أخبار إيرانمقالات

دعوة منصفة و موقف مشرف

 

سولابرس
28/11/2017

بقلم : عبدالله جابر اللامي


جريمة القرن بحق السجناء السياسيين! هذه التسمية التي قد تم الاتفاق عليها لإطلاقها علی المجزرة المروعة الدامية التي ذهب ضحيتها أکثر من 30 سجين سياسي إيراني تم إعدامهم لمجرد کونهم يؤمنون بالحرية و القيم الانسانية و العدالة الاجتماعية، ولاشک من إنه قد کانت ولاتزال هناک أصداء و إنعکاسات لها علی مختلف الاصعدة ولاسيما من جانب القوی الحرة و الخيرة في العالم، حيث لاتمر فترة إلا ونجد فيها أصوات حرة و نبيلة تقف مساندة و متضامنة و داعمة لهؤلاء ال30 شهيدا الذين قدموا أرواحهم قرابين من أجل الحرية و الانسانية و إنتصار قضية الشعب الايراني ضد الحکم الاستبدادي القائم.
دعوة نحو  200 ناشط سياسی وقانوني وصحفي ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان من مختلف البلدان العربية الامم المتحدة الی تشکيل لجنة تحقيق في مجزرة عام 1988 التي تم فيها إعدام 30 ألف سجين سياسي کان معظمهم أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في أغسطس 1988 والشهور التي تلته، هي دعوة منصفة و موقف مشرف يعکس فهما إنسانيا نبيلا للقضية التي دفع هؤلاء الشهداء أرواحهم ثمنا لها، خصوصا وإن محاکم شکلتها لجان الموت من أجل تنفيذ الإعدام، قد استمرت جلساتها لمحاکمة السجناء بضع دقائق فقط، وتم بعدها  إعدام الکثيرين دون محاکمة!
شعوب و بلدان المنطقة و العالم إذ تواجه الان خطر و تهديد هذا النظام خصوصا وإنه يتدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة و يعبث بأمنها و إستقرارها و يختلق فيها کل أسباب الموت و الدمار، لابد لها أن تنتبه بأن مجزرة 1988، التي إرتکبها هذا النظام فيما لم تم تفعيلها بالصورة المطلوبة و جعلها في المسار القانوني الصحيح لها، فإن ذلک ليس يخدم المنطقة فقط وانما الشعب الايراني المتطلع للحرية و التخلص من کابوس هذا الحکم القمعي، ولاغرو من إن حرکة المقاضاة التي تقودها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية منذ سنة، قد نجحت في إيصال صوت الشهداء ال30 ألف الی الامم المتحدة، وإن قيام بلدان المنطقة بدعم إصدار قرار دولي فعال يدين النظام و يدعو الی تشکيل لجنة تحقيق مستقلة للبت فيها، سوف يکون من شأنه خدمة الامن و السلام و الاستقرار و قطع دابر هذا النظام ليس عن شعوب المنطقة فقط وانما عن الشعب الايراني، ولذلک فإنه من المهم و الضروري جدا أن لاتمر هذه الدعوة المنصفة مرور الکرام علی بلدان المنطقة ولابد من تفعيلها بما يخدم مصلحة المنطقة ککل بما فيها إيران نفسها.

زر الذهاب إلى الأعلى