أخبار إيرانمقالات

إنهم يرونه غرابا حتی لو طار!!

 

سولابرس
5/12/2017

بقلم:حسيب الصالحي


السعي لمغالطة الواقع و تشويه الحقائق و تلفيق أمور و قضايا لاوجود لها سوی في أدمغة ملفقيها، هو دأب البعض ممن يجد نفسه في وضع حرج و بحاجة الی أن يحسن من موقفه و يدفعه خطوات للأمام، وقد لايهم هذا البعض شيئا بهذا السياق سوی تحقيق هدفهم و غايتهم، تماما مثل وزير الدعاية النازي غوبلز!
“الله هو من أهدی النصر للنظام الايراني، ولاأحد يمکنه أن يفعل شيئا حيال ذلک”، هکذا خاطب قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الارهابي وهو يتحدث الی القوات الايرانية التي شارکت بعمليات تحرير بلدة البوکمال السورية من قبضة داعش، وهو بکلامه هذا يلغي دور و جهد معظم القوات العربية و الاقليمية و الدولية التي شاکت في إلحاق الهزيمة بداعش، وبهذا يريد الإيحاء بأن الحرب ضد داعش کان جهدا خاصا بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية دون غيره، وهذا المسعی يأتي لأن طهران تواجه فترة صعبة جدا من أهم معالمها السعي الجاد لإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب و تشديد الخناق أکثر فأکثر علی هذا النظام و محاصرته علی مختلف الاصعدة.
معرکة البوکمال التي ألقی النظام الايراني بثقله الکامل فيها و تم تسليط الاضواء في الاعلام الرسمي الايراني بصورة ملفتة للنظر علی قاسم سليماني و الحرس الثوري و التهويل من أمره بحيث إستصغروا کثيرا من شأن بقية الذين شارکوا في هذه المعرکة تماما کما جری في العراق أيضا، ويبدو إن هذا النظام المتخصص بسرقة الجهود في اللحظات الاخيرة(کما فعل مع الثورة الايرانية عندما صادروها و حرفوها عن خطها الاساسي و جعلوها مجرد إنتفاضة ذات طابع ديني)، ولاريب من إن طهران تفعل ذلک من أجل السعي لتخفيف وطأة الضربات السياسية و الاقتصادية القاصمة الموجهة ضدها، ولاسيما فيما يتعلق بقضية مجزرة صيف 1988، التي أعدم فيها هذا النظام أکثر من 30 ألف سجين سياسي إيراني لمجرد کونهم أعضاء و أنصار في منظمة مجاهدي خلق، والتي نجحت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي أخيرا في إيصالها للأمم المتحدة ومن المحتمل جدا التصويت علی مشروع قرار خاص بها في الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة ولاشک من أن دول المنطقة صارت تعتقد بأن أفضل اسلوب للتعامل مع هذا النظام هو التصدي له و عدم ترک الحبل له علی الجرار.
سليماني الذي يحاول في اللحظات الاخيرة لنهاية الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي إختطاف النصر و جعله إيرانيا، ذلک لکي يبعد عن النظام و عن الحرس الثوري و عن نفسه صفة الارهاب المتأصلة فيهم، وهو کما يبدو يريد من العالم کله أن يرون الغراب معزة حتی لو طار!!  

زر الذهاب إلى الأعلى