أخبار إيرانمقالات

طوق الفقر والجوع في إيران

 

الإيرانيون يتساءلون: ماذا نفعل في سوريا ولا نفکر بحالنا؟
 

ميدل ايست أونلاين
25/11/2017

بقلم: منی سالم الجبوري

 

لئن کان هناک قائمة طويلة وعريضة من المشاکل والازمات المستعصية المتباينة التي يعاني منها الشعب الايراني، لکن ليس هناک من شک بأن ما يأتي علی رأس القائمة هما مشکلتا التصعيد في الممارسات القمعية والارتفاع المضطرد في أسعار المواد الغذائية في الوقت الذي تراجع فيه مستوی الرواتب والاجور الی أبعد حد وإن أي إرتفاع في أسعار المواد الغذائية الاساسية ينعکس سلبا علی الشعب الايراني وتظهر آثاره فورا.

قيام حکومة حسن روحاني برفع مفاجئ لأسعار الخبز بنسبة 35%، وهي نسبة قياسية بالنسبة للشعب الايراني الذي يعاني اساسا من تدني الاجور والرواتب مع الاخذ بنظر الاعتبار أن الخبز وبسبب الاوضاع المعشية بالغة الرداءة في إيران، بات يشکل المادة الرئيسية علی المائدة الايرانية، وإن الرفع المفاجئ وغير المتوقع هذا من شأنه أن يلقي بظلاله بقوة علی الشعب الايراني، خصوصا إذا ماعلمنا بأن روحاني سبق وان کان وعد خلال الانتخابات بأنه سيبادر الی تحسين الاوضاع المعيشية وأوضاع حقوق الانسان، لکن الذي صار واضحا هو إن الشعب الايراني اشتدت معاناته بعد إنتخابه وإن هذه الاوضاع تزداد سوءا عاما بعد عام.

الشعب الايراني يعزو من جانبه ومن خلال نشاطاته علی شبکات التواصل الاجتماعي وکذلک من خلال الاحتجاجات التي ينظمها والتي کان من ضمنها تظاهرات 4 آلاف مواطن من الذين تم نهب أموالهم من جانب مؤسسات حکومية، بأن رفع الاسعار يتعلق بالتدخلات المکلفة في دول المنطقة حيث إن الحکومة تسعی لتحميل الشعب نتائج تلک التدخلات، بل وإن المتظاهرين المنهوبة أموالهم قد رددوا شعارات من قبيل: “اترکوا سوريا وفکروا في حالنا” و”الحکومة تحکم باسم الله والأمة تتسول” و”بلدنا مرکز اللصوص، وأصبح انموذجا في العالم” و”لا نقبل الاضطهاد ونفدي بحياتنا في الحرية وويل للظالم”، وهذه الشعارات تدل علی إن السعب الايراني لم تعد الامور تنطلي عليه وصار يعرف أسباب وجذور تفاقم الاوضاع ومن يتحمل مسؤوليتها الکاملة.

النظام الحاکم الذي يواجه سلسلة من العقوبات المؤثرة بسبب من نهجه السياسي المثير للشبهات حيث لا تمر فترة إلا ويضيق عليه الخناق أکثر فأکثر، ويبدو إنه ولکي يخفف من وطأة العقوبات والضغوطات الدولية الواقعة عليه يلجأ لإحکام طوق الفقر والجوع علی الشعب وإنه وعندما يبادر الی رفع أسعار الخبز بهذه النسبة القياسية فکأنه يعلن الحرب علی أغلبية الشعب الايراني، وإن الترجيحات تسير معظمها بإتجاه أن هذه الزيادة قد تکون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر النظام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى