لإرسال العناصر والإمدادات إلی اليمن، ونتيجة لذلک، يفيد نديمي بأن هناک القليل من الأدلة التي تشير إلی أن إيران تمکنت من نشر نموذج «باسيج العالم الإسلامي» علی نطاق واسع في اليمن.
 
وفي حين أنه لا يزال من غير المعروف کيف ستُترجم هذه التصريحات إلی أفعال واقعية أو متی سيحدث ذلک، يمضي التحليل إلی أن واشنطن يتوجب عليها الاستعداد، لکبح أي توسع للمليشيات الإيرانية في المنطقة.
زر الذهاب إلى الأعلى