أخبار العالم

النظام الإيراني يحاول استنساخ “حزب الله” في سوريا


 
1/12/2017

لفتت مجلة مرکز مکافحة الإرهاب، في مادة نشرتها إلی أن علاقة “حزب الله” بإيران ليست وليدة الحرب السورية، فقد بدأت مع انطلاقته في ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومنذ ذلک التاريخ، شکل ذراعا إيرانية في الشرق الأوسط.
وأضافت المجلة “اليوم تسعی طهران إلی استنساخ التجربة ذاتها بخلق تنظيمات جديدة علی طراز حزب الله”، عمادها مقاتلون من سورية والعراق وحتی أفغانستان وباکستان”.
استنساخ “حزب الله”
“لن تسبی زينب مرتين”. بهذه العبارة حشدت إيران الآلاف من المقاتلين الشيعة من العراق وأفغانستان، للقتال مع “النظام السوري” بذريعة الدفاع عن المراقد الشيعية في دمشق.
وأضافت المجلة، بحسب ما ترجم موقع “ارفع صوتک”، أن الحرب في سورية منحت إيران فرصة خلق تنظيمات مسلحة جديدة علی طراز “حزب الله”، فسارعت إلی تجنيد وتدريب مقاتلين شيعة من لبنان والعراق وأفغانستان وباکستان، وتحويلهم إلی قوة محترفة. وأشرف علی هذه العملية بشکل رسمي قائد فيلق القدس في قوات الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
اليوم، ما يزال “حزب الله” اللبناني القوة الأولی ضمن شبکة التنظيمات الشيعية التابعة لإيران. عملت طهران منذ البداية علی تدريب مقاتليه، ودعمهم بالسلاح، وتزويدهم بتعليمات عن کيفية جمع المعلومات الاستخباراتية. لم يرفع هذا من مقدورات حزب الله فقط، بل منحه الخبرة الکافية لتدريب مجموعات مسلحة أخری. وهو ما يحدث اليوم في سورية، حيث يقوم الحزب إلی جانب مدربين من الحرس الثوري الإيراني بتدريب المقاتلين الشيعة الأجانب.
إلی جانب حزب الله، توجد تنظيمات عراقية تقاتل إلی جانب النظام السوري. من بينها، “کتائب سيد الشهداء” و”حرکة حزب الله النجباء”، إضافة إلی “لواء أبي الفضل العباس”، أحد أوائل الفصائل الشيعية التي تدخلت عسکريا في سورية. ونوهت مجلة مکافحة الإرهاب أن هذا التنظيم بني تماما علی طراز حزب الله وتلقی مساعدات منه. وساعد حزب الله أيضا علی تشکيل “قوات الإمام الباقر” التي بنيت علی طرازه کذلک. وبدورها، وجهت منظمة بدر مقاتلين إلی سورية تحت اسم “قوات الشهيد محمد باقر الصدر”. وبهزيمة تنظيم “الدولة” في العراق، يمکن للفصائل العراقية أن ترسل مزيدا من المقاتلين.
تقول مجلة مرکز مکافحة الإرهاب “لاحقا، لم يعد المقاتلون الشيعية القادمون من لبنان والعراق يکفون للدفاع عن نظام بشار الأسد، فصوب نظره نحو المقاتلين الأفغان والباکستانيين. تم ذلک عن طريق إيران حيث عملت علی تجنيد لاجئين أفغان لديها وإرسالهم لسورية تحت مسمی “لواء فاطميون” بدعوی حماية الأضرحة الشيعية”.
ووفقا للمصادر الإيرانية الرسمية نفسها، فإن أعدادهم تتراوح بين 10 آلاف و12 ألف مقاتل. شارک هؤلاء في معارک حاسمة في مناطق حلب ودرعا ودمشق واللاذقية. أما المقاتلون الشيعة الباکستانيون فتم تجنيدهم تحت مسمی “لواء زينبيون”.
رغبة في السيطرة
طورت المعارک الطويلة التي خاضتها الميلشيات التابعة لإيران مهاراتها العسکرية، حتی مع الخسائر التي تلقتها. وبعضها صار جاهزا لخوض معارک تقليدية مع جيوش محترفة.
حزب الله استخدم صواريخ أرض -أرض في حربه مع إسرائيل. وفي عام 2012، أطلق طائرة بدون طيار متقدمة باتجاهها اخترقت أجواء فلسطين المحتلة بالمقابل، استخدمت المليشيات الشيعية الأخری أسلحة متطورة في حربها ضد المعارضة السورية بمحيط العاصمة دمشق، حيث يعتمد عليها النظام السوري في تأمين محيط العاصمة.
ومکنت الحرب السورية إيران من جمع هذه الميليشيات في صف واحد وعلی أرض واحدة رغم تعدد جنسياتها. وصارت بمثابة امتداد خارجي لها، يعزز مواقفها الخارجية في المنطقة.
سعت طهران خلال السنوات الماضية للهيمنة علی الشرق الأوسط من خلال هذه الأذرع التي حاولت إعطاءها طابعا شرعيا، سواء من خلال الوقوف إلی جانب الأسد أو من خلال الزج بهذه الفصائل في محاربة تنظيم داعش، خاصة بعد تفجير التنظيم لقبر آية الله الخميني في إيران والهجوم علی البرلمان الإيراني الذي تبناه داعش في ظروف غريبة.
الولايات المتحدة باتت تدرک عواقب نمو نفوذ إيران المتسارع في المنطقة، في ظل عمل “الجمهورية الإسلامية علی مد جسر بري من طهران إلی دمشق ثم بيروت. لذا ليس من المستغرب أن تتخذ الولايات المتحدة أي أجراء لوقف هذا النفوذ بما في ذلک القوة. وهو ما حدث فعلا عندما قصفت قوات التحالف الدولي المليشيات التابعة لإيران علی الحدود السورية العراقية في شهر حزيران يونيو 2017.

زر الذهاب إلى الأعلى