أخبار إيرانمقالات

اتخذوا إجراءات قبل فوات الأوان!


25/11/2017
عبدالرحمن مهابادي*

عقد يوم الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجة العرب في العاصمة المصرية القاهرة لبحث سبل مواجهة تدخل نظام الإرهاب الحاکم باسم الدين في إيران.
وجاء عقد الاجتماع عقب مجموعة من التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، بما في ذلک استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري احتجاجا علی تدخل نظام الملالي في بلده لبنان، وإطلاق الصواريخ الإيرانية من اليمن من قبل الحوثي نحو العاصمة السعودية الرياض، وتوسيع نطاق تدخلات النظام الإيراني في العراق وسوريا، والتنبؤات المتعلقة بالنهج التوسعي للنظام الإيراني في المنطقة.
ما کان يميز الاجتماع الأخير عن الاجتماعات السابقة، هو المواقف الحازمة للدول العربية التي ظهرت في خطابات وزراء الخارجية. انهم اعتبروا اطلاق الصاروخ علی الرياض بأنه «تحول خطير» داعين إلی عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث تهديدات النظام الإيراني ضد دول المنطقة مما يشير إلی تحول جديد وأکبر يجري في الدول العربية.
ما تسبب في قيام الدول العربية بمثل هذه المبادرة هو ما ظهر خلال الأشهر الأخيرة من حالات تؤکد توسيع العلاقات بين النظام الإيراني وحزب الله اللبناني وعبرها مع الحوثيين في المجالات العسکرية والتدريبية والتسليحية. وتخشی الدول العربية من فوات الوقت ويصبح النظام الإيراني أکثر تجرأ ويوسع نفوذه في المنطقة، مستغلا في ذلک السياسات غير الحازمة التي اعتمدتها الدول الغربية حيال إيران لحد الآن.
وهذا التفسير للسياسة الغربية والتهديدات المتزايدة هو بالطبع تعليق واقعي وينبغي الاشادة به ودعمه. ولکنه ليس کافيا ويجب أن يرتقي إلی مستوی جديد، تکون الخطوة الأولی منه، تشکيل جبهة جديدة ضد النظام الإيراني.
ان تشکيل هذه الجبهة ينسجم ما تتطلبه السياسة العالمية، واذا کانت الدول العربية مصرة علی ذلک، فبالتأکيد ستدعمها الدول الغربية، لأن مصالح الغرب في المنطقة تقتضي مثل هذا الدعم لتشکيل هذه الجبهة.
وسوف تؤخذ هذه الجبهة علی محمل الجد وستضمن فوزها، حالما تعمل بالتنسيق مع المقاومة الإيرانية. والا ينبغي القول مسبقا انها ستولد ميتة. من الخطأ تجاهل المقاومة الإيرانية لأي تغيير في إيران وهذا ما تم تجربته حتی في الغرب ولم تقطع شوطا طويلا وأدت إلی اطالة عمر النظام الخطير.
ان المقاومة الإيرانية مستعدة الآن من کل الجوانب للعب دورها في تغيير النظام الحاکم في بلدها. تلک المقاومة التي تمثلها السيدة مريم رجوي والتي تمتلک قوة عازمة وجاهزة وموثوق بها ولديها خبرة علی مدی 50 عاما من النضال ضد ديکتاتورتي الشاه وخميني، وقدمت في السنوات الأخيرة ورقة عمل ذات 10 بنود لمستقبل إيران ومدعومة من قبل طيف واسع من أبرز شخصيات أمريکية واوروبية وکذلک عربية.
ومن خلال القاء نظرة إلی الأحداث التي وقعت داخل إيران خلال العام الماضي، يمکننا التعرف علی المکانة الفريدة التي تحظی بها المقاومة الإيرانية في هزيمة الانتخابات في مايو الماضي في إيران وتشديد الأزمات الداخلية للحکم وذلک بفضل قبول المجازفات من قبل الشبکة الشعبية الواسعه للمقاومة، بدءا من داخل سجون نظام الملالي وإلی المدن والمناطق المختلفة في إيران. ان النجاح في الحملة الثانية والعشرين لمناصرة قناة الحرية (سيماي آزادي) فضائية المقاومة الإيرانية والتي عرضت صورة للقاعدة الشعبية لهذه المقاومة، فضلا عن حملة لايصال الاغاثات من قبل أنصار المقاومة داخل البلاد إلی المنکوبين بالزلزال في محافظة کرمانشاه غربي إيران، تلبية لدعوة السيدة مريم رجوي، کلها تشکل وثائق دامغة تؤکد امتداد هذه المقاومة وجذورها الشعبية. 
ولذلک يبدو أن مشروع تغيير النظام الحاکم في إيران، وضع علی الخط الصحيح داخليا واقليميا ودوليا، ومن المتوقع أن لا يطول حدوث هذا التحول الی وقت بعيد. مشروع يضطلع فيه الجميع سواء الإيرانيون وغير الإيرانيين، ودول ومؤسسات غير حکومية وشخصيات!
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


 

زر الذهاب إلى الأعلى