أخبار إيرانمقالات

طهران تنتظر مريم رجوي

 

سولابرس
26/11/2017

 

بقلم: سارا أحمد کريم


هناک إتفاق بين المراقبين و المحللين السياسيين المختصين بالشأن الايراني من إن المرحلة الحالية التي تواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية،
هي مرحلة مصيرية حاسمة من الصعب بل وحتی من المستحيل أن يخرج النظام منها سالما هذه المرة، حيث إنه يواجه طرقا مسدودة بکل الاتجاهات و لم يعد لديه من مساحات ليناور بها ولا أوراق قوية ليلعب بها.

لو عدنا بالذاکرة الی ماقبل عقدين من الان تقريبا، فإننا نجد أنفسنا أمام واقع دولي و إقليمي کان يسعی لتقبل و إستيعاب نظام الجمهورية الاسلامية و إعتباره أمرا واقعا، خصوصا وإنه کان يؤکد بأنه نظام متحضر و منفتح علی العالم و يؤمن بالحوار کوسيلة للتفاهم و إقناع الآخر، ويومئذ، لم يکن هناک سوی صوت واحد يرتفع عاليا محذرا العالم کله عموما و دول المنطقة خصوصا من خطورة الانجراف وراء هذا النظام و التصديق بمزاعمه وإنه مجرد ذئب کاسر داخل جلد حمل وديع، ذلک الصوت لم يکن سوی صوت زعيمة المعارضة الايرانية و الخصم اللدود لهذا النظام، السيدة مريم رجوي.

هذا النظام يسعی للحصول علی أسلحة الدمار الشامل و يقوم بقمع و قتل و إبادة الشعب الايراني و ممارسة العداء بصورة سافرة ضد المرأة و يتدخل في بلدان المنطقة و يعتبر بؤرة التطرف الديني و الارهاب و يصدرهما الی المنطقة و العالم، کل هذه الحقائق التي يتم تداولها هذه الايام بشأن النظام الايراني، کانت السيدة رجوي قد أکدت عليه قبل أکثر من عقدين، وهو يدل علی مدی مصداقية و حقانية طروحاتها و کيف إنها کانت مخلصة و صادقة مع المنطقة و العالم في تحذيراتها، ولاريب من إن توصل المنطقة و العالم الی هکذا قناعات، دليل علی إن هناک قناعة قوية و راسخة بالطريق الذي حددته السيدة رجوي للتعامل مع النظام الايراني ولاسيما من حيث تأکيدها علی إن هذا النظام لايفهم سوی لغة الحزم و الصرامة و التي يبدو واضحا بأن المنطقة و العالم سائرتان للتعامل مع طهران وفق هذا السياق.

عندما نجحت السيدة رجوي في إخراج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب و کسب معرکتها القضائية التي طالت لقرابة 15 عاما، وحققت إنتصارا سياسيا لامعا آخرا بتمکنها من إخراج 3000 من أعضاء المقاومة الايرانية من العراق و تفويت الفرصة علی طهران التي کانت تعمل من أجل إبادتهم، وبعد أن صارت قضية مجزرة صيف عام 1988، قاب قوسين أو أدنی من التدويل، وعندما نجد إيران تضج بالاحتجاجات و يتم رفع صور و تعليق صور السيدة رجوي في أنحاء إيران، فإن کل ذلک يدل بوضوح علی إن طهران تستعد أکثر من أي وقت مضی لإستقبال مريم رجوي إستقبال الابطال الفاتحين.

زر الذهاب إلى الأعلى