أخبار إيرانمقالات

عندما توجه الضربة في الوقت المناسب


دنيا الوطن
21/11/2017


بقلم:غيداء العالم


 إختيار الوقت و المکان المناسب لتوجيه الضربة أو الطعنة القاتلـة للخصم، له أهميته الخاصة و الاستثنائية، وإن إرتکاب أي خطأ في التوقيت أو المکان سيرتد علی صاحبه و سيقوي و يعزز من موقف غريمه،

ولاغرو من إن حرکة المقاضاة التي تقودها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي منذ سنة و التي تسعی من أجل طرح قضية إعدام 30 ألف سجين سياسي إيراني في ظل ظروف و أوضاع إستثناية في صيف عام 1988، قد إختارت الوقت و المکان المناسب تماما، ذلک إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يمر بظروف و أوضاع غير مسبوقة و يواجه کم هائل من المشاکل و الازمات المستعصية التي لاحل لها، فإن مواجهته في هذا الوقت بالذات بجريمة في حجم مجزرة صيف 1988، ليس بأمر عادي و عابر وانما له مدلولاته خصوصا وإن المواجهة تجري في الساحة الدولية.
مجزرة صيف 1988، وبشهادة و إعتراف معظم الحقوقيين المختصين في جرائم الابادة الانسانية، تحمل کل الشروط و المواصفات المطلوبة للجريمة ضد الانسانية، خصوصا وإن الادلة و المستندات و الوثائق القانونية الثبوتية علی قيام السلطات الايرانية بتنفيذ تلک الجريمة من الکثرة بحيث لاتبق مجالا للشک، والمثير للسخرية إن السلطات الايرانية ليس أمامها من أي خيار للدفاع عن نفسها سوی السعي لتبرير الجريمة و إضفاء الشرعية عليها وهو بطبيعة الحال أمر لايتقبله المجتمع الدولي ولايأخذ به.
هذه الجريمة و عندما إرتکبتها السلطات الايرانية فقد خدمت طهران سياق الظروف و الاوضاع وقتئذ حيث کانت تجري بصورة تصب في مصلحة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تتفق معها بصورة أو بأخری، وقد کان ظن و إعتقاد هذا النظام بأن هذه الجريمة ستبقی طي الکتمان ولاسيما بعد أن تم التشدد علی کل الامور المتعلقة بها الی أبعد حد، لکن الذي فات النظام إن العناصر التي کانت تشرف علی الجريمة قد إقشعرت من هول الجريمة و بشاعتها کما إن الاخطاء و الهفوات التي رافقتها، بالاضافة الی الاختلاف الذي رافق تنفيذها بين أقطاب النظام، کل ذلک ساعد علب کشف النقاب عن هذه الجريمة وجعل العالم کله علی إطلاع بها، لکن قيام السيدة مريم رجوي بتأسيس حرکة المقاضاة و قيادتها منذ سنة في مثل هکذا أحداث و تطورات، تدل و تثبت حذاقتها کقائدة و خبرتها في کيفية توجيه الضربة السياسية المناسبة للنظام في الزمن و المکان الملائمين.

زر الذهاب إلى الأعلى