العالم العربيمقالات

هناک شئ ما يلوح في الأفق

 


23/11/2017
إعداد النقيب المهندس ضياء قدور


سعت إيران خلال الأعوام الأخيرة لتقوية وجودها ونفوذها في سوريا، والأمر في محصلة ما يظهر، کأنها حققت نتائج تُعادل – أو تفوق – ثمار مساعيها طوال أکثر من ثلاث عقود مضت من العلاقات الإيرانية – السورية، التي ازدهرت بعد وصول الملالي إلی السلطة عام( 1979) حتی اندلاع ثورة السوريين في عام( 2011.)
ولکن يبدو ان النفوذ الايراني في سوريا قد وصل لنهاية مسدودة وسيبدا بعدها مرحلة التراجع والتقلص نحو الحدود الداخلية في ايران المليئة بالاضطرابات والازمات علی الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية کافة 
تشير المؤشرات السياسية کلها علی الساحة الدولية الی ذالک ونذکر منها بداية
اتفاق ترمب وبوتين: لا للأسد ولا لميليشيات إيران بسوريا
أکد مسؤولون أميرکيون أن البيان المشترک للرئيسين الأميرکي والروسي حول سوريا يؤکد التزام موسکو بالعملية السياسية في سوريا من خلال مسار جنيف وتطبيق القرار الدولي 2254.
کما شدّدوا علی أن الدولتين العظميين تريدان أن تبقی سوريا دولة موحدة وبدون عناصر أجنبية علی أرضها، في إشارة واضحة إلی إيران والميليشيات التابعة لها التي دخلت إلی سوريا لدعم النظام السوري.
ثانيا :لا لميليشيات إيران في الجنوب
أشار المسؤولون في وزارة الخارجية الأميرکية إلی أن روسيا، ومن ضمن الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميرکية ومملکة الأردن، وافقت علی أن تبتعد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من منطقة “جنوب غرب سوريا”، وهذا مؤشّر واضح علی أن الأردن وإسرائيل، من خلال الولايات المتحدة ومن خلال التحادث مع روسيا، کسبا مطلب إبعاد الإيرانيين وميليشيات حزب الله وغيرها عن حدودهما، وبالتالي لن يضطرّا لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية أمنهما، کما أن النظام السوري التزم بحسب الأميرکيين بعدم الدخول أو محاولة الدخول إلی هذه المنطقة خلال المرحلة الانتقالية.
ثالثا : المندوبة الأمريکية في الأمم المتحدة تشدد علی أهمية إخراج إيران من سوريا
قالت السفيرة الأمريکية في الأمم المتحدة، الأربعاء 8 مارس/آذار: “الولايات المتحدة تدعم تماما ستيفان دي ميستورا والعمل الذي يقوم به ونحن ندعم عملية الأمم المتحدة وندعم المحادثات في جنيف ونرغب في استمرارها”، لافتة إلی أن “الأمر يتعلق کثيرا بحل سياسي الآن…وهذا يعني في الأساس أن سوريا يمکن ألا تظل ملاذا آمنا للإرهابيين .. علينا أن نعمل علی إخراج إيران ووکلائها وعلينا أن نتأکد أننا کلما أحرزنا تقدما فإننا نؤمن الحدود لحلفائنا أيضا”.
رابعا : تصريحات وزير الخارجية الروسي المبطنة
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الثلاثاء، أن بلاده لم تتعهد بضمان انسحاب الميليشيات الموالية لإيران من سوريا، وفق وکالة الإعلام الروسية.
يفيد هذا التصريح المبطن الذي ذکره وزير الخارجية الروسي تلميحيه الی الاتفاق الذي حصل بين ترامب وبوتين وذالک کانه يريد أن يقول نحن متفقون علی اخراج ايران ومليشياتها من سوريا لکن مختلفون علی طريقة اخراجها التي تضمن بها روسيا ماء وجهها امام حلفائها من حلف الممانعه والمقاومه
 خامسا : ملف الاتفاق النووي وتقويض نفوذ الاذرع الايرانية في المنطقة
أعلنت الخارجية الأميرکية مکافأة لمن يقدم معلومات تؤدي لاعتقال القياديين في مليشيا حزب الله طلال حمية وفؤاد شکر. ويأتي هذا الإعلان قبل القرار المنتظر من البيت الأبيض بشأن مصير الاتفاق النووي
.حيث قال وزير الخارجية الأميرکي ريکس تيلرسون، الثلاثاء، في حديث لمحطة فوکس نيوز، إنه يجب إجراء تعديلات علی الاتفاق النووي المبرم مع إيران ،وإلا فإن الولايات المتحدة قد تنسحب من الاتفاق.
کما وصف المتحدث باسم الخارجية الأميرکية جاريد کابلان إيران بأنها مزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة . وشدد علی ضرورة إعادة التفاوض مع بقية الأطراف، لتخلي إيران عن برنامجها النووي.
وفي مقابل التصريحات غير المعهودة من الأميرکيين والتصريحات المبطنة للروس ، انتقادات، أيضا غير معهودة، تتعالی همهماتها في إيران.
فقد قال مسؤول في معهد الدراسات السياسية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، مصطفی زهراني، إن إيران لا تملک استراتيجية خروج من الحرب السورية.
واتهم زهراني الأسد بإدارة ظهره لطهران، في مسعی لإرضاء الروس، الذين کشفت تقارير أخيرة أنهم يتفاوضون مع واشنطن وتل أبيب لإخراج إيران من سوريا، ضمانا لأمن إسرائيل.
کما ينوّه المسؤول إلی أن خروج الروس من سوريا سيکون سهلا، حيث يقتصر دورهم علی التغطية الجوية، خلافا لبلاده التي أرسلت قوات ومقاتلين واستثمرت في حرب باتت، حسب زهراني، متاهة تحبسها.
وتشير هذه التصريحات إلی أن الحرب الدموية في سوريا، وإن لم تقترب من نهايتها، فإنها قد تتخذ مسارا مختلفا. وربما علی الاغلب ستعود منها ايران بخفي حنين

 


زر الذهاب إلى الأعلى